سادت حالة من الهدوء الحذر داخل أروقة مجلس النواب ، الإثنين، حول أزمة استقالة الأمين العام للمجلس خالد الصدر ، وتعيين المستشار أحمد سعد أمينًا عامًا جديدًا. وعلى الرغم من إعلان النائب توفيق عكاشة حضوره بصحبة النواب المعترضين على استقالة «الصدر» وعددهم 29 نائبًا لإعلان رفضهم تعيين «سعد»، إلا أن النواب غابوا عن الحضور عدا «عكاشة» الذي حضر للمجلس وحيدًا، وقال: «النواب حضروا إلا أن شرطة وأمن المجلس سربوهم وطفشوهم، حتى إنهم سربوني أنا شخصيًا وأجلسوني في مكتب رئيس المجلس». وهاجم «عكاشة» المستشار مجدي العجاتى، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، قائلاً: «مجدي العجاتي وضع خطة لإفساد دعوتي، وصلت إلى تهريبي وإدخالي مكتب الرئيس»، مضيفًا: «أنا لفيت مصر 9 لفات ومحدش يضحك عليا». وواصل النائب تصريحاته للصحفيين قائلاً: «لا توجد أزمة، لكن يوجد نواب يريدون الحفاظ على السلطة التشريعية من تغول التنفيذية عليها، ويدافعون عن مبدأ وليس أشخاصا، وقد قرر النواب أن يتخذوا قرارًا بشأن إعادة الأمين العام السابق وإقالة الحالي عقب انتخاب رئيس المجلس والوكيلين في الجلسة الإجرائية، لأن الحكومة تصر على أن نتخذ قرارا في الأمر في أول جلسة». وأكد توفيق عكاشة أنه لن يستخرج بطاقة العضوية إلا بعد تعيين أمين عام من اختيار مجلس النواب، وأنه «لن تفرض السلطة التنفيذية وصايتها على البرلمان»، لافتًا إلى أن أيام المستشار «العجاتي» في الوزارة «معدودة». وقال «عكاشة» إن النواب اتفقوا بأغلبيتهم على إلغاء وزارة مجلس النواب «لأنه لا يوجد في العالم مثيل لها»، موضحًا: «فى العهد الماضى كان يتم تفصيل وزارات لصالح ديكتاتور والآن ليس لدينا ديكتاتور»، وأشار إلى أن المجلس «يملك إلغاء الوزارة وفقا للمادة 146 من الدستور». وانفعل «عكاشة» عند سؤاله عن موقف المجلس في حالة رضا الرئيس عن الحكومة تعقيبًا على تهديده بسحب الثقة منها في البرلمان، وقال «إذا لم نضع أيدينا في أيدى بعضنا البعض لبناء الوطن، يبقى نمشى كلنا، مش عايزين تجرونا لسيناريو أوكرانيا وبرلمانها، ومتوقعنيش في الرئيس». وتابع النائب بقوله «إن حكومة رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل غير قادرة على كتابة 8 كلمات في برنامجها الانتخابي الذي تعده منذ 80 يوما، وكتبت كلمة نهايتها بيدها بعد إصرارها على إقالة اللواء خالد الصدر من منصبه»، لافتًا إلى أنه سيتعامل مع الأمين العام الجديد أحمد سعد احتراما للقانون الذي يعطى الحكومة الحالية حق اختياره. واعتبر «عكاشة» قرار الحكومة تعيين أمين عام جديد هو بداية النهاية لحكومة شريف إسماعيل ، فيما عدّ عدد من أعضاء الحكومة مثل وزارتي العدل، والدفاع.
