قرر القضاء التركي حجب مواقع الإنترنت التي تعيد نشر رسم النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" الذي تصدر الصفحة الأولى لصحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة التي يظهر فيه النبي محمد باكيا وحاملا لافتة مكتوباً عليها "أنا شارلي" والذي أثار ردود فعل غاضبة في الدول الإسلامية. يمثل الرسم النبي حاملا لافتة عليها كتابة "أنا شارلي" التي رفعها ملايين المشاركين في مسيرات في فرنسا والخارج تضامنا مع الصحيفة بعد الهجوم الذي أودى بالقسم الأكبر من هيئة تحريرها في 7 يناير. كانت صحيفة جمهورييت المعارضة التركية واجهت وحدها الضغوط والتهديدات المتزايدة في الدول المسلمة، إثر نشرها بعض رسوم صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة وإحداها للنبي محمد، بعد الاعتداء الذي قضى على أعضاء في هيئة تحرير الصحيفة الفرنسية. وبعد عملية دهم قامت بها الشرطة ليلا لمقر الصحيفة المعارضة بشدة للرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان، وزعت جمهورييت ملحقا من أربع صفحات يتضمن مقتطفات مترجمة إلى التركية من عدد "شارلي إيبدو" الصادر اليوم، والذي أثار مجددا غضب العالم الإسلامي. وأعلنت جمهورييت على موقعها الإلكتروني أن الشرطة داهمت ليلا مركز توزيعها في إسطنبول وتفحصت مضمون الصحيفة واتصلت بنائب عام قبل السماح بتوزيعها. وكان من المقرر أساسا أن توزع الصحيفة العدد الكامل من "شارلي إيبدو" غير أن إدارتها قررت الثلاثاء بعد مناقشة المسألة الاكتفاء بأربع صفحات تختزل أبرز ما في الصحيفة الفرنسية. وفي الكاريكاتور الذي يحمل توقيع الرسام لوز يظهر النبي دامع العين وهو يحمل لافتة كتب عليها "أنا شارلي" على غرار الملايين الذين تظاهروا في فرنسا والعالم تنديدا بالهجمات التي شنها جهاديون الأسبوع الماضي وأوقعت 17 قتيلا خلال ثلاثة أيام. والصحيفة التركية هي حتى الآن وسيلة الإعلام الوحيدة التي تجرأت على نشر هذه الرسوم في بلد مسلم.