اقتربت الذكرى الرابعة لثورة يناير حاملة معها الكثير من الذكريات، وتبعث الذكرى فى عقول الجميع صورة النصر، الذى تحقق على يد شباب نقى، حلم بالتغيير واستطاع أن يحقق حلمه ببذل كل ما يملك فى سبيل ذلك النصر. وبعد الموجة الثورية التي حدثت في 30 يونيو ارتبطت كل الذكريات الثورية وخصوصا ذكرى ثورة يناير بنوعين من الأشخاص، أولهما هؤلاء الذين بذلوا دماءهم فداءً لهذا الوطن «شهداء الثورة»، و الثانى ذلك الفصيل السياسى الذى ارتبط اسمه بكل المصائب التى حلت بهذا الوطن فى آخر 5سنوات «الإخوان المسلمين». فبينما يترقب معظم أبناء مصر يوم 25يناير ليحتفلوا بثورتهم المجيدة، فإنهم أيضا يترقبون خطط الجماعة الإرهابية لإفساد فرحتهم، والسؤال الملح هو هل سنرى تفجيرات أخرى وضحايا وشهداء جدد، أم سنرى مظاهرات مُخربة، هدفها هدم الاستقرار الذى يسعى إليه المواطن المصرى منذ 5سنوات، فسجل الجماعة الإرهابية الإجرامى دائما ما يرتبط بالذكريات الثورية وأحداثها، لذلك تسود رغبة الاحتفال عند أغلب المصريين مشوبة بالقلق والتخوف مما تجهز له جماعة الإخوان المسلمين وخاصة مع حرصهم الدائم على الحضور فى كل المناسبات الثورية. بدايةً يقول مصطفى زهران الخبير في حركات الإسلام السياسي إنه لا يمكن بشكل أو بآخر مهما توهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إعادة إنتاج لثورة 25 يناير مرة أخرى، لأن أهم أسباب نجاح الثورة هو دعم الجيش المصرى لهذه الانتفاضة، لكن فى هذه اللحظة وبعد استقرار المشهد ووصول الرئيس السيسي إلى سدة الحكم، فإن الجيش لن يقبل أى انتفاضة أو ثورة أو حراك سياسى يمس بالاستقرار الذى تعيشه مصر الآن، وقناعات الإسلاميين وصلت لإدراك ذلك الوضع، ومن هنا فإن خروج الإخوان لن يغير شيئا فى الشارع المصرى على الإطلاق. ويشير زهران إلى أن الإخوان المسلمين والسلطة فى الوضع الحالى ينزع كلاهما إلى التصالح حتى وإن ظهرت بعض الأحداث التى تحول دون إتمام ذلك، فالجماعة تعرضت لضربات قاصمة خلال الفترة السابقة، تراجع فيها تأثيرها، وتأثير تحالف دعم الشرعية، وتحركاتها على كل الأصعدة. ويؤكد مصطفى زهران على أن ما يبعث حقيقة على القلق هو تصاعد دور تيار الإسلام الراديكالى أو حالة الوهج الجهادى فى المنطقة، مشيرا إلى أن إمكانات هذا التيار فى مصر ضعيفة جدا ولن تأتى بأثر يذكر، لذلك فالاتجاه فى الأغلب سيكون ناحية التحركات، والتظاهرات السلمية، وهو ما نشاهده منذ 3 يوليو ولن تُحدِث أى جديد. فيما أكد أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، أن جماعة الإخوان لم تكن يوما جماعة ثورية، وإنما تفاعلت مع ثورة يناير لتحرك المشهد فى اتجاه مخطط يفيد مصالحهم، وليس فى اتجاه يفيد الشعب المصرى ويخلصه من الظلم الذى عانى منه على مدى 3عقود فترة حكم مبارك، وبالتالى بعد صدمة الخروج السريع من الحكم فى 3يوليو، فالجماعة فقدت رشدها بالكامل، ويحركها فقط دافع الحفاظ على تنظيم الإخوان من الانقراض، بإطلاق فعاليات من آن إلى آخر، وتتوسل ببعض الأحداث والعناوين مثل ذكرى 25يناير سواء الأولى وحتى الرابعة. ويوضح بان أن كل تصرفات الجماعة هى على أمل تحريك المشهد أو غضب جماهيرى من السلطة الحالية، لكى يعيدوا احتلال مقدمة المشهد