هنأ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية حركتي فتح وحماس بالتوقيع الرسمي الذي ستقوم به كافة الفصائل الفلسطينية يوم غد الاربعاء على ورقة المصالحة الوطنية برعاية مصر ، لافتا الى أن المصالحة الفلسطينية تشكل حدثا كبيرا وخطوة هامة ورئيسية في مسيرة العمل العربي المشترك وحماية القضية الفلسطينية وقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية .وقال موسى : كان هناك فيتو على المصالحة الفلسطينية وللأسف شاركت بعض الدول العربية في دعمه ، لكن الآن أصبح واضحا أن التحرك نحو المصالحة هو أحد أبرز نتائج التغيير الذي تشهده المنطقة العربية وتغيير الأوضاع التي كانت خاطئة تماما خلال الفترة الأخيرة وخاصة خلال الخمس سنوات الأخيرة .ونوه موسى بمبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، لافتا الى انه اطلق المبادرة الشجاعة باعلان رغبته في زيارة قطاع غزة والجلوس مع حركة حماس لانهاء الوضع المتوتر الخاطيء الذي استمر لسنوات طويلة بين نزاع ومماطلة وتأخير ، معتبرا ان المصالحة تعد خطوة هامة ورئيسية في مسار القضية الفلسطينية والذي وصفه بأنه يعاني الكثير من التناقضات والتحديات ، ويعيد الى الجانب الفلسطيني في النزاع مع اسرائيل زخما ، كما انه كرت سياسي مهم في ظل التطورات التي ستشهدها المنطقة خلال الفترة المقبلة .جاء ذلك خلال كلمته أمام اعمال الاجتماع الرابع لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الذي عقدت اعماله اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية .واشار موسى الى أن ما يشهده العالم العربي من ثورة، لافتا الى أن الشعوب وصلت إلى أخر مداها في الاحتمال بعدما شعرت بأنه لم يعد هناك من يحمي مصالحها ، كما انهار النظام العربي بالفعل قبل قيام هذه الثورات لأنه لم يكن قادرا على التأثير لا في المنطقة ولا في خارجها..وبهذا عانت القضية الفلسطينية أشد المعاناة.واعتبر أن هذا التغيير في العالم العربي معناه ومضمونه كبير للغاية ، وخصوصا فيما يتعلق بتحقيق تطلعات الشعوب ، وعدم إتباع سياسة ضد ضمائرهم وضد ما يريدونهوحذر موسى من ان المرحلة المقبلة قد يتخللها بعض الفوضى أو المخاطر الأمنية ، الأمر ليس سهلا والطرق لن تكون بعيدة عن تحقيق الاصلاح والديمقراطية .واستعرض موسى جهود الجامعة العربية تجاه القضية الفلسطينية رغم الظروف الصعبة ، لافتا الى ان المواقف العربية كان أكثر اصرارا على وقف الاستيطان كشرط اساسي قبل العودة للمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي ، وبالتنسيق الفلسطيني العربي في الملف السياسي ، وبالتوازي مع الجهود التي تقوم بها اللجنة الرباعية الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن .واشار الى اهمية اجتماع اليوم الذي يأتي في إطار مؤسسة ياسر عرفات، لافتا الى أن الرئيس الفلسطيني الراحل مثل الشعب الفلسطيني أكفأ تمثيل لسنوات طويلة، وقادة قيادة وطنية ونكن له كل الاحترام له ولذكراه.وأضاف موسى : علينا أن نحترم كل من أدى واجبه في ظروف صعبة للغاية، وسعدت بأنني عرفته على قرب، وأعرف شعوره الوطني وعزمه القومي، ويسعدني أن أكون ضمن مجلس أمناء هذه المؤسسة، لإيماني بالقضية الفلسطينية ولتقديري لياسر عرفات واسمه.من جانبه أكد د. ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات ، اهمية المصالحة الفلسطينية منوها بالجهود المخلصة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبقية القادة الفلسطينيين من اجل التوصل اليها .واستعرض التغيير الذي تشهده المنطقة العربية، مضيفا:ان القضية الفلسطينية ستنتفع بالتأكيد منه على الصعيد الاستراتيجي، ولعل أولى ثمرات التغيير في المنطقة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، مضيفا : انه لا يمكن انكار نصيب الرئيس محمود عباس والقوى الفلسطينية في إنجاز هذا الاتفاق.وطالب بالبناء على الخطوة الأولى وتشكيل الحكومة وتزويدها بالقدرات اللازمة وإعادة الحياة الطبيعية في قطاع غزة، و إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية سياسيا وهيكليا لتعمل على أرضية صلبة ، مشددا على ضرورة إجراء الانتخابات في الوقت المتفق عليه.وقدم عرضا حول دور المؤسسة في المجالات الثقافية والاجتماعية وفي دعم القضية الفلسطينية.وذكر القدوة بتراث الشهيد ياسر عرفات ، الذي ناضل من أجل فلسطين وحريتها، ، لافتا الى الشعب الفلسطيني سيواصل كفاحه في سبيل التحرر والبناء الوطني وتعزيز الديمقراطية خاصة في ظل التغيير الذي انتشرت رياحه في إرجاء المنطقة.وقد جدد مجلس الادارة ثقته بالسيد عمرو موسى رئيسا لمجلس أمناء المؤسسة.كما أقر الاجتماع اقتراح عضو مجلس الإدارة السيدة بهية الحريري بإطلاق حملة دولية للترويج لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.وأكد الاجتماع دعمه لاقتراح عضو المجلس كمال الشرافي بضرورة استعادة بيت الشهيد ياسر عرفات في غزة، وتحويله إلى مقر دائم لهذه المؤسسة.وطالب رجل الأعمال نجيب ساويرس برفع طلب رسمي باسم مجلس أمناء المؤسسة إلى وفد حركة حماس يوم غد الاربعاء خلال توقيع اتفاق المصالحة، للمطالبة باستعادة تراث الشهيد ياسر عرفات.
