فشل كثير من مدربى كرة القدم فى تحقيق نتائج مرضية للفرق التى يتولون تدريبها تحول إلى ظاهرة أشبه باللعنة التى طاردتهم خلال الفترة الأخيرة، وربما تكون لعنة غياب الجماهير عن حضور المباريات وراء هذا الفشل الذريع الذى أطاح بهؤلاء المدربين مبكرا، سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أو على مسابقة الدورى الممتاز. ولأن الأسباب تعددت والنتيجة واحدة فى النهاية، إما لرغبة الإدارات فى الأندية وقف نزيف النقاط وتحسين النتائج، أو وجود مشاكل بين المدير الفنى ولاعبيه وعدم وجود توافق بين الطرفين مما يؤدى فى النهاية إلى سوء النتائج. حيث إنه لأول مرة فى تاريخ الكرة المصرية يرتفع معدل فشل المدربين مع أنديتهم خلال النصف الأول من الموسم الجارى فى الدورى الممتاز. وهو ما يعد من الطرائف التى تمتزج بالأحزان بسبب هذا الفشل. يأتى على رأس قائمة الفشل الكابتن شوقى غريب المدير الفنى السابق للمنتخب الوطنى الأول الذى حقق فشلا ذريعا خيب به آمال جماهير المصريين بعدم التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بغينيا الاستوائية بعد أن خرج من التصفيات الأولية بشكل غريب ومستفز للفراعنة الأبطال الذين استحوذوا على البطولة الإفريقية سبع مرات منها ثلاث مرات متتالية فى أعوام 2006 و 2008 و 2010 تحت قيادة المدرب الوطنى حسن شحاتة. وكان وقتها غريب مدربا مساعدا معه، ثم تولى مسئولية تدريب نادى سموحة فى عام 2012 لكنه لم يقدم أى إنجاز يذكر وفشل.. وبغرابة شديدة تولى شوقى غريب منصب المدير الفنى للمنتخب الوطني، بعد فشل الأمريكى بوب برادلى فى الصعود بمصر إلى كأس العالم بالخسارة من منتخب غانا فى المرحلة الفاصلة بستة أهداف "رزية " ومهينة فى جبين الكرة المصرية. ولكن غريب لم ينجح فى الصعود إلى كأس الأمم الإفريقية 2015 حيث نال المنتخب عدة هزائم من السنغال ذهابا وإيابا ومن تونس ذهابا وإيابا ليستحق غريب لقب فاشل بدرجة قدير جدا ثم يقال من منصبه. وعلى مستوى مسابقة الدورى الممتاز التى شهدت غرائب وطرائف متنوعة لفشل المدربين والذين تمت إقالة بعضهم بشكل "دراماتيكي" ومنها أسرع قرار إقالة التى كانت من نصيب الكابتن أنور سلامة المدير الفنى السابق لطلائع الجيش بعد هزيمة الطلائع من الزمالك بستة أهداف فى الأسبوع الأول من انطلاق مسابقة الدورى . والنهاية الدراماتيكية للتوأم حسام وإبراهيم حسن من تدريب الفريق الأول للكرة بالزمالك لم تقل طرافة ممزوجة بنبرات الحزن حيث قرر مجلس إدارة الزمالك رسميا إقالة الجهاز الفنى للفريق الأول بقيادة حسام حسن وشقيقه إبراهيم فى 2 أكتوبر بعد اجتماع عاصف. يذكر أن حسام حسن قد تولى تدريب الزمالك فى يوليو الماضى خلفا لأحمد حسام "ميدو" وخاض مع الفريق 6 مباريات فاز فى واحدة فقط أمام طلائع الجيش. ويتعرض التوأم للغرق فى بحر زعيم الثغر الاتحاد السكندرى حيث خاضوا مع الفريق 5 مباريات أمام الزمالك وخسر بهدف وتعادل مع الرجاء والإسماعيلى .. وتعادل مع الأسيوطى وفاز على دمنهور بهدف للاشيء، ولم يكد يهنأ بأول فوز مع التوأم حتى اصطدم بهزيمة أشبه بالفضيحة من فريق النصر الصاعد حديثا هذا الموسم