المشهد السياسي في مصر أصبح اللعب على المكشوف ومع الرئيس السيسي بصفة خاصة من قبل الأمريكان والاتحاد الأوروبي وتركيا والإخوان، فالأمر أصبح مفضوحا من خلال اتفاقية شرف اللصوص لإسقاط الدولة المصرية تحت أي مسمى وبأي طريقة حتى لو تحالفوا مع الشيطان لتفكيك وضرب السيسي رمز الدولة المصرية وفتح كل الجبهات ضده في آن واحد حتى يشعر أنه محاصر في مواجهة هذا الكم من المصالح والمؤامرات لهدم الدولة المصرية وإسقاط العالم العربي في مستنقع الحروب الأهلية ومواجهة الجماعات الإرهابية ابتداء من تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وكتائب القسام وحماس نهاية بداعش الأمريكية. فاللعب على المكشوف أصبح هو القاعدة والاستثناء هو العلاقات الدبلوماسية والمفاوضات والحوارات التي أصبح لا وجود لها في عالم اليوم. وأخطر ما عرفته من أحد مصادرنا أن الإرهابي عادل حبارة قال عند النطق عليه بالإعدام منذ أسبوعين أمام محكمة الجنايات بمعهد أمناء الشرطة موجها كلامه للقاضي إن الورقة الأخيرة لنا هو غلق السفارات الأجنبية. ولم ينتبه أحد إلى هذا التصريح من هذا الإرهابي إلا بعد أن أعلنت إنجلترا وتبعتها كندا وأستراليا إغلاق سفاراتها الذي كلف مصر في يومين خسائر في البورصة وصلت إلى 34 مليار جنيه، فأي مؤتمر اقتصادي يعوض مصر وشعبها عن هذه الخسائر المتعمدة من قبل الأمريكان والأوروبيين. ودعونا نحلل المشهد من زاوية أخرى غير زاوية مواجهة الإرهاب الذي واجهناه من قبل في التسعينيات ونجحنا في القضاء عليه مع اختلاف الظروف والمتغيرات، فنحن قادرون من خلال رجالنا في الجهات المعلوماتية والقوات المسلحة وجهاز الشرطة الوطني على مواجهة هذه الخلايا حتى لو استخدمت أحدث الطرق في تصدير الموت والإرهاب لنا، ولكن الإرهاب الذي نواجهه الآن في رأيي هو إرهاب ضد السيسي شخصيا من خلال إحداث شلل عام للقيادة المصرية في رؤيتها وقراراتها التي انحازت فيها للشعب المصري الذي دعم هذا التوجه لاستقلال القرار الوطني المصري لأول مرة. أولا: كان مشروع قناة السويس هو صفعة للغرب وللأمريكان أن االشعب المصري استطاع أن يقف خلف السيسي ويدعمه خلال أسبوع ب10 مليارات دولار مما أذهل الأمريكان والأوروبيين وجعلهم يفقدون عقولهم فهذا الرجل جاء بدعم 43 مليون مصري على استعداد لدفع أموالهم لإقامة هذا المشروع الضخم لينقل مصر إلى مراكز الدول الكبرى لتحقيق أكبر عائد اقتصادي لمشروع قناة السويس الجديدة، والذي يقول الخبراء الاقتصاديون إنه سيحقق لمصر عائدا اقتصاديا يتجاوز 200 مليار دولار سنويا من خلال إنشاء مراكز لوجيستية وحاويات ومناطق ترانزيت وتشغيل ملايين من الشباب المصري العاطل فبذلك يكون حقق هدفين في ضربة واحدة، عالج مشكلة الشباب وفقدان الثقة في الدولة بالإضافة إلى تحقيق أكبر عائد اقتصادي وتنفيذ كل الخطط التي تصب لصالح المواطن المصري من صحة وتعليم وطرق وهذا هو الذي جعل الغرب يفقدون عقولهم ويلعبون في العالم مع السيسي ومصر. ثانيا : إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام أن مصر ستكون أكبر مركز لوجيستي للحبوب والغذاء على مستوى العالم وهذه كانت ضربة ثانية لهم لأن الذي يمتلك غداءه يمتلك قراره، فلذلك جاءت ضربة إغلاق السفارات الأجنبية لتحارب هذا المشروع الإستراتيجي بالقاهرة. ثالثا: الأخطر هو قيام الرئيس السيسي من خلال مساعديه بوضع إستراتيجية جديدة إبان سقوط حكم الإخوان وتسريعها بتنويع مصادر السلاح من روسيا والصين وكافة دول العالم حتى لا يكون القرار السياسي المصري رهينة للأمريكان ويتدخلون في الشأن الداخلي مثلما حدث على مدار ثلاثين عاما. رابعا: إن الأمريكان أوصلوا رسالة عبر الملك عبد الله العاهل الأردني العاشق لمصر والذي أصبحت تربطه علاقة خاصة بالسيسي للحفاظ على الأمن القومي العربي مفادها أنه لا بد من إشراك الإخوان في العملية السياسية والانتخابات البرلمانية القادمة وهذا ما رفضه السيسي إلا بموافقة الشعب ...