كان اللقاء مع السفير الواعد إيهاب أحمد بدوي في مكتبه بالسفارة المصرية في باريس لقاء وديا حميميا خالصا.. حيث التقيت واستمعت إلى نموذج دبلوماسي جديد في سماء الدبلوماسية المصرية، كان السفير مسلحا بكل ما يتطلبه العمل الدبلوماسي من أدوات العلم والمعرفة وقراءة ومعرفة الآخر، كان ملما بكل ما يجري على المستوى المحلي والعربي والدولي، وهذه هي الصفات التي يستطيع بها أي دبلوماسي أن يحقق مصالح بلاده، فإذا كانت الكفاءة والموضوعية والشخصية القيادية هي سمات الاختيار في العهد الجديد لمصر الجديدة التي يريدها بصدق الرئيس عبدالفتاح السيسي، فلا بد أن يكون هذا هو معيار الاختيار في كل المواقع، فما بالكم إذا كان سفيرا يمثل الدولة المصرية.. فلذلك كان اللقاء والحوار غير التقليدي، بل كان الحوار شاملا الشأن العربي، والعلاقات المصرية الفرنسية، حيث أكد سعادة السفير أن العلاقات بين البلدين مميزة ومتميزة لسبب بسيط أن الشعب الفرنسي يدرس الحضارة الفرعونية في مدارسه، بالإضافة إلى أن الفرنسيين مولعون بالآثار والحضارة المصرية، وهنا أتذكر مقولة نابليون بونابرت أعطني شعبا مثل المصريين وسأحكم العالم بهم. كما قال بدوي إن العلاقة بين مصر وفرنسا أصبحت بعد زيارة الرئيس السيسي أكثر واقعية ونوعية وهناك تفهم كبير وخاصة في الملف الذي لابد من حله من خلال الحفاظ على وحدة الوطن السوري، وهذا الدور الذي تلعبه مصر مستقبلا عندما تتهيأ التربة ونوقف كل عمليات التمويل بالأسلحة إلى داعش والإرهابيين، شارحا طبيعة مصر التي تنشد الاستقرار للحفاظ على الساحة وقناة السويس فلذلك تلعب على الاستقرار في غزة وليبيا والسودان وبهذا تكون مصر كدولة إقليمية كبرى أفضل المرشحين في اللعبة السورية.. كما كشف السفير إيهاب بدوي أن الإرهاب طال الجميع بلا استثناء، موضحا أن عدد الإرهابيين في الدول المتوسطية 600 مقاتل فرنسي في سوريا والعراق، وهناك تقارير وتقديرات يصل عددهم إلى 2000 مقاتل فرنسي. ولكن مكمن الخطورة هو أنه يتم تجنيد هؤلاء عقائديا ليثبتوا ولاءهم لتنظيم داعش ويقومون بعمليات إرهابية داخل فرنسا وأوروبا وهذا هو مكمن الخطورة الذي حذرنا منه في كل المناسبات. وهم هنا في فرنسا الآن يقومون بمراجعة كل العائدين لفرنسا فكريا، والأهم مراجعة منظومة المجتمع الفرنسي من قوانين وحقوق الإنسان، حتى يتم منع الخطر من المنبع لأن الدولة الفرنسية لا علاقة لها بالدين بالإضافة إلى الهجرة غير الشرعية التي تأتي من ليبيا. وكشف بدوي أن هناك استثمارات فرنسية في مجال الطاقة المتجددة، والشمسية والمولدة من الرياح بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة النووية وأن هناك استثمارات في مجال الغاز والمشروعات الصغيرة ومشروع تصنيع القاطرات وعربات مترو الأنفاق. ولا يتوقف التعاون المستقبلي بين مصر وفرنسا عند ثقف معين ولا مجال بعينه، فالفرنسيون على استعداد تام لنقل كل الخبرات في جميع المجالات للمصريين. وأضاف بدوي أنه تم استرداد الآثار المنهوبة والقطع الأثرية المسروقة من فرنسا لمصر، وأنه يوجد 96 تمثالا لأبو الهول في أغلب ميادين فرنسا ناهيك أن التعاون الثقافي وتفعيله يسير في الاتجاه الصحيح من حيث عدد المنح للدارسين للحصول على الدكتوراه. وأعتقد أن 2018 عام مصر في فرنسا وقال السفير أتمنى أن يصلح حال الجهاز الإداري للدولة ستة ملايين موظف، لأننا مقبلون على مشروعات كبرى مثل قناة السويس ونحتاج إلى كوادر مدربة لأن قاطرة التنمية التي يقودها الرئيس السيسي لا تقل بل تزيد عن قضية مواجهة الإرهاب .. وفي النهاية علق بدوي أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستعطي انطباعا ومعطيات إيجابية لأنها ستكون الصك الأخير للتطبيع الكامل بين فرنسا ومصر على كل المستويات الدولية..