أثارت فكرة تدشين"قائمة سوداء" سواء لرجال الأعمال الذين لم يتبرعوا لصندوق "تحيا مصر" لدعم الاقتصاد أو لما وصفهم البعض بالمتهربين من الضرائب انتقادات واسعة حيث أكد البعض أن التبرع يكون بالاختيار وليس بالإجبار ووصفها البعض بأنها تشهير برجال الأعمال وإعلان الحرب عليهم خاصة في ظل تأكيدات رئيس الوزراء إبراهيم محلب بأنه سيفتح الملفات القديمة إذا لم يتبرع رجال الأعمال ل "تحيا مصر"، خاصة وأن كل من استطاع أن يجني مليارات من هذا الوطن دون أن يعطيه حقه سيتم الكشف عنه، خاصة وأن حق الوطن لابد من أخذه، خاصة وأن الوطن بدون مال لن يستطيع أن يفعل شيئاً، في حين أيد البعض الآخر تلك القائمة مؤكدين أنها خطوة جيدة وفرصة لرجال الأعمال لكى يصلحوا علاقاتهم بالرئيس عبد الفتاح السيسي والتي شهدت توتراً خلال الفترة الماضية إذ إن تلك القائمة تسنح لهم الفرصة في سداد ما أخذوه بطرق غير شرعية. لذا استطلعت " النهار" آراء بعض الخبراء والاقتصاديين حول تلك القائمة وهل تدشينها سيجعل لوبي رجال الأعمال يعلن الحرب الاقتصادية على الرئيس وحكومته؟، أم أنها ستكون لها فائدة اقتصادية وستساهم في حصر أعداد المتهربين من الضرائب؟.. وجاءت إجابتهم خلال السطور القادمة.. في البداية انتقدت الدكتورة عالية المهدي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، تلك القائمة قائلة إن فكرة القائمة السوداء تعد فكرة سيئة للغاية خاصة وأن التبرع لصندوق تحيا مصر يعد اختيارياً وليس إجبارياً ومن ثم فالكشف عن القائمة السوداء سيجعل لوبي رجال الأعمال غير المتبرعين يعلنون الحرب الاقتصادية على الحكومة خاصة وأنه بإمكانهم تعطيل استثمارات داخل مصر ومن ثم فليس من المصلحة أن تدفع حكومة المهندس إبراهيم محلب رجال الأعمال للقيام بذلك خاصة وأن الاقتصاد المصري بات في أشد الحاجة لهذه الاستثمارات. متعثرون وأوضحت المهدي أن رجال الأعمال الذين لم يتبرعوا لصندوق تحيا مصر قد تكون لهم حالات اقتصادية خاصة وأن عدداً منهم قد مر بحالة من التعثر المالي خلال الفترة الماضية في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية للبلاد، لافتة إلى أن وضع قائمة سوداء للرافضين للتبرع يعد بمثابة تشهير بسمعة رجال الأعمال وإظهارهم بمظهر غير لائق بأنهم تخلوا عن مساندة اقتصاد البلاد. وأضافت المهدي أنها رغم رفضها التام لوضع قائمة سوداء لرجال الأعمال الرافضين للتبرع لصندوق تحيا مصر، إلا أنها تؤيد وضع قائمة سواء للمتهربين من الضرائب خاصة وأن هذه القائمة ستساهم في حصر أعداد المتهربين من الضرائب كما أن هذا الأمر سيكشف تقصير عدد من المسئولين في حصر المجتمع الضريبي ومن ثم فالحصول على أموال الضرائب من الممكن ضخها في صندوق تحيا مصر خاصة وأن الضرائب حق أساسي للدولة دون أن تخسر الحكومة رجال الأعمال القادرين على تحقيق التنمية الاقتصادية لمجرد أنهم لم يتبرعوا لصندوق تحيا مصر، إذ أن المبالغ المستحقة من التهرب الضريبي قد تتجاوز مليارات الجنيهات الأمر الذي يساعد اقتصاد البلاد للنهوض واستعادة عافيته دون إعلان الحرب على رجال الأعمال. قائمة