فيما تواصل الأزمة الليبية التصاعد، انتهت أزمة العالقين المصريين على الحدود الليبية التونسية، غير أن الحديث عن التدخل المصرى الجزائرى عسكريا فى ليبيا، لا يزال مستمراً مما دفع "النهار" لطرح سؤال ما مدى إمكانية حدوث تدخل عسكرى مصرى جزائرى فى ليبيا، وهل هناك تنسيق بين الدول العربية للوصول إلى الاستقرار بليبيا؟ الإجابة فى السطور التالية :- وكيل جهاز المخابرات الأسبق: التنسيق الأمنى بين مصر والجزائر قائم قال اللواء أسامة همام، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، إن التنسيق الأمنى بين مصر والجزائر وتونس بخصوص الأوضاع الجارية فى ليبيا موجود، إلا أنه استبعد أن يكون هناك إجراء عسكرى مشترك فى ليبيا، لأنه ليس هناك طرف واضح يؤخذ ضده الإجراء العسكري، مشيرا إلى أن ليبيا أصبحت دولة بلا دولة والأوضاع هناك غير مستقرة، وأصبحت مطمعا للإرهابيين ومكانا للتدريب والتسليح، وهذا الأمر فى منتهى الخطورة. وأكد وكيل المخابرات الأسبق، فى تصريحات ل"النهار" أن أى اضطرابات فى ليبيا تنعكس على الحدود المصرية، وأن المطلوب هو عودة الاستقرار إلى الدولة الشقيقة، لافتا إلى أن "مصر لن تتورط عسكريا فى ليبيا" لأنه لا يمكن اتخاذ إجراء عسكرى بليبيا إلا إذا كانت هناك دولة مستقرة، موضحا أنه من الممكن أن أساعدها بطرق أخرى غير التدخل العسكرى كالتدريب والخطط، مستطردا أنه عاجلا أو أجلا سيعود الاستقرار إلى ليبيا، وسيتم التنسيق الأمنى مع الجانب الليبي. وانتقد "همام" الأصوات التى تطالب مصر بالتدخل العسكرى فى ليبيا، وقال إن هناك مخططا لإشغال مصر عن نهضتها بما يجرى حولها، مشددا على أن المطلوب هو الحفاظ على الحدود، لافتا إلى أن هناك إجراءات "غير تقليدية" وأساليب جديدة لمراقبة الحدود ستتبعها الدولة لحماية حدودها ومنع دخول عناصر إرهابية إلى أراضيها، مؤكدا أن هناك قلقا مصريا جزائريا تونسيا مما يحدث فى ليبيا وهناك تنسيق أمنى بينهم. الخارجية: أزمة العالقين انتهت ومصر لن تتدخل عسكريا فى ليبيا قال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية، إن أزمة المصريين العالقين على الحدود الليبية انتهت، مشيرا إلى عودة أكثر من أحد عشر ألفا وخمسمائة مصرى من ليبيا، مضيفا أن بضع مئات فقط من المصريين مازالوا فى ليبيا، لافتا إلى أن الوضع تحسن بشدة بفضل الجسر الجوى الذى سيرته وزارة الطيران بالتعاون مع وزارة الخارجية. وأضاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، فى تصريحات خاصة ل"النهار" أن التنسيق مع الجانب التونسى الذى خصص مطارا وميناء بحريا لنقل المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية كان له أثر كبير فى إنهاء الأزمة، حيث قال:"الجانب التونسى تعاون بشكل كبير معنا، وفتح لنا مطارا وخصص ميناء لنقل المصريين العالقين على الحدود". وجدد "عبد العاطي" فى ختام تصريحاته تأكيد "الخارجية" على عدم وجود نية مصرية للتدخل العسكرى فى ليبيا، ونفى ما يتم تداوله حول وجود تنسيق مصري/ جزائرى للتدخل عسكريا فى ليبيا، وقال:" القوات المسلحة المصرية لحماية مصر". خبير عسكري: لا تنتظروا إجراء عسكريا مصريا فى ليبيا قال اللواء محمد بلال، الخبير العسكري، وقائد القوات الجوية فى حرب الخليج، إنه لا يوجد تدخل عسكرى مصرى فى ليبيا ولا ينتظر أن يكون هناك تدخل عسكرى فى ليبيا أو أى دولة أخرى، مشيرا إلى أن التدخلات فى شئون الدول بوجه عام والعسكرية بوجه خاص ممنوعة دوليا، مؤكدا أن العالم تحكمه مواثيق دولية. وأوضح "بلال" فى تصريحاته ل"النهار" أنه لو نظرنا للتدخلات التى حدثت فى أى دولة بالعالم سنجد أنها كانت تحت غطاء شرعي، حتى لو كان هذا الغطاء الشرعى مزيفا، مدللا على حديثه بأن حرب الخليج التى كان قائدا للقوات الجوية المصرية فيها كانت تحت غطاء شرعى من الأممالمتحدة، وكذلك الحرب على العراق وإن كان الغطاء الشرعى فيها مزيفا، وأخير تدخل الناتو فى ليبيا إبان الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي، حيث طلب الناتو من جامعة الدول العربية رسميا منه التدخل، وهو ما كان. وتابع أنه لو حدث تدخل فى ليبيا سيكون تحت غطاء شرعي، مؤكدا أنه مهما حدث ما لم تطلب الحكومة الليبية من مصر التدخل أو الأممالمتحدة، فإن القوات المسلحة المصرية لن تتدخل عسكريا فى ليبيا. تحذير ليبي: الأوضاع خطيرة.. والحوار السبيل الوحيد للخلاص حذر رئيس الوزراء الليبى عبد الله الثنى، فى تصريحات صحفية، من خطورة الأزمة التى تشهدها ليبيا، مؤكدا أن انتخاب البرلمان الجديد خطوة إيجابية تمهد للذهاب إلى طاولة الحوار، التى يرى أنها السبيل الوحيد لخلاص ليبيا وتفادى التقسيم، وقال إن ليبيا كدولة مهددة اليوم، وإذا لم يتدارك الجميع ويشعر بالخطورة ويوحد الصفوف ويجلسون إلى طاولة الحوار، فإن ليبيا ستنقسم يومًا ما، شرقًا وغربًا. وأكد رئيس الوزراء الليبى خلال تصريحاته التى أدلى بها مطلع الأسبوع الجاري، أنه سيتنازل عن السلطة فى حال تم التوصل إلى حكومة جديدة، مضيفا: "أتمنى ومن كل قلبى أن نجد الشخص المناسب وسأكون سعيدًا جدًا حين أسلّم هذه المسئولية والأمانة".