كشف الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ، عن اقتراب المركبة الفضائية New Horizons (آفاق جديدة) التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا من كوكب بلوتو المتجمد، والذى تصل درجة حرارته إلى 250 درجة تحت الصفر، بعد رحلة استمرت 9 سنوات. ووصلت المركبة إلى مسافة 12500 كيلومتر فقط من سطحه، حيث بلغت سرعة المركبة في هذه الرحلة ما يقرب من 60 ألف كيلو متر في الساعة، علما بأن بلوتو يبعد حوالي 5 مليارات كيلو متر عن كوكب الأرض، وتقدر هذه المسافة ببعد الأرض عن الشمس بأربعين مرة. وأضاف «تادرس»، في تصريحات صحفية، أن اقتراب المركبة من كوكب بلوتو مكنها من إلتقاط أول صور من نوعها في التاريخ لهذا الكوكب، علما بأن الأوامر اللاسلكية المتبادلة بين المركبة ومحطة التحكم الأرضية تستغرق حوالي أربعة ساعات. وأوضحت الصور الجديدة وجود نشاط جيولوجي وبركاني يرجع عمره 100 مليون سنة، كما ظهرت جبال من الجليد على سطح الكوكب يبلغ ارتفاعها أكثر من ثلاثة كيلو مترات، كما أظهرت الصور منطقة على شكل قلب أطلق عليها العلماء اسم (كلايد تومبو) تخليدا لذكرى مكتشف الكوكب. وبلغت الصور الملتقطة درجة عالية من الوضوح جعلت فريق العمل يحث المركبة على الاستمرار في رصد الكوكب لمدة 12 يوما إضافيا لرصد الكوكب من جانبه المظلم، وهذا من صميم مهمة المركبة الفضائية (نيو هورايزونز) وهو رسم خريطة لسطح بلوتو وتشارون أكبر أقماره كما كان من نتائج هذه الرحلة المذهلة هو إكتشاف القطر الحقيقي لبلوتو الذي بلغ 2370 كيلومترا، أي أكبر مما كان مقدرا بنحو 70 كيلومترا تقريبا. وتواجه الأقمار الخارجية للكوكب حالات غامضة من الإنقلاب والإنعكاس وبخاصة القمر (نيكس) وهو يتأرجح وينقلب ويعكس اتجاهاته بشكل عجيب، وهو يشبه حبة الفاصوليا، وأبعاده تترواوح بين 42 كم طولا و36 كم عرضا، كما أوضحت الصور بعض التفاصيل عن القمر (هيدرا) حيث شكله المتعرج جدا وغير المنتظم وتتراوح ابعاده بين 55 كم طولا و23 كم عرضا. جدير بالذكر أن نحو 25% من فريق العمل في مهمة (نيو هورايزونز) هم من النساء، مما أثار بعض الجدل المجتمعي حول هذه الموضوع.