بهدفين مقابل هدف واحد للاتحاد حيث إنه الفوز الأول للنصر فى الدورى مما جعل حسام حسن المدير الفنى يصاب بحالة إغماء وغيبوبة فى غرفة خلع الملابس من جراء صدمة الهزيمة والتى قد تكون أول معول فى هدم أسطورة التوأم كلاعبين فى الملاعب قبل أن يخوضوا تجربة التدريب. ويأتى فى عداد الضحايا الستة من مدربى الدورى الممتاز للموسم الحالى الذين فشلوا فى إثبات وجودهم هذا الموسم مختار مختار حيث تمت إقالته بعد إخفاقه فى تحقيق أى انتصار مع الفريق هذا الموسم خلال الجولات الأربع الأولى من عمر مسابقة الدورى الممتاز، حيث لم يحصد سوى نقطة واحدة فقط من تعادل أمام وادى دجلة، وخسر 3 مواجهات أمام الإتحاد السكندرى 2-4، والرجاء 0-2، والإسماعيلى 1-2. يذكر أن مختار هو المدرب الذى صعد بفريق بتروجيت لأول مرة للدورى الممتاز فى عام 2006 وحقق نتائج مذهلة. وفى ذكرى انتصار 6 أكتوبر الماضى وعلى الفيس بوك أعلن فرج عامر رئيس نادى سموحة رحيل حمادة صدقي، المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم، عن النادى بعد مرور 4 جولات فقط على بداية الموسم. وكان محمد فرج عامر، رئيس النادى السكندري، كشف عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، عن قرار مجلس إدارة النادى بإقالة صدقي. حيث "وجه مجلس إدارة نادى سموحة الشكر للمدير الفنى الخلوق حمادة صدقى بعدما ارتأت الظروف إحداث تغيير للجهاز الفنى بالفريق الأول لكرة القدم، ويبقى صدقى أخا عزيزا وصديقا غاليا، عمل بالنادى بكل شرف ونزاهة.. والله الموفق والمستعان". ثم قرر مجلس إدارة النادى تعيين الفرنسى دنيس لافانى مديرا فنيا خلفا لصدقي". يذكر أن حمادة صدقى المدير الفنى المقال كان قد حصل مع سموحة على لقب الوصيف فى دورى وكأس الموسم الماضى وبعدها تأثرت نتائج سموحة مع بداية الموسم ليدخل صدقى فى صدام مع رئيس النادى فرج عامر ويرحل بالتراضى. ويبدو أن شهر أكتوبر تحول لشهر التضحية بالمدربين ففى 27 أكتوبر قدم طلعت يوسف المدير الفنى لفريق الاتحاد السكندرى، استقالته من منصبه إلى مجلس إدارة النادى برئاسة محمود مشالى بعد خسارة زعيم الثغر من وادى دجلة بهدفين نظيفين بإستاد الإسكندرية. وانضم أيضا لقائمة المدربين المقالين بسبب فشلهم فى تحقيق نتائج مرضية لأنديتهم أحمد حمودة مدرب فريق وادى دجلة الذى رحل وتم تعيين حمادة صدقى بدلاً منه، كما تمت إقالة أحمد عاشور مدرب ألعاب دمنهور بعد تراجع المستوى وتعيين محمد عمر على مديرا فنيا بدلا منه. وبعيدا عن الدورى الممتاز فى الموسم الجارى يدخل أحمد حسام "ميدو " الذى أقيل قبيل بدء الموسم الجارى فى عداد المدربين الفاشلين رغم حصوله على بطولة كأس مصر إلا أنه لم يعمر طويلا مع الزمالك حيث قرر مجلس الزمالك إقالته فى 27 يوليه من تدريب الفريق الكروى الأول بالنادي، وقد تم إبلاغ ميدو بالقرار الذى اتخذه المجلس بسبب تردى النتائج فى دورى أبطال إفريقيا بعد التعادل أمام مازيمبى الكونجولى بالجولة الرابعة بالبطولة باللقاء الذى أقيم بينهما وتأكد خروج الفريق من البطولة وكان ميدو قد تولى قيادة السفينة البيضاء فى شهر يناير من العام الحالى خلفا لحلمى طولان.