السياسى مرة أخرى. ويشير بان أن اطلاق الجماعة فعاليات من وقت لآخر يكون فى بعض الأحيان بهدف إشغال جهد وطاقة أعضاء الجماعة من أجل الحفاظ على بقاء التنظيم، وهم يعلمون أن مظاهراتهم محدودة العدد هى فى الغالب محدودة التأثير، و يدركون أنها بلا طائل ولكنها على الأقل اثبات وجود لقواعد الجماعة. ويؤكد بان على ضرورة مراجعة جماعة الإخوان المسلمين للمسار السياسي الذى تسلكه لأنه لا يوجد دولة فى العالم يمكن أن تتسامح مع هذه الصيغة التى عليها جماعة الإخوان، وهى صيغة تخلط بين الدعوة والسياسى على نحو ضار، بمعنى تحديد هل هي جماعة دعوية أم جماعة سياسية، ويجب عليها أن تقرر.. حتى تحدد مسارها خلال الفترة القادمة. وشدد بان على أهمية البحث عن مفهوم العدالة الانتقالية بالنسبة للدولة المصرية، لتأريخ حقيقة ما جرى فى مصر منذ ثورة يناير وحتى اليوم، مشيرا إلى ضرورة تشكيل البرلمان القادم للجنة حقيقية من نواب الشعب لتقصى الحقائق عن فترة الأربع سنوات الماضية، ولتصمم برامج لمواجهة الضرر و تشكيل مفهوم العدالة الانتقالية بشكل يخدم مصالح الشعب المصرى. الأحزاب ترفض الخروج للاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة يناير مع اقتراب الخامس والعشرين من يناير تعوّد الشارع المصرى على وجود دعوات عديدة للتظاهر وللثورة على النظام، ففى السنوات الثلاث السابقة اختلفت الدعوات واختلف الداعون فبين من كان يدعو للتظاهر ضد المجلس العسكرى فى الماضى ومن دعا للنزول للتظاهر ضد مرسى، ظهر الآن من يدعو للتظاهر ضد الحكم الحالى.. فبين دعوات للتظاهر وبين الرغبة فى الاستقرار، يقف الشعب في المنتصف.. ومع اقتراب الاستحقاق الثالث للشعب المصرى من التحقق اختلفت وجهات النظر حول معالجة الموقف، من هنا كان من الضرورى التعرف على وجهات النظر المختلفة. أعرب رمزى زقلمة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد عن رفضه لكل الدعوات التى تدعو للتظاهر فى 25 يناير المقبل، مؤكدا عدم فهمه للدعوات التى تدعو للتظاهر فى هذا التوقيت هذا بالإضافة إلى أنه من المستحسن أن يكون يوم 25 يناير المقبل هو يوم للاحتفال بنجاح ثورة 25 يناير والبدء فى تنفيذ أهدافها وليس للدعوة للثورة أو الخروج على النظام لمجرد تحقيق أهداف شخصية تضر بالمصلحة العليا للوطن، فى هذا التوقيت الحرج الذى تعيشه البلاد . وعن موقف حزب التجمع من الدعوات الخاصة بالنزول للتظاهر يوم 25 يناير المقبل أكد محمود عبدالله عضو الأمانة العامة لحزب التجمع على معارضة الحزب لأى تظاهرات يتم الدعوة إليها للخروج يوم 25 يناير المقبل، مشيرا إلى أن من يدعون للتظاهرات ليسوا ثوريين كما أن كثيرا ممن يدعون للنزول للشارع ممولين من الخارج وهناك أزرع خارجية تحركهم، كما أنه صدر لأغلب التحالفات التى تدعم الإخوان حكم بحظر كل الأنشطة التى يقومون بها وبالتالى فليس من المنطقى الانجراف وراء هؤلاء الناس وما يقولون. وأكد عبدالله أن الشعب المصرى اختار بالفعل طريقه الذى يريد أن يمضى فيه قدما وتسعى جموع الشعب المصرى حاليا لتنفيذ الاستحقاق الثالث للدولة المصرية، وبالتالى فلا يجب الخوف أو التهويل مما تقوم به هذه التنظيمات الإرهابية. وأوضح أن الموالين لجماعة الإخوان المسلمين قلة قليلة