فجرت مصادر أمريكية مطلعة أمس مفاجأة مفادها أن الغارة الأمريكية التي نفذتها، أخيرا، قوة خاصة في مدينة دير الزور السورية، لم يكن هدفها القيادي أبو سياف، مسؤول النفط والغاز والتمويل في تنظيم "داعش"، بل زوجته "أم سياف"، التي اعتقلت في تلك العملية. وأوضحت المصادر الأمريكية أن أم سياف قد تكون بحوزتها معلومات مهمة تتعلق بالأسيرة الأمريكية الوحيدة كايلا مولر (26 عامًا) التي تعرضت للتعذيب والقتل على أيدي التنظيم الإرهابي.
بينما قالت مصادر عراقية للشرق الأوسط اللندنية، إن أم سياف التي اعتقلت وقتل زوجها خلال عملية خاصة للقوات الأمريكية داخل الأراضي السورية السبت الماضي، كانت أكبر متاجرة ببيع وشراء الفتيات الإزيديات.
وأبلغ أحد المسؤولين المطلعين بملفات مكافحة الإرهاب شبكة "إيه بي سي" الإخبارية أمس، أنهم كانوا يشكون ولفترة طويلة منذ العام الماضي بأن أبو سياف كان من قادة "داعش"» البارزين، رغم أنه غير مطلوب أمريكيا، ولا توجد على رأسه مكافأة للإبلاغ عنه، بينما أفادت تقارير بأن التنظيم الإرهابي قد منح أبو سياف السيدة موللر كزوجة قسرية أو جارية من جواريه، وفي يوم السبت الماضي، لم تعلق الناطقة الرسمية باسم إنفاذ القانون ولا البيت الأبيض عن تلك "«التكهنات".
وقالت مصادر للأصوليين في لندن، إن"كايلا موللر الرهينة الغربية أعطيت لأبي سياف كسبي أو زوجة، وهو شيء متعارف عليه بين أنصار الجماعات المتطرفة، حيث تهدى النساء إلى قيادات الجماعة المتطرفة، وقد تم تحرير امرأة إيزيدية كانت تخدم كجارية لدى الزعيم الإرهابي المقتول، وهي ضمن الهدايا التي أهديت إليه من زعيم التنظيم".
وكشف تقرير لمحطة "سي بي أس"، أمس، إلى أن أم سياف زوجة الزعيم الداعشي "لعبت دورًا مهمًا" في أنشطة "داعش" الإرهابية، إضافة لمشاركتها في تعذيب وقتل عاملة الإغاثة الأميركية كايلا مولر.
وتحتجز القوات الأمريكية أم سياف في مكان آمن بالعراق، ويتوقع أن يستجوبها فريق تحقيق رفيع المستوى، وفقًا لمصادر أمريكية.
وقال البنتاجون إن "أبو سياف كان مسؤولاً عن العمليات المالية والإدارية للتنظيم الإرهابي، وأن العملية تمت بناء على توجيهات الرئيس الأميركي باراك أوباما".
وأوضح البنتاجون أنه تم اعتقال زوجة أبو سياف حيث تعتبر عنصرًا قيمًا من عناصر المعلومات وتحتجز حاليًا في إحدى المواقع الآمنة بالعراق في انتظار وصول فريق من المحققين المتخصصين لاستجوابها في وقت لاحق.
من جهتها، كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، أول من أمس، عن تفاصيل أكثر للغارة الأمريكية التي نفذتها قوات أميركية في دير الزور شرق سوريا وانتهت باعتقال زوجة القيادي في تنظيم داعش أبو سياف، بالإضافة إلى مقتل أبو سياف وعدد آخر من المسلحين.
وقالت الصحيفة: "إن القوة الأميركية عثرت على كثير من الموجودات داخل منزل أبو سياف، منها أجهزة كومبيوتر محمول، وهواتف خلوية، وتحف أثرية، ومقتنيات تاريخية من بينها الكتاب المقدس للآشوريين وقطع نقدية عتيقة".
وتتابع الصحيفة: "إن القوات الأمريكية التي نفذت العملية قامت بتحرير فتاة إيزيدية عراقية شابة كانت تعمل في منزل أبو سياف وزوجته، وهي على ما يبدو فتاة استعبدها التنظيم عقب سيطرته على المناطق الإيزيدية شمال العراق، حيث تم بيع العشرات منهم كسبايا". وقالت مصادر أميركية إن "المترجم العراقي الذي رافق عناصر (دلتا) كان يسأل لدى نزوله من طائرة الهليكوبتر عن أم سياف قبل اندلاع المواجهات مع المتطرفين".
وأكدت "واشنطن بوست"، أن "القوة الأمريكية قامت بنقل الفتاة الإيزيدية مع زوجة أبو سياف إلى قاعدة في العراق، حيث تم تنفيذ العملية فجر السبت، مشيرة إلى أن الطائرة التي نقلت زوجة أبو سياف والفتاة الإيزيدية، وهي من نوع بلاك هوك، كانت مليئة بآثار الرصاص".
ووصف مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أبو سياف الذي قتل في الغارة الأميركية، بأنه شخصية قيادية ومهمة بالتنظيم، فبالإضافة إلى قيادته عمليات بيع وتصدير النفط الذي تستخرجه الدولة، فإن أبو سياف على علاقة وثيقة مع زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي.
وترى الصحيفة نقلاً عن خبراء في مكافحة الإرهاب، أنه من المتوقع أن تؤدي عملية قتل أبو سياف إلى مزيد من الاضطرابات داخل التنظيم، خاصة وأن مقتل أبو سياف سيصيب العملية الإنتاجية للنفط بمقتل.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله: "إن الغارة استهدفت مبنى كان تحت المراقبة لعدة أسابيع قبل الغارة، وتم الحصول على إذن من السلطات العراقية بالإضافة إلى توصية فريق الأمن القومي" .
وتشير الصحيفة إلى أن زوجة أبو سياف محتجزة حاليًا احتجازًا عسكريًا أميركيًا بالعراق، مؤكدة أنها وفقًا لمسؤولين أميركيين، تخضع حاليًا لاستجواب بوصفها عضوًا بارزًا في التنظيم.
وتسعى واشنطن إلى الحصول على معلومات بينما إذا كان لدى التنظيم رهائن غربيون أم لا؟ إذ تعتقد إدارة واشنطن أن بإمكان أم سياف أن تفيدهم بهذا الخصوص.