سوداء في حين يري الدكتور كمال القزاز، الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ، أن وضع قائمة سوداء لرجال الأعمال يعد خطوة جيدة، خاصة وأن هناك الكثير من رجال الأعمال استطاعوا الحصول على مليارات الجنيهات من الوطن بطرق غير شرعية وعلى الرغم من ذلك لم يسعَ لإعطاء البلاد جزءا بسيطا مما حصل عليه، ومن ثم فامتناعه عن دعم البلاد ومساندة اقتصادها لابد أن يتم الكشف عنه لجميع المصريين لمعرفته، وكذلك المتهربون من الضرائب فهناك على سبيل المثال رجل الأعمال نجيب ساويرس فقد عرض من قبل المصالحة الضريبية مقابل أن يقوم بسداد 6 مليارات جنيه من أصل ما يقرب من 14 مليار جنيه هي قيمة المستحقات المتهرب منها رجل الأعمال، وبالفعل تمت المصالحة، ورغم ذلك قام بالتبرع لصندوق تحيا مصر رغم أنه مازالت عليه مستحقات ضريبية للدولة. وأضاف القزاز أن أعداد المتهربين من الضرائب لا حصر لها إذ إنها لا تتضمن فقط رجال الأعمال بل تتضمن أيضاً أعدادا من الفنانين ولاعبي الكرة ولعل أبرزهم الكابتن محمد بركات وغيره ، قائلاً إنه من الصعب أن يتم حصر أعداد رجال الأعمال الرافضين للتبرع خاصة وأنه لكي يتم ذلك لابد من حصر أعداد رجال الأعمال الذين تبرعوا وهذا الأمر من الصعب تنفيذه خاصة وأن البنوك تلتزم السرية التامة حيال ذلك الأمر، إلا أنه رغم صعوبة ذلك إلا أنه من السهل أن يتم حصر أسماء المتهربين من الضرائب، وإذا تم تنفيذ ذلك فهذا الأمر سيعود بالنفع الحقيقي على الاقتصاد المصري خاصة وأنه سيدفع عدداً من رجال الأعمال للاتجاه للمصالحة الضريبية. حصر المتهربين وأيدته في الرأي الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، قائلة إن وضع قائمة سوداء للمتهربين من الضرائب يعد أمراً هاماً للغاية خاصة وأن الضرائب حق للدولة ، ومن ثم فحصر أعداد المتهربين سيساعد في معاقبة جميع الأجهزة الرقابية التي لم تستطع ملاحقة هؤلاء المتهربين كما أن هذه الأموال ستلعب دوراً إيجابياً في إنعاش الاقتصاد المصري. وأوضحت الحماقي أنه من الصعب حصر أعداد رجال الأعمال الرافضين للتبرع لصندوق تحيا مصر خاصة وأن هناك عدداً من رجال الأعمال تبرعوا للصندوق وعلي الرغم من ذلك لم يقوموا بالكشف عن هويتهم وأسمائهم، موضحة في الوقت ذاته تدشين قائمة سوداء للرافضين للتبرع تؤكد أن الحكومة تواصل مطاردتها لرجال الأعمال، الأمرالذي سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد المصري في الوقت الذي لابد أن تتبع الحكومة سياسة التصالح معهم لدفع عجلة الإنتاج والنهوض باقتصاديات البلاد. لوبى رجال الأعمال وحذرت الحماقي حكومة المهندس إبراهيم محلب من السماح بتدشين أية قوائم سوداء لرجال الأعمال الرافضين للتبرع لصندوق تحيا مصر، خاصة وأن تدشينها سيكون له عواقب اقتصادية سيئة خاصة وأنها قد تدفع لوبي رجال الأعمال لإعلان الحرب الاقتصادية والسعي لإغراق اقتصاديات البلاد، إلا أن الحكومة يمكنها في الوقت ذاته أن تسعي لوضع قوائم سوداء للمتهربين من الضرائب خاصة وأن التبرع يعد عملا اختياريا، ويختلف تماماً عن إلزام سداد الضريبة.