معركة ثقافية مفاجئة نشبت بين الروائي والقاصإبراهيم أصلان، الذي يشرف على سلسلة آفاق عربية التابعة لهيئة قصور الثقافة،والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة، تبادل خلالها الطرفان التصريحات وإعلانالمواقف المتضادة القصوى.قال إبراهيم اصلان إنه اعتبر توليه رئاسة تحرير سلسلة آفاق عربية منتهيا،بمجرد تعيين سعد عبد الرحمن رئيسا لهيئة قصور الثقافة، التي تصدر تلك السلسلة ضمنمشروع النشر الخاص بها، في منتصف مارس الماضي، خلفا لأحمد مجاهد الذي عين رئيساللهيئة المصرية العامة للكتاب.ونفى أصلان- في تصريح للمحرر الثقافي لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن يكون قداتخذ هذا الموقف ردا على تصريحات لسعد عبد الرحمن تتعلق بنيته الاستعانة برؤساءتحرير جدد للسلاسل التي تنشرها الهيئة، موضحا أن موقفه سابق على تلك التصريحاتالتي وصفها بغير اللائقة.وأضاف صاحب رواية مالك الحزين أن موقفه يستند إلى توقعه أن يزيد التضييقعلى حرية التعبير، في ما يتعلق بالأعمال المرشحة للنشر في السلسلة وغيرها منسلاسل قصور الثقافة والنشر الحكومي عموما.. موضحا أن عمله في سلسلة آفاق عربيةيواجه صعوبات جمة في مقدمتها التضييق على حرية التعبير.. وهو ما يسبب له- حسبتصريحه- قدرا كبيرا من الحرج مع كتاب وشعراء كبار في العالم العربي، فضلا عن أنهيدفعه إلى استبعاد أعمال مهمة، ليقينه أن سلطة الرقابة- داخل هيئة قصور الثقافة-سترفض نشرها.وقال- على سبيل المثال- إن نشر الأعمال الكاملة للشاعر اللبناني محمد علي شمسالدين في السلسلة تعطل لنحو أربعة أشهر لأسباب رقابية.. مضيفا أنه سيستمر في عملهلحين إصدار ثلاثة كتب لا تزال قيد النشر، لالتزامه أدبيا بنشرها. وكشف عن أنهتلقى عروضا من جهات نشر عدة لإصدار السلسلة نفسها، لكنه لم يتخذ أي قرار في هذاالشأن بعد.وقال إن الكلام عن أنني أقف ضد التغيير- الذي هو سنة الحياة- ينم عن ضيق أفق،فالإشراف على تلك السلسلة ليس فيه أي مغنم لي، ومقابله المادي لا يعادل الجهدالذي أبذله أبدا.من ناحية أخرى، قال أصلان إنه ينتظر نشر رواية جديدة له بعنوان الصاحبانوكتاب بعنوان تمارين في الابتسام، على غرار كتابيه السابقين خلوة الغلبانوشيء من هذا القبيل، فضلا عن كتيب يضم شهادته عن ثورة 25 يناير والذي نشر حلقاتمنه في جريدة الأهرام، تحت عنوان مبدئي هو انطباعات صغيرة حول حدث كبير.وفي المقابل، كشف الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عنأن تغيير رؤساء تحرير السلاسل سيتم قبل نهاية السنة المالية الحالية، أي قبلانتهاء شهر يونيو الحالي، حيث ستدعو الهيئة مجموعة من المثقفين لإبداء الرأي فيالتغيير.. مضيفا أنه لن يتخذ قرارا بمفرده، وإنما ستكون رؤية الهيئة وقرارتها فيالمرحلة القادمة تبعا لرؤى المثقفين.وأبدى عبد الرحمن استغرابه مما ذهب إليه إبراهيم أصلان، مشيرا إلى أن كل مانشر على لسان أصلان حول أسباب استقالته من رئاسة تحرير سلسلة آفاق عربية عار عنالصحة.وردا على ما ذهب إليه أصلان من وجود عروض لديه لاستكمال إصدار السلسلة من دورنشر خاصة، وأنه صاحب فكرتها، أكد سعد عبد الرحمن، في تصريحات خاصة لوكالة أنباءالشرق الأوسط، أن سلسلة آفاق عربية ليست فكرة أصلان، وهو لا يمتلك فكرتها، وليسلديه أي دليل على ذلك.وأضاف أن الهيئة تصدر عدة سلاسل ثقافية وأدبية، يحمل الاسم الأول منها عنوانآفاق، وضرب أمثلة على ذلك بسلاسل آفاق المسرح، وآفاق الفن التشكيلي،وتساءل: هل كل هذه الآفاق من اختراع أصلان؟ .وشدد الشاعر سعد عبد الرحمن على أن سلسلة آفاق عربية وفكرتها هي ملك للهيئة،وأن أحد أبنائها هو من ابتكرها، وهو الشاعر محمد كشيك ، معلنا أن الهيئة ستقاضيأصلان ودار النشر التي ستطبع سلسلة تحت عنوان آفاق عربية أو تحمل فكرتها.واعترف عبد الرحمن بأنه سبق أن صرح- منذ شهر تقريبا- بأنه ضد التوريث والتمديدفي كل الأنشطة الثقافية، وأن التغيير هو سنة الحياة، دون أن يذكر أي اسم.. معتبراأنه لم يخطئ في حق أحد بهذا التصريح الذي هاجمه بعده إبراهيم أصلان.