يستهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولى زيارته الخارجية في العام الجديد 2015 بزيارة دولة الكويت الاثنين المقبل، حيث يبحث مع صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما تأتى زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت تزامنًا مع تحقيق المصالحة المصرية القطرية التي تمت بمبادرة من العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي جاءت لرأب الصدع العربي، وإنهاء الشقاق بين الدول العربية وخاصة بين مصر وقطر. وتعد رحلة السيسي للكويت ترحيبًا وتقديرًا وامتنانًا للمواقف الداعمة والمساندة التي أبداها كل من قيادة وشعب الكويت إزاء مصر ووقوفهم بجانبها في أعقاب ثورة 30 يونيو. علاقة تاريخية وتشهد العلاقات المصرية الكويتية نموًا على مدى التاريخ وعلى كل الأصعدة، وتنبع قوة العلاقات بين البلدين من الروابط الأخوية الأزلية بين الشعبين الشقيقين، وحرص البلدين على مد جسور التعاون إلى كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين. ثورة 30 يونيو وتأتى الكويت في مقدمة الدول العربية التي سارعت بمساندة التطورات السياسية التي شهدتها مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو، واتخذت موقفًا داعمًا لإرادة الشعب المصري سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. وقد أصدرت الحكومة الكويتية بيانًا أكدت فيه دعمها الخطوات الإيجابية للشعب المصري وللحكومة المصرية على طريق ترسيخ دعائم الديمقراطية، ودعم الاستمرار في خارطة الطريق التي رسمتها وفقًا لبرنامج زمني يكفل الاستقرار ويحفظ لمصر أمنها. حفل التنصيب في الثامن من يونيو الماضي، قام الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت بزيارة إلى مصر لحضور حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لجمهورية مصر العربية. وقد تبادلا الأحاديث الودية والمشاعر الطيبة، وسبل تعزيز مسيرة التعاون بين البلدين في كل المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة. زيارة "شكرى" للكويت وفى التاسع من يوليو 2014، قام وزير الخارجية سامح شكرى، بزيارة للكويت استقبله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كما التقى شكرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، حيث تناولا الوضع على الساحة الإقليمية، ولا سيما التصعيد في الأراضى الفلسطينية. لقاء الأشقاء بنيويورك وفى الثالث والعشرين من شهر سبتمبر، استقبل الرئيس السيسي بنيويورك الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس وزراء الكويت، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أعرب الصباح عن ترحيب بلاده بعودة مصر إلى دورها الرائد في المنطقة العربية، كما أكد الصباح حرص الكويت على زيادة استثماراتها في مصر للمساهمة في مرحلة البناء المقبلة آخذًا في الاعتبار اهتمام المستثمرين الكويتيين على الصعيدين "الحكومي والخاص" بالمشروعات التي تم طرحها، ولا سيما في ضوء التحسن الملحوظ الذي شهده مناخ الأعمال في مصر في الآونة الأخيرة. تشجيع الاستثمارات وفى السابع من أكتوبر الماضى، تم عقد اجتماع لفريق الخبراء من مصر والكويت لبحث التعاون في مجال جذب وتشجيع الاستثمارات المشتركة والمعارض والبعثات التجارية والتدريب، بالإضافة إلى إنشاء لجنة تجارية مشتركة بين البلدين، كما تم طرح عدد من المشروعات الاستثمارية التي يمكن للجانب الكويتى المشاركة فيها مع الجانب المصري، حيث تم الاتفاق على تقديم دراسات الجدوى لبعض المشروعات المقترحة. محاربة الأفكار المتطرفة أما في السادس عشر من شهر ديسمبر الجارى، قام سامح شكرى، وزير الخارجية، بزيارة لدولة الكويت؛ ليرأس وفد مصر في أعمال الدورة العاشرة للجنة المصرية الكويتية المشتركة، والتي تعقد اجتماعها على مستوى وزيري خارجية البلدين، كما التقى شكرى مع الأمير صباح الأحمد الجابر، أمير دولة الكويت، ونقل شكرى رسالة ود وتقدير من الرئيس السيسي للأمير صباح الأحمد، مشددًا على العلاقات الأبدية التي تجمع مصر بالكويت الشقيقة والعلامات المضيئة التي ميزت العلاقات بين البلدين والشعبين على مدى العقود الماضية. وبحث الجانبان العلاقات العربية- العربية، والجهود المبذولة في تحقيق الوفاق العربى، فضلًا عن التشاور حول الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا والعراق والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ومحاربة الأفكار المتطرفة والتنظيمات الإرهابية. رئيس مجلس الأمة الكويتى وفى السابع والعشرين من ديسمبر الجارى، قام مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، بزيارة لمصر، استقبله الرئيس السيسي، حيث نقل الغانم تحيات أمير دولة الكويت "صباح الأحمد الجابر الصباح" وولي العهد "نواف الأحمد الصباح" للرئيس السيسي، كما بحث الجانبان عددًا من الموضوعات التي تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث رحب السيسي بزيادة أعداد المواطنين الكويتيين الذين يقومون بزيارة بلدهم الثاني مصر. كما أكد حرص مصر على مشاركة الكويت بشكل فعال في أعمال المؤتمر الاقتصادي الدولي المقرر عقده في شهر مارس 2015 بشرم الشيخ. ومن جانبه أكد الغانم دعم وتأييد بلاده المؤتمر الاقتصادي، كما رحب السيسي بمشاركة الاتحاد البرلماني العربى -والذي يتولى الغانم رئاسته حاليًا– في متابعة الانتخابات البرلمانية المصرية المقبلة، مشيرًا إلى ضرورة قيام الاتحاد البرلماني العربي بوضع آليات لمراقبة الانتخابات في الدول العربية بحيث لا يقل الاتحاد عن المؤسسات الغربية العاملة في هذا المجال. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2014 مليارين و876 مليون دولار، وقد وصل حجم الصادرات المصرية للكويت إلى 278 مليون دولار، كما تحرص الحكومة المصرية على جذب وتشجيع الاستثمارات الكويتية للمساهمة في دعم منظومة التنمية الاقتصادية.
