شهدت فعاليات اليوم الرابع لمؤتمر التكنولوجيا الحيوية الدولي بيوفيجن الإسكندرية 2010، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية في الفترة من 12 إلى 15 إبريل؛ جلسة لمناقشة تطورات مشروع المليون محاضرة(Science Supercourse)، الذي تطوره المكتبة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في بطرسبرج، وبتمويل من الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية.وكان الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، قد دشّن المشروع في يناير عام 2009، بحضور الدكتور فينت سيرف؛ أبو الإنترنت ونائب رئيس شركة جوجل، والدكتور رونالد لابورتيه؛ مدير الاتصالات ومراقبة الأمراض بمنظمة الصحة العالمية، والدكتور جيلبرت أومن؛ أستاذ الطب والصحة العامة بجامعة ميشيغان.وقال الدكتور سراج الدين إن المشروع يهدف إلى عمل أرشيف رقمي على شبكة الإنترنت يحوي المحاضرات التي تعرض باستخدام برنامج باور بوينت (powerpoint) والخاصة بالعلماء والباحثين في مختلف دول العالم، وذلك في أربعة مجالات رئيسية؛ هي: الصحة العامة، والزراعة، والهندسة، والبيئة. وأضاف أن تلك التخصصات الأربعة هي التي يتفاعل فيها العلم مع المجتمع بصورة مباشرة، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي للمشروع هو إتاحة تلك المحاضرات مجانا للأساتذة والباحثين والمعلمين لإبقائهم على إطلاع على أحدث الدراسات التي تصدر في العالم ومساعدتهم على تطوير قدراتهم وتعليم العلوم للطلاب بصورة سلسة وتفاعلية.وأكد سراج الدين أن المكتبة قد تمكنت من جمع عدد كبير من المحاضرات في المجالات الأربعة منذ تدشين المشروع في عام 2009، فقد وصلت محاضرات مجال الصحة العامة على سبيل المثال حتى الآن إلى أكثر من 3600 ألف محاضرة تصل إلى أكثر من 60 ألف مدرسة مليون طالب في أكثر من 175 دولة.وأشار إلى أن المكتبة تمكنت من توزيع أقراص DVD بالمجان على طلاب المدارس حول العالم وهي تضم 300 ألف محاضرة في مجال الصحة العامة. وأضاف أنه من المنتظر إطلاق موقع المشروع على الإنترنت خلال أسابيع بقاعدة بيانات تحتوي على أكثر من 90 ألف محاضرة في جميع المجالات، بعد تطوير برامج لمراقبة الجودة وتسهيل البحث عن المحاضرات وشرائح الباور بوينت بهدف تنظيم المعلومات وتحديثها وإتاحتها بصفة مستمرة للمستخدمين.وعبر سراج الدين عن أمله في أن تكون مكتبة الإسكندرية مركز لنشر المحاضرات التي يلقيها كبار العلماء والباحثين في مجال العلوم المختلفة حول العالم، مؤكداً أنها ستعمل كقاعدة بيانات ذات قيمة تاريخية للأجيال القادمة مما يتماشى مع دور المكتبة التنويري الرائد في العالم ولما لديها من مصادر وموارد وفعاليات سنوية تساعد على جذب أكثر من 1.3 مليون زائر سنويًا.وعرضت الدكتورة نهى عدلي؛ نائب مدير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمكتبة الإسكندرية، خصائص البرنامج الذي طورته المكتبة لتسهيل البحث في موقع المشروع، مشيرة إلى أنه تم تحديد نظام يعرض للمستخدم جميع المحاضرات الخاصة بالمواضيع الأربعة بأسلوب سهل، كما يمكن للمستخدم الآن أن يبحث بأسلوب البحث البسيط والمتقدم عن محاضرة أو شريحة بذاتها أو كلمة معينة داخل المحاضرة.