حذر خبراء إستراتيجيون ومراقبون من انزلاق اليمن إلى السيناريو الأسوأ في ظل توغل جماعة الحوثي وسيطرتها على المؤسسات الحيوية للدولة واختطاف قيادات الدولة وتصاعد موجة الاغتيالات والصراع المسلح وهو ما أتاح لتنظيم القاعدة أيضا توسيع عملياته لاغتيال العسكريين والاتجاه باليمن إلى الانفلات والفوضى التي لا تقتصر تهديداتها على أمن اليمن إنما أمن المنطقة برمتها . ونبه سيد علي الخبير في الشأن اليمني إلى أن اليمن تشهد صراعا داميا وفوضى تهدد المنطقة برمتها تستدعي تحركا عربيا عاجلا خاصة وأن ما يحدث حاليا هو لصالح مخططات إيران المستفيد الأول من زعزعة أمن اليمن، ودول جواره خاصة السعودية وكذلك تهديد أمن مصر عبر قناة السويس . وأشار إلى أن الانقلاب الحوثي يخدم بالأساس قوى خارجية وأخرى داخلية تسعى إلى تقسيم البلاد واستنزاف ثرواتها. وفيما تكثف الرئاسة في اليمن اجتماعاتها لبحث تداعيات الأوضاع الخطيرة في البلاد دعت جامعة الدول العربية كافة التيارات والقوى السياسية اليمنية بالوقف الفوري والشامل لكل اشكال العنف واحترام السلطة الشرعية للبلاد، معربة عن قلقها البالغ ازاء التطورات المؤسفة الجارية حاليا في اليمن. وقال السفير احمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية: ان الامانة العامة تتابع عن كثب وباهتمام بالغ هذه التطورات المؤسفة، كما تجري الاتصالات اللازمة للمساهمة في احتواء هذه الازمة. وأضاف بن حلي ان الامانة العامة للجامعة العربية تدعو كافة التيارات والقوى السياسية اليمنية بالعمل من اجل الوقف الفوري والشامل لكل اشكال العنف واحترام السلطة الشرعية للبلاد ومساعدة الرئيس عبد ربه منصور هادي في جهوده الرامية إلى رأب الصدع والالتزام بالمسار الديمقراطي الذي يحقق تطلعات الشعب اليمني وفق مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي يشكل الأرضية الجامعة لليمنيين نحو إعادة الامن والاستقرار للجمهورية اليمنية والمحافظة على وحدة وسلامة اليمن الاقليمية. وفي سياق الحراك الشعبي المتصاعد ضد ميليشيات جماعة الحوثي التي تسيطر على معظم المدن اليمنية، خرجت مسيرات حاشدة في صنعاء وعدد من المدن اليمنية ضد جماعة الحوثي وعناصر تنظيم القاعدة، تطالب الحوثي بسحب ميليشياته المسلحة من جميع المدن اليمنية التي أعطت ذريعة لعناصر تنظيم القاعدة بقتل اليمنيين، خاصة العسكريين. وهتف المتظاهرون بشعارات تعبر عن رفضهم لتسليم الدولة لميليشيات مسلحة، مؤكدين أن الحوثي والقاعدة قيادتهم واحدة، وأن المظاهرات ستستمر حتى خروج جميع المسلحين من المدن اليمنية والمؤسسات الحكومية التي استولت عليها بقوة السلاح. واستنكر المتظاهرون ما تقوم به جماعة الحوثي من حملة ممنهجة ضد وسائل الإعلام المحلية والعربية، خاصة قناة العربية، بغرض إسكاتها وإفساح المجال أمام الميليشيات كي تعبث كيفما تشاء في البلاد. كما اتهم المتظاهرون الرئيس هادي بأنه باع اليمن لإيران، معتبرين أن اليمن بلد الحكمة والإيمان لن يكون تابعا لإيران. وأكد المتظاهرون أن محافظة مأرب ليست إرهابية، ولكن هناك أطماع من قبل جماعة الحوثي لاجتياح المحافظة والاستيلاء على مصادر النفط والطاقة الكهربائية.