ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأربعاء، خطابه عن «حالة الاتحاد» حيث استعرض تصوراته لوضع الاقتصاد الأمريكي، معلنًا نهاية الأزمة المالية التي أصابت بلاده، وحدد ملامح خطته للعمل خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة «تنظيم الدولة الإسلامية» يحقق نجاحا في وقف تقدم داعش في العراق وسوريا. وتجاهل أوباما التحدث عن رؤية الولاياتالمتحدة للأوضاع في مصر، حيث لم يرد ذكر القاهرة في أي من مواضع حديثه، فيما ذكر إيران 3 مرات، وكل من العراق وسوريا وكوباوباكستان، وإسرائيل، وباريس، مرة واحدة. وحالة الاتحاد هو خطاب سنوي يلقيه رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي (مجلسي النواب والشيوخ) في مبنى الكابيتول، حيث يقر الرئيس حال الأمة، ويضع تصوراً للأجندة التشريعية والأولويات الوطنية. ولأول مرة خلال رئاسة أوباما للولايات المتحدة يلقي أوباما خطابه أمام كونجرس يسيطر فيه الحزب الجمهوري على الأغلبية، ويواجه انقسامات حزبية حادة حول قضايا الهجرة وإصلاح التأمين الصحي وتغير المناخ وقضايا الطاقة. ودعا أوباما في خطابه، الكونجرس، إلى رفع الحظر الاقتصادي عن كوبا في إطار تقارب تاريخي بين البلدين. وقال أوباما: «هذا العام، يجب أن يبدأ الكونجرس العمل من أجل وضع حد للحظر الذي تفرضه واشنطن على هافانا منذ أكثر من نصف قرن». وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الولاياتالمتحدة لديها فرصة «من الآن وحتى الربيع» للتفاوض على اتفاق لمنع إيران من التسلح النووي، مؤكدًا أن عقوبات جديدة على إيران «ستعني فشل الدبلوماسية». وأوضح: «نجحنا في وقف البرنامج النووي الإيراني بما يضمن حماية إسرائيل وحماية أصدقائنا في المنطقة». وأعرب أوباما»عن تضامنه مع جميع ضحايا الإرهاب «من باكستان إلى شوارع باريس»، قائلًا: «سنواصل طرد الإرهابيين وتدمير شبكاتهم ونحتفظ لنفسنا بحق الرد من طرف واحد، وكما فعلنا ولم نتوقف منذ أن انتخبت للقضاء على الإرهابيين الذين يمثلون تهديدًا مباشرًا لنا ولحلفائنا». وقال: «بوصفنا أمريكيين، نحترم الكرامة الإنسانية، ولهذا السبب نقول إننا ضد انبعاث العداء المؤسف للسامية في بعض أرجاء العالم، ولهذا السبب نواصل رفضنا للسلوك المكرر المهين ضد المسلمين، الذين يقاسمنا القسم الكبير منهم التزامنا بالسلام». وأضاف: «لهذا السبب منعت التعذيب وعملت من أجل استعمال تكنولوجيا جديدة مثل الطائرات بدون طيار، ولهذا السبب ندافع عن حرية التعبير وندافع عن السجناء السياسيين وندين قمع النساء والأقليات الدينية أو السحاقيات والمثليين». وناشد الرئيس الأمريكي، الكونجرس، إجازة استخدام القوة ضد تنظيم داعش، مؤكدا أن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة يحقق نجاحا في وقف تقدم الجماعة في العراق وسوريا، كما قال أوباما أيضًا إنه حان الوقت لإغلاق معتقل «جوانتانمو»، كما أوضح أن مهمة الولاياتالمتحدة انتهت في أفغانستان للمرة الأولى منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. ومن ناحية أخرى، ألمح إلى «اعتداء» روسيا على أوكرانيا، قائلًا: «القوى العظمى لا يمكن أن تذل الصغيرة». وأضاف: «نظهر عن عظمة ودبلوماسية وقوة الولاياتالمتحدة، ندافع عن المبدأ القائل بأن القوى العظمى لا يمكن أن تذل الصغيرة، من خلال معارضتنا للاعتداء الروسي ودعمنا الديمقراطية في أوكرانيا وطمأنتنا لحلفائنا في الحلف الأطلسي». وداخليًا، قال الرئيس الأمريكي إن حالة الاتحاد قوية، وإن الولاياتالمتحدة تدخل مرحلة جديدة من تعافيها الاقتصادي، قائلًا: «لقد مضى ظل الأزمة، وحالة الاتحاد قوية»، كما دعا أوباما أعضاء الكونجرس الجمهوريين إلى اتخاذ إجراءات بشأن سياسيات، قال إنها ستدعم الطبقة الوسطى. وأوضح: «دعونا نفعل المزيد لاستعادة الصلة بين العمل الجاد وتنامي الفرصة لكل أمريكي». وكشف أوباما أيضًا عن رغبته في تسريع اتفاقات التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي ومنطقة آسيا والمحيط الهادىء، طالبًا من الكونجرس تبني «إجراء لتسريع» المفاوضات. وأوضح، في سياق آخر، أنه واجه خلال السنوات الماضية، التغير المناخي، موضحًا أن العلماء أكدوا أن تغيرًا مناخيًا ينتج عن نشاطاتنا، فيما شدد على أنه لن يسمح للكونجرس أن يوقف مساعيه في هذا الاتجاه.