كتبت: نورهان عبداللهحذر الكاتب والروائي العالمي علاء الأسواني من حكومة أحمد شفيق مشيراً أن رغم ماحققته الثورة من انجازات كسقوط نظام حسني مبارك إلا أن الحكومة يتم الآن الإلتفاف حول مطالب الثورة والسبب يعود في أن تلك الحكومة تنتمي سياسياً وفكرياً للنظام الحاكم السابق نظام حسني مبارك موضحاً أن هذا الإختيار يعد بمثابة تناقض لم يحدث في تاريخ الثورات ,وقد أوضح الأسواني مفهوم الثورة في تعريف العلوم الإنسانية قائلاً: هى هدم تام في مقابل بناء تام ,فكيف يتم وجود بناء على أيدي حكومة شفيق وهو أول من سخر من ثورة 25 يناير حتى اللحظة الأخيرة واصفاً إياها بالحركة مؤكداً في حواراته الإعلامية خلال الثورة أن الشرطة قامت بواجبها بمنتهى الشرف وتساءل الأسواني أى شرف فعلته الشرطة هل هو شرف قمع وضرب المتظاهرين وتحقيق أعلى الارقام القياسية في سفك الدماء وأعداد الشهداء والضحايا ؟وصرح بذلك خلال اللقاء الذي عقدته مكتبة ديوان مساء أمس الأحد بحضور إعلامي وجماهيري مكثف ,وأضاف الاسواني أن الحكومة ستعتبر الثورة في المرحلة القادمة مجرد ظاهرة إنسانية تخدم وتبني الإصلاحات فقط كان من الممكن أن يتم المطالبة بها دون القيام بثورات لتحقيق تلك المطالب التي ستنهض بالبلد قدماً إلى الأمام .مما يتيح لهم الإلتفاف بشكل واضح حول الثورة ,مؤكداً أن اختفاء الأجهزة الامنية حتى اليوم هو جزء من المؤامرة كى تضغط على الشعب المصري وخاصة على شريحة من الشعب قد تعاطفت مع الثورة بشكل كبير وفعال وإيجابي .وتابع الروائي أنه لايوجد سبب منطقي لعدم محاكمتهم فلم يحاكم حتى هذه اللحظة ضابط من الذين سفكوا دماء المصريين والشهداء داخل ميدان التحرير مؤكداً أن حبيب العادلي وزير الداخلية نفى ماتردد مؤخراً حول محاكمته كما نشرته صحيفة المصري اليوم وبعد أن تم استدعاؤه تم التحقيق معه فقط في قضية غسيل الاموال ولم يحقق معه في قضية كنيسة القديسين وجرائمه المعروفة والتي شهدتها مصر في السنوات السابقة , حيث أكد أن التحقيق مع حبيب العادلي في تلك القضايا سيكشف النقاب عن اعتراف عادلي بتلقي الاوامر من النظام الحاكم وسيفتح ملفات أخرى جديدة حول الفساد.واشار أن هذا الإلتفاف على الثورة والتسليم بأمر السلطة الحكومية هى ضد مصلحة المصريين لمجرد التطعيم داخل الوزارة لكن الحكومة من الناحية السياسية لاتمثل الآن أى شرعية في وجودها لأن قرار تعيين حكومة شفيق انتهى بسقوط نظام حسني مبارك .ومن ناحية أخرى وضع الاسواني خطوط حمراء تحت فقد حماس الشعب المصري لاستكمال الثورات حتى تتحقق مطالبهم مؤكداً أن هذا سيتيح فرصة كبيرة لحكومة شفيق لاستخدام كافة أنواع الديكتاتورية والتعذيب زيادة عما كان موجوداً إبان عصر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك .وطالب الاسواني بالإفراج عن المعتقلين الذين شهدوا اعتقالهم منذ عشرين عاماً وحتى الآن والتي تصل أعدادهم الى عشرات الألوف مع إلغاء قانون الطوارئ وإطلاق الحريات العامة كحرية إنشاء الصحف والتظاهر وحرية إطلاق الاحزاب , فحكومة شفيق تراهن الآن على خفوت الثورة والتي ستتحول فيما بعد إلى مجرد اصلاحات طفيفة ,وأندهش الاسواني متسائلاً عما تفعله صحيفة الاهرام من استفتاءات حول اذا كنا دولة اسلامية أم لا وما الداعي لاستيقاظهم بتلك الصورة إلا لإشعال الفتن بين الطوائف كالتي تحدث حالياً حول إلغاء المادة الثانية من الدستور أم لا ؟لم يقف الاسواني عند هذا القول بل أكد أن الثورة حققت انجازات كبيرة لكن لم تحقق الخطوات الصحيحة المعروفة والتي حصرها الروائي في عدة مطالب :أولها التخلص من كل السياسيين وليس الإداريين من الحزب الوطني والذين لهم علاقة بالنظام السابق ,ثانياً إلغاء الدستور وليس تعطيله وإلغاء البرلمان ومجالس الوزارة ويتم الإعلان عن المبادئ الدستورية من خلال 6 فقرات تضم فيها المبادئ العامة يقوم الدستور بتحقيقها بإنتخابات لإنشاء لجنة تأسيسية من أجل دستور جديد وبناءاً عليه تتحدد ملامح الجمهورية اذا كانت مدنية أم رئاسية ثم إقامة انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة جديدة ,كل هذا سيحول مصر ويضعها على خارطة الطريق الديمقراطي .وأعرب الاسواني أن إصرار الشعب على الإنتخابات خلال شهرين ستؤدي الى نتائج لاتعبر عن الشعب المصري مؤكداً أن الفترات الإنتقالية تستمر سنتين وثلاثة تخرج من خلالها وجوه حقيقية تنهض بالديمقراطية , مشيراً أن إرادة الشعب هى الحل الوحيد في إقالة شفيق مثلما أسقطوا نظام حسني مبارك والذي لم يتوقع بعد .واضاف الكاتب أن نجاح الثورات لايتم بالزعامة لأن فكرة الزعامة والقيادة يتم السيطرة عليها بسهولة لكن الأمر الهام هو التحدث مع القوى الوطنية كلها والاتفاق على مظاهرة مليونية تتم بالفعل ,فعدم تنسيق المظاهرات قد يؤذي المتظاهرين فيما بعد .وعن دور القوات المسلحة في تلك الفترة قال الاسواني أن القوات المسلحة تقف مع الثورة اذ قورنت بدور القوات المسلحة في ليبيا ,وناشد المصريين بضرورة تحليل الاوضاع فالمشكلة ليست مشكلة القوات المسلحة لكن مشكلة الحكومة ,فالوضع على الساحة السياسية منقسم الآن مابين إرادتان ,إرادة القوات المسلحة في تحقيق مطالب الشعب وإرادة شفيق في إحباطها كنوع من الولاء للنظام الحاكم السابق , كى تستطيع تحقيق التضارب مابين القوات المسلحة والشعب , فلو كان لدينا حكومة نظيفة لما واجهنا كل هذه المتاعب وخاصة لجنة طارق البشري التي ارفضها تماماً وتسائل أين فتحي سرور ومفيد شهاب وزكريا عزمي ؟واعترض الاسواني على تعيين النائب العام مشيراً أن إدارة التفتيش على القضاء مازالت تابعة لوزير العدل .وصرح الاسواني في لقاؤه بعودة كتابة مقالاته بجريدة المصري اليوم بدءاً من صباح غد الثلاثاء 28 فبراير , بعد توقفه عن الكتابة بجريدة الشروق تحت ضغوط أمنية .واختتم لقاؤه بمطالبة المصريين بالضغط على الجهاز بإقامة ثورات مليونية موحدة حتى لاتتم انتخابات سريعة من خلال تحديد المطالب , ثم وقع الاسواني على أعماله الكاملة وأخرها مصر على دكة الإحتياطي والذي يجمع مقالاته التي كتبها بجريدة الشروق مقالات سياسية واجتماعية وثقافية توصف الإستبداد .