حالة من الفرح والاهتمام البالغ أثارها رفع العلم المصرى على حاملات الطائرات المصرية، "الميسترال"، من جانب الرأى العام المصرى، وموقعى التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر" وبرامج "التوك شو"، معبرين عن فرحتهم بهذا الحدث العام، والتعاون المشترك بين الجانبين المصرى والفرنسى، بعدما تسلمت مصر إحدى سفينتى ميسترال الحربيتين اللتين اشترتهما من فرنسا، بعد إلغاء عقد بيعهما لروسيا. وجرت عملية تسليم هذه السفينة الحربية، التى حملت اسم "جمال عبدالناصر"، بحضور وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان ونظيره المصرى صدقى صبحى، وتغادر السفينة بعد بضعة أيام مرفأ سان نازير غربا إلى مصر، وقد رفع الفريق أسامة ربيع، قائد البحرية المصرية، العلم المصرى على الميسترال، بمرافقة قائد القوات البحرية الفرنسية. وقال ربيع إن حاملة الطائرات "ميسترال" توفر ميزات قيادة شاملة ومتنوعة فى البحر تشبه المراكز القيادية الأرضية، وتبلغ حمولتها 22 ألف طن وطولها 199 مترا وعرضها 32 مترا وتسير بسرعة 19 عقدة، ومهمتها تنفيذ مهام خارج حدود البلاد. وأضاف قائد البحرية المصرية أن حاملة الطائرات ميسترال قامت بنقل الجنود والطائرات الهليوكوبتر لمناطق القتال خارج حدود الدولة، مؤكداً أن القوات البحرية قادرة على حماية السواحل المصرية ضد اى تهديدات، وحاملة المروحيات "ميسترال" هى بداية تعاون عسكرى طويل مع مصر. وفى ذات السياق، قال ربيع، فى تصريحات صحفية، إن هناك تعاونا عسكريا مع روسيا وإيطاليا وألمانيا من مبدأ تنويع مصادر التسليح، مشيراً إلى أنه بات لدينا القدرة على مجابهة الإرهاب بطول حدود جمهورية مصر العربية. أما السفينة الحربية الثانية، التى ستكون حاملة مروحيات، فستحمل اسم "أنور السادات" على أن يتم تسليمها خلال سبتمبر المقبل، وبإمكان هذا النوع من السفن إنزال قوات فى مسرح عمليات، ونقل مستشفيات ميدانية للقيام بمهمات إنسانية كبيرة. وقعت مصر مع فرنسا فى أكتوبر الماضى عقد بيع هاتين السفينتين، بعد شهرين على إلغاء عقد بيعهما مع موسكو الذى وقع فى يونيو 2011 وكان سعرهما يبلغ 1.2 مليار يورو. وكان الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند ربط فى سبتمبر 2014 تسليم هاتين السفينتين إلى روسيا بالتوصل إلى تسوية سياسية فى أوكرانيا، قبل أن يعلق تسليمهما. وأجبرت فرنسا، بعد إلغاء العقد، على دفع 949.7 مليون يورو إلى روسيا، وهو المبلغ الذى سبق أن دفعته روسيا كمقدم. يبلغ طول حاملة المروحيات من طراز ميسترال 199 مترا، وحمولتها 21 ألف طن، وتسير فى البحر بسرعة تفوق 18 عقدة فى الساعة، أى ما يعادل 36 كم فى الساعة تقريبا. وتضم "الميسترال" منظومة صاروخية للدفاع الجوى، ورشاشا عيار 12.7 ملم وتصل المساحة الإجمالية للسطح الخاص بها إلى نحو 5200 متر مربع، تضم 6 مناطق يمكنها استيعاب جميع أنواع المروحيات. كما أنها مزودة ب3 منظومات رادارية، رادار ملاحى، ورادار جو– أرض، ورادار الهبوط على سطح السفينة، وكذلك مزودة بوحدة طبية أشبه بالمستشفى، تبلغ مساحتها 750 مترا مربعا، بها 20 غرفة، وغرفتان للعمليات الجراحية، وغرفة أشعة، و69 سريرا، كما يمكنها تنفيذ العديد من العمليات الإنسانية على نطاق واسع. تم بناء 4 قوارب إنزال من الجيل الجديد، بالإضافة إلى قاربى إنزال جديدين، على متن الميسترال المصرية، كما أنها قادرة على حمل 13 دبابة، و110 عربات مدرعة، و16 هليكوبتر ثقيلة، أو 35 هليكوبتر خفيفة، و450 جنديا لمدة طويلة، أو 900 جندى لمدة قصيرة. وبذلك تكون مصر أول دولة فى منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا والعالمين العربى والإسلامى وثالث دولة فى حوض البحر الأبيض المتوسط بعد فرنسا وإسبانيا تقوم باقتناء حاملات مروحيات. من جانبه، قال اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، إن حاملة الطائرات "الميسترال" هى الأولى فى الشرق الأوسط، فهى أول حاملة طائرات تنضم إلى البحرية المصرية، وتعد إضافة جديدة لمنظومة التسليح للقوات المسلحة المصرية لتعزز من قدراتها فى مواجهة التحديات، وتدعم كفاءة القوات البحرية خاصة والقوات المسلحة المصرية عامة. وأضاف "رشاد"، فى تصريحات خاصة ل"النهار"، أن تلك القطعة البحرية تسهم أيضًا فى تعميق العلاقات السياسية والتعاون المشترك بين مصر وفرنسا، إلى جانب توسيع دوائر حماية الأمن القومى المصرى بما تملكه تلك القطعة من قدرة على الوصول لمسافات بعيدة بما تحمله من طائرات وقطع مدرعة، ومن ثم القدرة على حماية الأمن القومى المصرى والعربى. فيما قال اللواء طلعت موسى، أستاذ الاستراتيجية والأمن القومى بأكاديمية ناصر العسكرية، إن القوات المسلحة أصبح ترتيبها العاشر عالميًا، لافتًا إلى أن امتلاك مصر لحاملة "ميسترال" تتخطى إسرائيل ب30 مركزا، وفقا لتصنيفات "جلوبال فاير باو" فى القوة العسكرية البحرية. وأوضح "موسى"، ل"النهار"، أن الحاملة "ميسترال" أضفت كفاءة للقوات البحرية المصرية، بفضل احتوائها على منظومة كاملة للدفاع الجوى، مؤكدا أن مصر تناظر القوى العظمى بعد تسلم "ميسترال"، وأن تلك القطعة إضافة حقيقية لمنظومة التسلح المصرية، وتمكن من الوصول إلى مناطق التهديد طالما توافرت لها الحماية الجوية خلال تحركها وهى متوافرة بالفعل.