وأضافت أن الموقع يقدم للمستخدمين عدد من المميزات لمساعدتهم على تشخيص عملية البحث داخل الموقع، حيث يستطيع الباحث المسجل أن ينشئ صفحة خاصة به يحفظ بها محاضراته المفضلة ويحدد بها المواضيع التي تهمه، حيث تقوم إدارة الموقع بإخطاره بأحدث المحاضرات التي يتم إضافتها للموقع في المجال الذي يختاره، وذلك عن طريق البريد الإلكتروني.وأكدت عدلي أن موقع المشروع يعتمد على المستخدمين والباحثين بشكل أساسي، حيث يحق لكل مستخدم أن ينشر تعليقاته حول المحاضرات وأن يقوم بتقييمها وتحريرها وإضافة معلومات متعلقة بناشرها أو المجال الذي نشرت فيه، وأضافت أن مجتمعالبحث يستطيع أن يتقدم بطلب لإدارة الموقع لإضافة أي محاضرة ويقوم الموقع بمراجعتها ونشرها خلال 24 ساعة من تاريخ الطلب.وقال الدكتور جيلبرت أومن إن مشروع المليون محاضرة يعد إسهام ضخم في مجال العلوم انطلاقاً من حاجة الدول خاصة الدول النامية إلى موارد علمية متعددة لإتاحة المعرفة العلمية. وأشار إلى أن معايير الجودة التي يتميز بها نظام المشروع من حيث التعديل والتقييم تضيف بعد جديدة للمشروع وهو إعطاء قيمة كبيرة لما يمكن أن يضيفه الشباب إلى المجتمع العلمي من خلال أبحاثهم.وتحدث الدكتور رونالد لابورتيه بدوره عن انبهاره بالإنجاز الذي تمكنت المكتبة من تحقيقيه في خلال عام واحد من أجل إطلاق المشروع، مؤكداً أن المكتبة هي المكان الأمثل للعمل على مثل هذا المشروع الضخم متعدد الجنسيات، وهو يعد أبرز مثال على المبادرات التي تقام على التفاهم والتواصل وتبادل الموارد والمصادر.وقال السيد يوجين شيبنيكوف؛ الباحث بمعهد الطب الداخلي في روسيا، إن هذا المشروع المشترك يتمتع بقدرة هائلة على التواصل تفوق أي موقع اتصال عالمي متواجد على الساحة الآن. وفي كلمته، تقدم السيد فرانسواز ساور؛ المدير التنفيذي لشركة ترانز إم بالولايات المتحدةالأمريكية، بشكره للدكتور إسماعيل سراج الدين والعاملين بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمكتبة لتحويل حلم إنشاء شبكة افتراضية لتواصل العلماء حول العالم إلى حقيقة.وقال السيد نجيب الشوربجي؛ رئيس إدارة المعرفيات وتبادلها بمنظمة الصحة العالمية، إن المشروع يحقق أحد أهم مبادئ المنظمة والذي يقول بأن نشر المعلومات القيمة لكل الناس بعد مراجعتها وتحديثها هو جزء من أجزاء حقوق الإنسان مثل حق التعليم والعلاج والتعبير عن الرأي.وأكد السيد جيانشي هوانج؛ نائب ريس الأكاديمية الصينية لعلوم الطب، أن المشروع بدأ أن يلعب دوراً كبيراً كمصدر أساسي من مصادر المعرفة العلمية حول العالم، ففي الصين على سبيل المثال، مثّلت محاضرات المشروع المصدر الأول للتعرف على معلومات حول وباء أنفلونزا الخنازير الذي أعتبر مرض حديث في ذلك الوقت.وفي نفس السياق، قال الدكتور نيكولاس باديلا؛ المشرف على المشروع في المكسيك، إن المشروع حقق نجاح كبير في أمريكا اللاتينية، حيث تستخدم محاضراته الآن في أكثر من مائة كلية، كما يقدم خمسمائة محاضرة باللغة الإسبانية من أهمها محاضرات أنفلونزا الخنازير التي ترجمت إلى 40 لغة.وفي الختام، أكدت الدكتورة فاينا لينكوف؛ المدرس المساعد بكلية الطب بجامعة بطسبرج بالولايات المتحدةالأمريكية، أن المشروع أصبح حقيقة الآن نتيجة تضافر جهود المؤسسات والعلماء والباحثين في مختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى أن قوة الدفع التي ستنقل المشروع إلى مستوى أعلى تتمثل في شباب المستخدمين وقدرتهم على الاستفادة من المحاضرات وتعديلها والإضافة عليها وتحديثها.
