في إطار البرنامج الثقافي المصاحب لمشاركة المملكة العربية السعودية (ضيف شرف) معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والأربعين، أقامت الملحقية الثقافية السعودية في القاهرة الصالون الثقافي (حوار أدبي/ قصائد شعرية) في فندق سيتي ستارز بمدينة نصر يوم الأربعاء 4 فبراير 2015م. شارك في الحوار كل من الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور حسن بن فهد الهويمل، والدكتور صابر عبدالدايم يونس، والشاعر أحمد بن عبدالله التيهاني، وأدار الصالون الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، بحضور عدد كبير من المثقفين المصريين والسعوديين والناشرين السعوديين ورموز الفكر والثقافة في جمهورية مصر العربية. استهل الشاعر أحمد بن عبدالله التيهاني الصالون الأدبي بقصيدة شعرية بقصيدة رائعة أثارت إعجاب الحضور استهلها بقوله (إنى أرى فيها عيون لها السحر) للبارودي مادحا الجمهور المصري والحضور، وألقى قصيدتين بعنوان (يموت المغنىإذا قيل له توقف)، وقصيدة (حنينك كالبقاء على البقايا). أما الدكتور حسن بن فهد الهويمل فقال إن مثل هذا الصالون الثقافي يساهم في تقريب المسافات بين الثقافات وزيادة قنوات التواصل بين الشعوب وتلاقح الثقافات لأن الأديب صدى لمجتمعه، ومعبر عن هموم وطنه، وكل وطن عربي له همومه التى يشترك فيها مع غيره من البلدان العربية الأخرى كما له همومه الخاصة. وأضاف الهويمل: مثل هذه اللقاءات الثقافية تساهم في التلاقي والتقارب أكثر مما تفعل القنوات السياسية، ولابد من تكثيفها كلما سمحت الظروف لتبادل الخبرات والثقافات، آملا أن يتمخض الصالون عن رؤى وتصورات جديدة تضيف إلى رصيد الأدب والآداب المنتمية إلى أقاليمها، فالأدب العربي في مختلف البلدالن العربية يوجد مشتركات بين الإنتاج الثقافي لهذه الأقطار. وقال الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب إن الثقافة عملية جدلية بين القارئ والمتلقي، فلا ثقافة بلا تجديد، مشيرا إلى أن التجديد لا يعني هدم الماضي ونسيانه بل البحث عن النقاط المضيئة في الماضي والبناء عليها، وإعادة نظر في الكثير من الأفكار المطروحة في الثقافة الإسلامية، وتجديد النظر للخطاب الدينى للعودة للنظرة الرائقة للإسلام وللثقافة الإسلامية الوسطية، وفسر لماذا تم اختيار شخصية المعرض هذا العام الشيخ محمد عبده نظرا لكونه رائد التجديد والوسطية في العصر الحديث . وألقى الدكتور صابر عبدالدايم يونس عدة قصائد منها (اسمي صابر) تتحدث عن الهوية، وقصيدة (الرحلة) وقصيدة (نجد)، وقصيدة (من النيل شريان إلى البيت يمتد). بينما ألقى الشاعر الدكتور أحمد بن عبدالله التيهاني قصيدة وجدانية من الشعر الحر أثارت إعجاب الحضور وتميزت بمعانيها الجزلة ولغتها الشعرية الصافية.. ووجه الدكتور حسن بن فهد الهويمل التحية للحضور، مشيدا بمفردات النشاط الثقافي المتنوع الذي تقوم به الملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة ووجه الشكر إلى وزارة التعليم السعودية لإشرافها على المشاركة المتميزة للمملكة في دورة هذا العام من معرض القاهرة الدولي للكتاب، متمنيا أن تتواصل اللقاءات الثقافية بين المثقفين والمبدعين العرب لكونهم يمثلون وجدان الأمة. وقال د. الهويمل إن لكل وطن عربي همومه الثقافية التي يشترك فيها مع أشقائه كما له همومه الخاصة التي ينبغي أن يواجهها ويتغلب على محنها، مؤكدا أن اللقاءات الثقافية تزيد من عوامل التلاقح الفكري بين الشعوب، مؤكدا أن أسلافنا تركوا لنا ولاة رصيدا كبيرا من القيم التي تكفينا زادا في توثيق عرى العلاقات المتبادلة بين أقطارنا، لافتا إلى أن المسؤولية الآن تقع على كل مثقف وأديب ومبدع عربي. وتحدث الأستاذ محمد القشعمي في مداخلة له عن مسؤولية المثقف العربي في الدفاع عن قضايا الأمة، وليس الاعتماد على أحد لكي يحمل رسالتنا ويدافع عن استحقاقاتنا، فالعالم اليوم عبارة عن قرية صغيرة ويمكن أن نخاطب كل العقول والعقلاء في شتى العواصم ونطرح مطالبنا وحقوقنا. وفي ختام الحفل، قام الدكتور خالد بن محمد الوهيبي الملحق الثقافي السعودي بالقاهرة، بتكريم الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وإهدائه درعا تذكارية، كما قام بتكريم المشاركين في الندوة.