استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، المبعوث الخاص للرئيس الصيني، عضو المكتب السياسي ورئيس اللجنة القانونية والأمنية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، منج جيانتشو، ويزور القاهرة على رأس وفد رفيع المستوى. وحضر اللقاء اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وسامح شكري، وزير الخارجية، فضلاً عن السفير الصينيبالقاهرة. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن المبعوث استهل اللقاء بنقل تحيات وتقدير الرئيس الصيني للرئيس، منوهاً إلى الدعوة الرسمية الموجهة إليه لزيارة بكين خلال ديسمبر المقبل، مؤكدا الأهمية التي توليها بلاده للزيارة، وحرص الرئيس الصيني على توجيه كافة الجهات المعنية بالعمل على إنجاحها، مشيرا إلى الإعلان أثناءها عن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، بما يتناسب مع تميزها وامتدادها على مدي ستين عاماً، مؤكداً أن بلاده تشيد بكافة الإجراءات المتخذة من السيسي على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف المبعوث الصيني، أن بلاده تعتز بعلاقاتها مع مصر وتنظر إليها كشريك استراتيجي، وتحرص على تعزيز علاقاتها معها في كافة المجالات، ومن بينها المجال الأمني والقانوني، جنباً إلى جنب مع المجالات الاقتصادية، اخذا في الاعتبار ما يواجهه البلدان من تحديات الإرهاب، مشيدا بالجهود المصرية المبذولة على صعيد مكافحة الإرهاب، منوهاً إلى رغبة بلاده في تعزيز تعاونها الأمني مع القاهرة لمواجهة المخاطر الأمنية المشتركة. وأوضح المتحدث الرسمي، أن السيسي طلب نقل تحياته وتقديره للرئيس الصيني، منوهاً إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث كانت مصر من أوائل دول العالم المعترفة بالصين، مؤكدا اعتزاز القاهرة بعلاقاتها مع بكين وتأييدنا لسياسة الصين الواحدة، فضلاً عما يجمع البلدين من مبادئ مشتركة لإدارة السياسة الخارجية، من أهمها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأضاف الرئيس، أن زيارته المرتقبة إلى الصين تعكس مدي التقدير والاحترام الذي تحظى به الصين، دولة وقيادة وشعبا، من مصر وشعبها، مؤكداً الثقة في نوايا الصين الطيبة إزاء مصر وجدية تطلعها لتعزيز علاقاتها مع القاهرة. وأعرب الرئيس، عن إعجابه بالتجربة الصينية، وبما حققه الشعب من طفرة اقتصادية في مدى زمني قصير، منوهاً إلى التطلع لتعزيز العلاقات مع الصين في كافة المجالات، مؤكدا أن مواجهة الإرهاب، وإن كانت تتطلب تنسيقاً أمنياً مشتركاً إلا أنها تحتاج أيضا إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تطوير التعليم وتوافر فرص العمل. كما نوَّه سيادته إلى دور الأزهر الشريف عبر مبعوثيه لتصحيح المفاهيم ونقل الصورة الحقيقية للإسلام بسماحته واعتداله. وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار الرئيس، إلى التطلع لزيارة الصين استثماراتها في مصر، لا سيما في ضوء العديد من المشروعات الاستثمارية الواعدة الجاري تنفيذها حالياً في مصر أو التي يتم الإعداد لها، ومن بينها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وإنشاء مدينة للتجارة الدولية، وما يرتبط بهما من فرص استثمارية وصناعية، ما سيساهم في إيجاد أسواق جديدة لتصريف المنتجات الصينية في أوروبا وإفريقيا، موكدا أهمية تفعيل التعاون الثلاثي مع الصين لصالح القارة الإفريقية. فيما أكد المبعوث الصيني، عزم بلاده مواصلة دعمها لمصر في كافة المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، مؤكداً أهمية القاهرة الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتشجيع حكومة بلاده الشركات الصينية على الاستثمار في مصر، والمساهمة في المشروعات التنموية الكبرى، بما في ذلك مشروعات البنية التحتية، فضلاً عن مساهمة المؤسسات المالية في تمويل العديد من المشروعات المشتركة في كافة المجالات، إضافة إلى البُعد الثقافي الذي يحتل مكانة متميزة في العلاقات بين البلدين. وأكد الرئيس، أهمية العامل الزمني لتنفيذ المتفق عليه بين الجانبين، لتحقيق تقدم بشكل متوازٍ على كافة الأصعدة. لافتا إلى أن التعاون في المجال السياحي. وأعرب المبعوث الصيني، عن تقدير الشعب الصيني للحضارة المصرية القديمة، واهتمامه بزيارة المقاصد السياحية المصرية، وحرصه على السياحة في القاهرة، ولاسيما الثقافية، موكدا تشجيع بلاده المواطنين على زيارة مصر.