مما جعل الأمريكان وأدواتهم من الأتراك يسارعون باللعب على المكشوف بكل الأوراق للضغط على السيسي والحكومة المصرية. خامسا: انزعج الغرب من قيام الرئيس السيسي باستدعاء القوة الناعمة من العلماء والباحثين والمثقفين والمبدعين وشباب المبتكرين والمبدعين لوضع خريطة علمية وبحثية للنهوض بمصر خلال السنوات القادمة في كل المجالات، مما أدى إلى تخبط الغرب من تحرك الرئيس السيسي على كل الجبهات الداخلية لاقتحام المشاكل برؤية علمية وواقعية لم تحدث منذ أيام عبد الناصر وعهد محمد علي . سادسا: التقارب مع الأزهر الشريف كمنارة وسطية في مواجهة الأفكار الإرهابية المتطرفة وكملاذ للعالم الإسلامي بشرح وتوضيح أن الدين بريء من هؤلاء الذين يقتلون الشعوب بلا ذنب، وكذلك التقارب بين الأزهر والكنيسة في مواجهة الإرهاب والتطرف ليصبح اللعب بورقة الدين سواء إسلاميا أو مسيحيا محكوما عليها بالإعدام الشعبي، ناهيك عن فتح صفحة جديدة مع الفاتيكان بعد اللقاء الأخير بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، ليصبح حوار الأديان عبر الشعوب هو الجدار العازل في مواجهة الأفكار المتطرفة التي احتكرها الإسلاميون على مدار السنوات الماضية في غياب الدولة المصرية. وأخيرا... استقلال القرار الوطني المصري لا يمكن تأكيده إلا بأن تكون قويا وقادرا على لعب دور محوري عربي وإقليمي ودولي... وهذا لن يحدث إلا من خلال هذه المعطيات السابقة. وهذا ما جعل اللعب على المكشوف مع الرئيس السيسي مكشوفا ومفضوحا للعامة قبل الخواص في محاولة إفشال التجربة السيسية في بناء الدولة والمؤسسات واحترام القانون وحقوق المواطنة والإنسان، والتأكيد على حرية التعبير والإبداع مما جعل هؤلاء يتآمرون على مصر في شخص السيسي. اعتقال صاحبة الجلالة هناك حالة صمت عالمي إزاء ما يجري في تركيا ...وتساؤلنا ..هل لو حدث ذلك في مصر هل يصمت الصامتون الآن؟!...أعتقد أن الدنيا كانت ستقوم ولا تقعد على أن ما يجري في مصر هو جريمة ضد البشرية والإنسانية. ودعونا نوضح للرأي العام أن اعتقال صاحبة الجلالة واعتقال الصحفيين وتشريد الإعلاميين في تركيا جعل ردود أفعال الناس تختلف عما في مصر التي تواجه "مؤامرة كونية"، فبعد أن فقد أردوغان عقله وتصاعدت أعمال القمع من خلال جهاز الشرطة التركي ضد المتظاهرين والمحتجين على سياسة أردوغان وانتهاكه الصارخ والعلني للحريات وتكبيل الصحفيين وحبسهم ومحاصرتهم انكشفت ازدواجية المعايير في التعامل الدولي بين مصر وتركيا. فالغرب أصبح قضيته الأساسية هي عودة الإخوان إلى للحكم فلذلك يتغاضون كل يوم عما يفعله هذا القزم الأردوغاني ضد شعبه وضد صاحبة الجلالة، خاصة بعد إغلاق صحيفة زمان الموالية لمعارضه غولن، فقامت الشرطة بمداهمة مكتب زمان وألقت القبض على أكرم دومانلي رئيس تحرير الصحيفة بل وصل الأمر لقيام الشرطة التركية بمداهمة محطة تليفزيون وإلقاء القبض على أكثر من 28 صحفيا وإعلاميا في سابقة تعد الأولى والأخطر في تركيا مما ينذر بقرب نهاية وسقوط هذا الطاغية أردوغان ليلحق بعناصر عشيرته الإرهابية الإخوانية ومحمد مرسي القابع في السجن بتهمة التخابر وبيع مصر، فأعتقد أن قضايا الفساد التي طالت أردوغان وأسرته ووزراءه عادت بقوة إلى المشهد التركي من جديد بعد استقالة أربعة من وزرائه بتهمة الفساد والإفساد وهو ما يؤكد على أن الوقت قد حان لانقلاب قوي على أردوغان من خلال الشعب التركي العظيم الذي حاصره فساد هذا الطاغية وأجهزته القمعية فأصبح سقوطه هو الحل لعودة تركيا إلى العالم العربي مرة ثانية بعد سقوط حلم الخلافة الأردوغانية التي كان يحلم بها، ناهيك عن انتهاك هذا الطاغية للدستور التركي الذي يقر بأن رئيس الدولة لا يحق له التدخل في الشأن التنفيذي للحكومة فضرب بكل القوانين والدستور عرض الحائط لتحقيق شهوته في الحصول على السلطة والمال على حساب الشعب التركي الذي أصبح يتحين الفرصة للقضاء على هذا الحاكم الاستبدادي الذي أصبحت مصر والرئيس السيسي يمثلان له عقدة أذلية، فلم يترك محفلا دوليا أو مناسبة تركية إلا وهاجم السيسي ومصر، ناهيك عن توقعنا بأن الصدام بعد الشعب سيكون مع المؤسسة العسكرية التركية الوطنية التي حاول على مدار السنوات السابقة تفريغها من قوتها حتى يضمن ويأمن الانقلاب عليه، ولكن سيتكرر السيناريو المصري في تركيا عندما يقوم الشعب التركي في ميدان تقسيم والمحافظات التركية بإعلان يسقط يسقط حكم المرشد"أردوغان" وسينحاز الجيش التركي العظيم إلى الشعب الأبي وصاحبة الجلالة ليسقط هذا الطاغية في مستنقع التاريخ.