القى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كلمة تاريخية أمام وزراء الخارجية العرب اليوم بالجامعة العربية أكد فيها على عمق العلاقات التركية العربية وحرص بلاده على تعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات من أجل تطلعات شعوب المنطقة لافتا الى أن تركيا والعالم العرب يرتبطان بروابط جغرافية وتاريخية وطيدة وربطهما قدر مشترك ولابد من مواصلة مسيرة الاصلاح بما يحقق الديمقراطية والعدالة والحرية .وجدد رئيس الوزراء التركي شروط بلاده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وقال إن إسرائيل تحقق شرعيتها من جهة، وفي الوقت ذاته تقوم بممارسات غير مسؤولة فهي تسحق الكرامة الإنسانية والقانون الدولي والاعتداء على المواكب الدولية (في إشارة إلى أسطول الحرية). واضاف : ان الحكومة الإسرائيلية تجاهلت مطالبنا بالاعتذار ، وتتجاهل القوانين الدولية ، معلنا عن رفض تركيا للتقرير الأخير المعروف بتقرير بالمر ، ووصفه بأنه أسير الذهنية الإسرائيلية ، وأردف قائلا : إننا نعتبره كانه لم يكن .وحذر اردوغان الأممالمتحدة وكل الأوساط الدولية بأنهم إذا استمروا في دعم إسرائيل فإنهم سيكونون شركاء في الجريمة التي ترتكبها. وقال إن على إسرائيل أن تعتذر وتعوض أسر الشهداء وترفع الحصار عن قطاع غزة ، وإلا لن يكون هناك تطبيع للعلاقات بين تركيا وإسرائيل . وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين خفضت إلى مستوى سكرتير ثان وتم تعليق الإتفاقيات العسكرية وتركيا لها سواحل في شرق البحر المتوسط وتستطيع إتخاذ كل التدابير لحماية الملاحة البحرية في البحر المتوسط. وقال رجب طيب أردوغان موجها حديثه للعرب إننا نشاركم نفس العقيدة والدين والقيم والثقافة ، وذلك سوف ينتقل للأجيال القادمة ، فنحن جسد واحد يشعر بعضنا بالآم بعض.. وأردف قائلا إننا شعبان تم رسم قدرهما بشكل مشترك .وأضاف: ان الطفل الفلسطيني الذي يبكى في غزة يجرح صوت الأمة في أنقره ، والصوت العالي في القاهرة يسمع تركيا (في إشارة إلى صدى الثورة المصرية. وأعرب عن رؤيته المستقبلية التي تقوم على ان العرب والأتراك يستمدون قوتهم بعضهم من بعض .. وقال يجب علينا توحيد صفوفنا ، وأن نكون نحن أصحاب المستقبل ، وان نبرز ذلك للأجيال القادمة . وأضاف أن الحرية ، الديمقراطية ، حقوق الإنسان يجب أن تكون شعارنا الموحد لكى ترى شعوبنا الأمل في المستقبل كما أكد أردوغان إن نضال الشعب الليبي في مجال الحرية يستحق التقدير ، منوها بقرار الجامعة العربية الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي وأضاف أن تركيا لايمكن أن تتجاهل التطورات في منطقة الشرق الأوسط ، لأننا ليس فقط جزء من جغرافية المنطقة ، ولكن لأن لنا تاريخ مشترك ومستقبل واحد. ودعا أرودغان إلى إجراء الإصلاحات بالمنطقة دون تغيير على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، وقال يجب علينا تحقيق العدالة والحق والديمقراطية ، وعلينا أن نقف صامدين في هذه المرحلة التي يكتب فيها التاريخ مجددا . وقال إننا أحيى هذا الموقف العربي المشرف المطالب بالتغيير ، وقال يجب أن يتحقق التغيير في المجتمعات العربية ، وبعض الجهات تقوم بحساب الثورات المدفونة داخل البلاد التي تشهد الثورات قبل أن تأخذ مواقفا مؤيدة او معارضة لرغبات شعوبها ، ولكن تركيا لاتتعامل بهذا المنطق. وقال إن تركيا تقدم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية التي تعد قضية الكرامة الانسانية بالاساس وليس مجرد صراع بين فلسطين واسرائيل .واعرب عن أمله في ان تكلل الجهود برفع العلم الفلسطيني في الاممالمتحدة قبل نهاية الشهر الجاري ، ليكون هذا العلم رمزا للعدالة والسلام في الشرق الاوسط.
