سادت حالة من الجدل بين أهالي الإسكندرية، بعد تردد شائعات حول استقبال المحافظ محمد عبد الظاهر، لوزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم، في محل شهير للأسماك، لتناول وجبة غداء، وإنفاق ما يقرب من 40 ألف جنيه، على هامش افتتاح معرض الإسكندرية للكتاب منذ أيام. وبعد أن افتتح وزير الثقافة، ومحافظ الإسكندرية، معرض الكتاب، يوم السبت الماضي، توجّه الاثنان، ومعهما عدد من المرافقين والصحفيين إلى مطعم شهير للأسماك في منطقة بحري، وتناولوا وجبة الغذاء، وهو ما استغله عدد من النشطاء والأهالي في التأكيد على أن نفقات الوجبة وصلت إلى 40 ألف جنيه، في الوقت الذي يرفض ملاك وإدارة المحل توضيح المبلغ الحقيقي. وفي الوقت الذي يهاجم فيه البعض ما يصفونه بإهدار أموال المحافظة على العزومات واحتفالات، ويطالبون بأن يكون للأحياء الفقيرة الأولوية في النفقات، يؤكد المدافعون عن موقف المحافظ، أن الشائعات هي مجرد هجوم من أجل الهجوم فقط، وأن الإجراء بروتوكولي بحت، معتبرين أن المبلغ خيالي وغير صحيح، بل نسجه الكارهون في خيالاتهم. واستنكر معتز الشناوي، منسق اللجنة الشعبية لتنمية غرب الإسكندرية والجمرك، ما تناولته الصحف والمواقع الإلكترونية، عن قيام محافظ الإسكندرية المهندس محمد عبد الظاهر، بدفع 40 ألف جنيه ثمن "عزومة" سمك وجمبري، لوزير الثقافة حلمي النمنم، والوفد الإعلامي المرافق له، في الوقت الذي تعاني فية الدولة والمحافظة من قلة الموارد المالية. وطالب الشناوى بمحاسبة المحافظ والوزير لإهدارهما المال العام، مؤكدا أن بذخ المسؤولين يأتي في الوقت الذي تتوقف فيه أعمال كثيرة بالأحياء، بسبب مبالغ أقل من مبلغ 40 ألف جنيه ثمن عزومة السمك والجمبري. وأضاف: "تشهد البلاد حالة من تردي حالتها الاقتصادية، ودعوة الرئيس للمواطنين لدعم مصر بجنيه واحد، وإذا بأفراد الحكومة يبذرون أموال الشعب من أجل بطونهم، في صورة تعبِّر عن مدى بُعد الحكومة عن الشعب ومعاناته اليومية، لا نطالب بالإقالة، بل نطالب بالحساب، بإعلان نتيجته على الرأي العام. وفي المقابل تؤكد فتحية رمزي، الموظفة في إحدى شركات الملابس الجاهزة (37 عاما)، رفضها لما وصفته بالهجوم على المحافظ بدون سبب، وبخاصة أن مبلغ ال40 ألف جنيه الذي يتردد كبير جدًا، ومن الصعب أن يكون المطعم يحققه في مبيعات 10 أيام متتالية وليس فقط وجبة غداء لمجموعة من الأشخاص. وقال محمد متولي، مدرس التربية الرياضية في إحدى مدارس الإسكندرية: "مهما أكل المحافظ والوزير وضيوفهما، فلا يعقل أن يأكلا ب10% من هذا المبلغ، وهو ما يؤكد أنه لا أساس له من الصحة، وأن كارهي المحافظ هم من نسجوه في خيالاتهم المريضة". ورفض مدير المطعم تأكيد أو نفي الشائعات التي تتردد حول غداء المحافظ والوزير، مؤكدًا أن الوزير والمحافظ، كانا برفقتهما مسؤولون عن معرض كتاب الإسكندرية. وعلمت "الوطن" من مصدر مطلع داخل اتحاد الناشرين بمعرض الكتاب، أن الاتحاد هو صاحب الدعوة للغداء، وإنه من دفع قيمة "العزومة". وقال المصدر، الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه، إن المبلغ الحقيقي الذي تم إنفاقه على دعوة الغداء، لا يصل إلى 25% من المبلغ الذي تتناقله وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن كل ما نُشر حول أصناف وأنواع وعدد الوجبات غير صحيح نهائيًا.