جدا ولكنهم فقط يعرفون كيف يهولون ويحركون أذرعهم ليظهر الموقف على عكس حقيقته بأن هناك دعوات وتظاهرات ستحدث، وأن أحداثا عظاما ستقع. وعن تأثير هذه الدعوات على مسار الانتخابات البرلمانية المقبلة أوضح عبدالله أنه تمت الدعوة لإقامة الانتخابات البرلمانية وفقا للقانون والدستور فقد بدأت المسيرة ولن تتوقف لأى سبب كان فالشعب فى طريقه لاختيار برلمان مدنى محترم يعمل على خدمة الوطن وبناء مصر وبالتالى فلا خوف من اى تأثير على الانتخابات البرلمانية المقبلة وإمكانية حدوثها. وعن الطريقة التى من المتوقع ان تتعامل بها الدولة فى حالة نزول أعداد للتظاهر شرح عبدالله بأن الحكومة لها مهمتان أساسيتان هما إدارة الدولة ودفع عجلة الاقتصاد، وهو بالتالى ما يحتم عليها أن تتعامل وفق المصلحة الوطنية بأن تتصدى لأى محاولة من محاولات التخريب أو تعطيل وسائل النقل أو غيرها من العمليات الإجرامية المتوقع حدوثها من جماعة الإخوان الإرهابية . وعلى نفس المنوال أعرب الدكتور ياقوت السنوسى أمين عام حزب الدستور السابق ومنسق عام الحركات الثورية الوطنية بالجامعات عن قلقه من الدعوات التى انطلقت لتدعو للتظاهر يوم 25 يناير المقبل حيث أوضح السنوسى بأن ذكرى 25 يناير هى إحياء للمبادئ الثورية الحقيقية وليست للعنف، كما أن كل القوى السياسية تحاول تحقيق هذه المبادئ عن طريق استكمال الاستحاق الثالث وهو الانتخابات البرلمانية. وأكد السنوسى أن كل ما يثار الآن هو محاولة لتعطيل هذا الاستحقاق، كما أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول الآن إعادة طرح نفسها على أنها قوة ثورية موجودة فى الشارع وهذا على عكس الحقيقة حيث إن جماعة الإخوان المسلمين هم آخر من دخل الثورة وأول من خرج منها. وعن دعوات التظاهر أكد السنوسى أن التظاهر السلمى حق مكفول للجميع، ولكن من يخرج عن السلمية ويتحدى القانون فيجب محاسبته والرهان دائما على وعى الشعب المصرى فى التعامل مع الأحداث. وشدد السنونى على أن الدعوات التى تدعو للتظاهر يجب ألا يعول عليها كثيرا فالشعب أصبح واعيا جدا للأخطار التى تهدد وطنه، كما أنه يجب العمل على عودة الانتظام للحياة فى مصر وأن تعود الدولة لشكلها الهيكلى حتى وإن كان الفساد لا يزال متفشيا طالما أن القيادة السياسية لديها رغبة فى تحسين الأوضاع فى مصر. من جانبه أكد ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل رفض الحزب لأى من دعوات التظاهر، كما أكد على مقاطعة الحزب لأى من الدعوات التى تدعو الناس للنزول للشارع ، ودعا رئيس حزب الجيل الجماهير إلى عدم الانسياق وراء هذه الدعوات، فهي تدخل فى إطار الدعوات التخريبية التى تريد هدم الدولة ومحاولة لنشر الفوضى الخلاقة. وشدد الشهابى على ضرورة التعامل مع من سيتظاهرون فى يناير القادم وفق احكام قانون التظاهر، فيجب على من يريد ان يتظاهر بشكل سلمى ان يتبع أحكام القانون وان يخطر وزارة الداخلية بمكان التظاهر وموعده، ومن يخالف ذلك فعلى الدولة ممثلة فى وزارة الداخلية التنفيذ الحرفى للقانون. وعن توقعاته لحجم المشاركة فى التظاهرات أوضح الشهابى أن الأعداد التى من المحتمل أن تتظاهر لا يمكن أن يزيد عددهم عن العشرات أو المئات من كارهى الدولة وهؤلاء عددهم ضئيل جدا.