رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معانى أن توجه الدولة مواطنيها نحو القراءة والثقيف والمعرفة وتذوق الفن فبالقراءة والمعرفة تقاس درجة تحضر الشعوب وجاهزيتها للارتقاء، وتتقدم دولة الإمارات العربية الشقيقة فى هذا الصدد باستمرار فى حرص منها على تنمية حب الاطلاع والتذوق لدى المواطنين، ومع انطلاق فعاليات معرض الكتاب فى أبوظبى فى دورته الخامسة والعشرين تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يقام أيضا كرنفال شعرى ثقافى يتسابق فيه شعراء من كل دول العالم بهدف الفوز بلقب أمير الشعراء، ورصدت النهار من عاصمة الثقافة أبوظبي ثاني أمسيات المرحلة الثانية التى تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي إحياء لشعر العربية الفصحى، ودعما لنتاج الشعراء وإبداعهم من خلال تعريفهم إلى الملايين من الجمهور في مختلف أنحاء العالم وهى المسابقة التى شهدت تنافسا كبيرا بين الشعراء المتسابقين والتى بعثت برسالة أن لغة الشعر هي لغة الحالمين والمتأملين والحكماء بشكل عام، مقدم البرنامج الممثل الشاب باسم ياخور ولجنة التحكيم تألفت من الدكتور صلاح فضل من مصر والدكتور علي بن تميم من الإمارات والدكتور عبدالملك مرتاض الجزائر، وبجمهور الشعر القادم للاستماع والتذوق فى مسرح شاطئ الراحة بأبو ظبى وانطلقت الرحلة الشعرية مع خمس متسابقين هم حسن الصميلي من السعودية وعبدالله أبوبكر من الأردن ومناهل فتحي من السودان وعصام خليفة من مصر، ياسين حزكرمن المغرب .. أعلن الدكتور علي بن تميم عن معايير الحلقة الثانية المؤلفة من جزءين، الأول يتضمن كتابة قصيدة حرة الموضوع من اختيار الشعراء، والثاني الذي يتوجب على الشعراء خلاله مجاراة قصيدة، حيث قال فى كلمته «نحن في سياق احتفالية كبيرة هي معرض أبوظبي الدولي للكتاب واحتفاء بالقراءة والكتاب لا يسعنا إلا أن نوجه التحية لمجلس أبوظبي للتعليم على حملته «أبوظبي تقرأ « وهنا سيحتفي الشعراء بالكتاب والقراءة، لذا اختارت قصيدة أبوالطيب المتنبي «وخير جليس في الزمان كتاب» وجاء فيها: وَإنّي لنَجْمٌ تَهْتَدي صُحبَتي بِهِ إذا حالَ مِنْ دونِ النّجومِ سَحَابُ غَنيٌّ عَنِ الأوْطانِ لا يَستَخِفُّني إلى بَلَدٍ سَافَرْتُ عنهُ إيَابُ وَللسرّ مني مَوْضِعٌ لا يَنَالُهُ نَديمٌ وَلا يُفْضِي إلَيْهِ شَرَابُ أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ وقام الفنان باسم ياخور مقدم البرنامج بتوزيع المغلفات على الشعراء ليأخذوا وقتهم في كتابة المجاراة التي عليها أن لا تتجاوز الأربعة أبيات، مستوفية شروط الوزن والقافية، وتقسم اللجنة الدرجات على جزءي الحلقة، الجزء الأول المرتبط بالنصوص التي اختارها الشعراء، والجزء الثاني المتعلق بالنصوص المرتجلة ثم عرضوا زيارة الشعراء لمدينة «عالم فيراري» المتميزة وكيف قضوا وقتهم في التعرف على هذه المدينة وما تحتويه من رياضات وألعاب شاركوا فيها كما حضر ضيفا فقرة المجاراة بين الشعر النبطي وشعر الفصحى الشاعر اليمني نجم برنامج شاعر المليون في الموسم السادس محمد الحجاجي، ونجم برنامج أمير الشعراء في الموسم الخامس الشاعر السعودي المتألق محمد أبوشرارة، الذي أطلق شرارة البداية مع قصيدة فيها الكثير من الشجن والحزن وألقى أول المتسابقين فى الأمسية الثانية من المرحلة الثانية الشاعر السعودي حسن الصميلي الذي عبر عن حلمه بالهروب بعيداً عن ما يعيشه العالم من حروب ودم، مؤكداً أنه بات حلم كل إنسان عربي، ومن ثم قرأ قصيدة بعنوان « سماويٌّ يؤرِّخ الهروبْ وقال ثاني المتسابقين فى الأمسية الشاعر الأردني عبدالله أبوبكر أنه يحب متابعة الأخبار والاستماع إلى فيروز، متمنياً الاستمرار في العيش إلى جانب والدته، ثم قرأ قصيدة بعنوان «روح الفجر»، أهداها إلى الطيار الشهيد معاذ الكساسبة أما ثالث متسابقى الأمسية الشاعر المصري عصام خليفة قال إنه يميل إلى علم النفس، لافتاً إلى أنه يحب الإيقاع السريع في الأغاني الذي يتماشى مع العصر كما أن لا أغنية مفضلة لديه، موضحاً أنه يحب مدينة الألعاب لما فيها من حركة وانطلاق، ومن ثم قرأ قصيدة بعنوان «عَلاقة عطْرية الملامح « وجاءت المتسابقة الرابعة الشاعرة السودانية مناهل فتحي بالقصيدة «فورة أنثى « التي استحوذت بها على إعجاب لجنة التحكيم وجعلتها تفوز ببطاقة التأهل منهم، وأكدت أنها تحب الطبخ كثيراً بل وتعمل على طهو أكلات وتضع لها أسماء تختارها بنفسها .. وبعد أن قالت قصيدتها تغلبت بها على شعراء الحلقة الثانية من المرحلة الثانية وفازت ببطاقة التأهل من أعضاء لجنة التحكيم للمرحلة الثالثة من أمير الشعراء حيث حصلت على أعلى درجات لجنة تحكيم المسابقة وقدرها 47%، فيما جاءت درجات المتسابقين الآخرين الشاعر المغربي ياسين حزكر 44%، الشاعر المصري عصام خليفة 44%، الشاعر الأردني عبد الله أبو بكر 42%، الشاعر السعودي حسن صميلي 42% الذين سينتظرون أسبوعاً كاملاً بانتظار نتيجة تصويت الجمهور ليعلن عن اختيار شاعر واحد لينضم للشعراء الثلاثة.
