اكدت الجامعة العربية حرصها على تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وروح التضامن بين الشعوب ودعم مسيرة الاصلاح والتحول الديمقراطي والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا الاطار بما يحقق تطلعات الشعوب في تحقيق الحرية والآمال المنشودة جاء ذلك في كلمة الجامعة العربية التي ألقاها السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية نيابة عن أمينها العام د. نبيل العربي أمام ملتقى حوار القاهرة لبناء الديمقراطية وتبادل التجارب ومواجهة التحديات الذي بدأت اعماله هنا اليوم بمقر الامانة العامة للجامعة العربية ،والذي تنظمه مبادرة تحالف الحضارات، بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمعهد الدولى للديمقراطية والمساعدة الانتخابية وبمشاركة الرئيس جورج سامبايو الممثل الاعلى لتحالف الحضارات ورئيس البرتغال السابق وممثلين عن المنظمات الدولية .وأكد السفير بن حلي ان الجامعة كمنظمة اقليمية تتقاسم قيم الاصلاح والديمقراطية مع نظيراتها من المنظمات الاخرى تحت مظلة الاممالمتحدة وانها لم تكن بعيدة عن المطالب المشروعة للشباب العربى ولها مرجعيتها الحاكمة فى هذا الشأن وستواصل التحامها وقربها من هموم المواطن العربى ومشاغله ،مشيرا الى انه لتعزيز هذا المسار فإن الدكتور نبيل العربى الامين العام للجامعة العربية يعتزم التقدم لمجلس الجامعة سبتمبر المقبل برؤية حول الدور الذى ينبغى ان تضطلع به الجامعة فى مجال دفع جهود الاصلاحات والتغييرات العربية لارساء دعائم الديمقراطية ومؤسساتها فى الوطن .كما اكد السفير احمد بن حلى اهمية انعقاد ه`هذا الملتقى كونه ينطلق من مقر جامعة الدول العربية بميدان التحرير بالقاهرة هذا المكان الذى اصبح رمزا لثورة شباب مصر التى فجرها فى 25 يناير الماضى مناديا بالحرية والعدالة والكرامة ،فضلا عن انه يشارك فى رعايتها ما يربو عن اثنى عشرة جهة بين مؤسسات ودول ومنظمات على رأسها الاممالمتحدة والجامعة العربية وشخصيات مرموقة لها حضور بارز فى مجال الديمقراطية وحقوق الانسان مما يدلل على اهميتها وجدية الموضوعات التى ستتناولها..واضاف بن حلى : ان الملتقى يناقش موضوع الساعة للعالم العربى وهو بناء الديمقراطية الذى يقود لوائها وربيعها الشباب العربى الواعى بواقع وطنه والمتحفز لبناء مستقبله ،والمصمم على مواجهة تحديات عصره والذى اتخذ من الاعلام الفضائى والشبكة العالمية للمعلومات سلاحا لانجاز حركته ولتصحيح مسار امته واصلاح اوضاع مجتمعاتها.واوضح بن حلى انه من المهم اجراء التقييم التاريخى لهذه الحركات واسبابها واهدافها حيث ستظل تعبيرا صادقا عن محصلة تفاعل مجتمعى وتمازج شعبى على مدى الفضاء الجغرافى الواسع للوطن العربى،مشيرا الى ان هذه الحركات نابعة من اقتناع ذاتى بحتمية التغيير والاصلاح ،وإعادة صياغة العقد الاجتماعى على اسس دولة القانون واعتبار المواطنة هى الحاكمة بين ابناء الوطن الواحد فى الحقوق والواجبات.وشدد السفير بن حلى على اهمية الاستجابة مع المطالب العادلة لهذه الحركات والاسراع فى تحقيقها حتى لاتحيد حركات التغيير والاصلاح عن خط سيرها او تخرج عن طابعها السلمى او تنزلق كما حدث فى بعض الحالات نحو العنف والعنف المضاد وما يسببه ذلك من ضحايا وخسائر فى مرافق الدولة واملاك المواطنين، خاصة وانها مطالب مشروعة تسعى الى توسيع مجال الحريات والاصلاح الاقتصادى والسياسى ومقاومة الفساد ومتابعة المفسدين وارساء دعائم دولة القانون والعدالة الاجتماعية.واكد بن حلى ان الجامعة العربية المنفتحة على العالم من حولها والحاضرة فى الفاعليات الدولية والمواكبة لحركة عصرها ترحب بالاستفادة من الخبرة الدولية فى مجال بناء الديمقراطية فى اطار المفهوم الصحيح للشراكة القائمة على المصالح المشتركة ومراعاة الظروف الخاصة لكل حالة بعيد عن الاملاءات واسلوب فرض الهيمنة والنماذج المصكوكة والجاهزة ،او اللجوء الى فرض العقوبات فى التعامل مع الدول بذريعة تشجيع التيارات الاصلاحية،لافتا الى انه اذا كنا متفقين على ان الديمقراطية ترتكز على مبادىء وقيم كونية لاخلاف عليها ،الا ان اسلوب تحقيقها وممارستها ليست بالضرورة متطابقة نظر لظروف كل مجتمع ودرجة التطور به وطبيعة مكوناته الاثنية والعقائدية والطائفية والتى قد لاتناسبها الهزات العنيفة تفتديا لانفراط العقد الاجتماعى وزعزعة ركائز الوحدة الوطنية.ونوه فى هذا الصدد بالتجربة الاوروبية التى بدأت فى بنيان كيانها الوحدوى وتوسيع فضائها الديمقراطى على قيم مشتركة ومبادىء انسانية تواجه اليوم تحديا خطيرا يتمثل فى نمو حركات اصولية متطرفة تغزى نزعات الكراهية والعدوانية ضد الاخر وثقافة الاخر ،مدللا على ذلك بما حدث مؤخرا من عدوان اجرامى على المواطنين فى النرويج مما يشكل مؤشرا خطيرا لتهديد هذة القيم الاوروبية الانسانية النبيلة ،مطالبا بضرورة التصدى بحزم لهذة الدعوات الهدامة وتعزيز الحوار بين الثقافات وروح التضامن بين الشعوب فى اطار التعددية التى ستظل مصدر الهام واثراء للحضارة الانسانية.ومن جانبه اكد جورج سامبايو الممثل الاعلى لتحالف الحضارات ورئيس البرتغال السابق اهمية استعراض تجارب الدول المختلفة حول التحولات الديمقراطية من اجل تشارك الخبرات حول كيفية مواجهة التحديات التى تصحب حالات التحول الديمقراطى. واستعرض سامبايو تجربة بلاده فى التحول الديمقراطى ، لافتا الى انه لاتوجد قوالب معدة لهذه العملية حيث ان لكل دولة خصوصيتها وظروفها.وشهد الملتقى استعراض عدد من تجارب التحول الديمقراطي في العالم ، ومن المقرر أن يناقش الملتقى على مدى يومين عددا من المحاور حول سبل تبادل الخبرات فى مجال التحولات وبناء الديمقراطية من اجل التعرف على افضل الحلول للمعضلات التى قد تظهر خلال الفترة المقبلة ومتطلبات مواجهة التحديات والتغلب على العقبات التى تواجه مختلف المجتمعات فى هذة المرحلة الحرجة .