علن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مساء أمس الأول، دعمه لرئيس الوزراء العراقى المكلف حيدر العبادى، واصفاً تكليفه ب«الخطوة الواعدة»، بينما حذر مسئولون عراقيون من إمكانية لجوء رئيس الوزراء المنتهية ولايته نورى المالكى إلى العنف لمواجهة ما اعتبره «خرقاً دستورياً» بتكليف «العبادى» بتشكيل الحكومة الجديدة، فى وقت أعلن فيه «البنتاجون» أنه لن يوسع عملياته العسكرية فى العراق. وقال «أوباما»، فى كلمة مقتضبة أدلى بها أمام الصحفيين: «خطا العراق خطوة واعدة إلى الأمام». وقال إنه تحدث مع رئيس الوزراء العراقى المكلف وحثه على «تشكيل حكومة تضم كل الأطياف». ودعا «أوباما» إلى «انتقال سلمى للحكومة الجديدة فى العراق». ووعد «أوباما» بتقديم «الدعم» لرئيس الوزراء الجديد، مشيراً إلى أن «الولاياتالمتحدة مستعدة للعمل مع الدول الأخرى بالمنطقة للمساعدة فى مواجهة التحديات الإنسانية فى العراق». وأشار «أوباما» إلى أن القوات الأمريكية نفّذت بنجاح هجمات جوية ضد المتشددين الإسلاميين فى شمال العراق. وحث وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، أمس، رئيس الوزراء العراقى المكلف، على «تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن». وكان الرئيس العراقى فؤاد معصوم، أعلن، أمس الأول، تكليف السياسى الشيعى حيدر العبادى، بتشكيل حكومة عراقية جديدة بدلاً من نورى المالكى المنتهية ولايته، الذى كان يرغب فى تشكيل الحكومة للمرة الثالثة، رغم رفض العرب السنة والكرد وأطياف سياسية أخرى. وقال «كيرى» إن «الولاياتالمتحدة ستدرس تقديم مساعدات إضافية فى المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية للعراق بمجرد تشكيل حكومة جديدة تشمل جميع الأطياف». وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية، مساء أمس الأول، أنها لا «تنوى توسيع نطاق ضرباتها الجوية التى تستهدف مقاتلى الدولة الإسلامية إلى مناطق أخرى خارج شمال العراق». وقال الجنرال وليم مايفيل المسئول الرفيع فى الوزارة، خلال مؤتمر صحفى: أنه «منذ إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما السماح بضربات جوية الخميس، شنّت المقاتلات والطائرات من دون طيار 15 غارة ضد مسلحى الدولة الإسلامية». وأشار إلى أن «عدد الطلعات يومياً يتراوح بين خمسين وستين طلعة فوق شمال العراق، فضلاً عن المهام الإغاثية والضربات الجوية». وأكد «مايفيل» أن «الضربات أسهمت فى كبح اندفاعة قوات الدولة الإسلامية حول سنجار (التابعة للموصل) وغرب أربيل». وشدد على أن الهدف من الضربات هو «حماية الدبلوماسيين الأمريكيين فى أربيل». وبينما وقفت الولاياتالمتحدةالأمريكية خلف تكليف «العبادى»، يسود القلق الأوساط السياسية العراقية بعد رفض رئيس الوزراء المنتهية ولايته الاعتراف بقرار تكليف «العبادى»، معتبراً أنه خرق للدستور العراقى، وأنه بلا قيمة. وقال وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى، المعلقة مشاركته فى الحكومة مع الوزراء الأكراد: إن «العراق سيشهد كارثة إذا لجأ (المالكى) للانقلاب على الحكومة الجديدة». ونبه «زيبارى»، فى مقابلة مع قناة «الحرة» الفضائية مساء أمس الأول، إلى احتمال أن «يستخدم (المالكى) العنف عبر الجيش والقوى الأمنية رداً على تكليف رئيس الجمهورية (العبادى) بتشكيل الحكومة الجديدة»، موضحاً أن هذا الاحتمال سيكون «كارثة وانقلاباً». وكشفت مصادر مقرّبة من حزب الدعوة (حزب «المالكى») ل«العربية» أن أنصار «المالكى» يحضرون للتوجه إلى الشارع، وتنظيم اعتصامات فى خطوة أشبه بسيناريو ثورة مضادة. وتتمثل هذه الثورة فى الدعوة للنزول إلى الشارع وتنظيم اعتصامات مؤيدة له، يأتى ذلك وسط حضور أمنى مكثف تعيشه العاصمة «بغداد»، حيث الترقُّب والانتظار على وقع رفض «المالكى» التخلى عن السلطة. وفى اتصال ل«الوطن»، قال الناطق السابق باسم الحكومة العراقية على الدباغ: إن «(المالكى) فى حالة إصراره على الالتزام بالشرعية وترك السلطة يعنى أنه اختار لنفسه نهاية مؤسفة ومأساوية للخروج من السلطة، ويضع نفسه تحت طائلة القانون، وأنه سيتم التصدى له بكل حزم». وقال عضو الائتلاف الوطنى إن «اختيار (العبادى) جرى وفق القانون والدستور، وأخذ كامل الشرعية، وكل الكتل السياسية فى العراق تؤيده، وكسب كل الدعم الدولى. ولكن هناك قلقاً من لجوء (المالكى) إلى العنف لفرض أمر واقع، ولذلك وجّهنا نداءً إلى كل القوى الأمنية بضرورة الامتثال للشرعية تحت قيادة رئيس الدولة ورئيس الوزراء المكلف. واعتبر زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، أمس، «تكليف حيدر العبادى بتشكيل الحكومة الجديدة مقدمة مهمة وفعالة لإنهاء أكثر الأزمات التى يعانى منها الشعب». وأعلنت إيران، فى بيان رسمى، تأييدها تعيين «العبادى» رئيساً جديداً للوزراء فى العراق. على جانب آخر، أعلن المتحدث الرسمى باسم وزارة البيشمركة الكردية العراقية العميد هلكرد حكمت، أن حكومة إقليم كردستان تسلمت الشحنة الأولى من الأسلحة الأمريكية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. ودعا وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، أمس، وزراء الخارجية الأوروبيين إلى عقد اجتماع طارئ للبحث فى احتمال تزويد الأكراد العراقيين بالأسلحة لمواجهة مقاتلى «الدولة الإسلامية» فى كردستان العراق. وصرح الوزير لإذاعة «فرانس إنفو»: «لم يتم بعد تحديد موعد، وأنا أجدد الطلب للقيام بذلك بشكل عاجل».