«التحديث الأخير».. سعر الذهب اليوم بعد ختام التعاملات في سوق الصاغة    جلسة حوارية في مؤتمر السكان 2024 تكشف عن استراتيجيات جديدة لتحقيق النمو الشامل    اليوم.. وزارة المالية تبدأ صرف مرتبات شهر أكتوبر 2024 للموظفين    أحمد الجندي: انضمام مصر ل «بريكس» سيحقق لها أكبر استفادة    طيران الاحتلال يستهدف مقر الهيئة الصحية في بلدة البازورية جنوبي لبنان    «70 دولة و15 منظمة» تجتمع بفرنسا لإيقاف الحرب على لبنان    قصف إسرائيلي عنيف على مناطق متفرقة في قطاع غزة    فصائل مسلحة عراقية تنفذ عملية نوعية في الجولان المحتل    الذكاء الاصطناعي يتوقع نتيجة مباراة السوبر المصري بين الأهلي والزمالك    تحرك عاجل من لجنة الحكام تجاه أمين عمر قبل إدارته نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك    الزمالك والأهلي.. أخبار سارة لجماهير الأبيض خلال ساعات بشأن ثلاثي الفريق    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا الجمعة 25 أكتوبر    أول تعليق من المطرب أبو الليف بعد حريق هائل بشقته    مصرع شخص وإصابة 2 في حادث انقلاب سيارة بحدائق أكتوبر    اليوم.. افتتاح الدورة السابعة من مهرجان الجونة بحضور نجوم الفن    علي الحجار يحيي «حفل كامل العدد» بمهرجان الموسيقى العربية.. (صور)    علي الحجار: مهرجان «الموسيقى العربية» عالمي.. وهذا الفرق بين المطرب والمغني    بدائل الشبكة الذهب للمقبلين على الزواج.. خيارات مشروعة لتيسير الزواج    ماذا يحدث عند وضع ملعقة من السمن على الحليب؟.. فوائد مذهلة    موعد بداية التوقيت الشتوي 2024 في مصر وطريقة ضبط الساعة    تجديد حبس فني تركيب أسنان قام بقتل زوجته وألقى بجثتها في الصحراء بالجيزة    الأحد.. هاني عادل ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الخميس 24 أكتوبر 2024    سيارات رباعية وصواريخ.. نتنياهو يكشف خطة حزب الله لغزو إسرائيل    وزارة الصحة: أكثر من 131 مليون خدمة طبية مجانية ضمن حملة "100 يوم صحة"    لاعب الزمالك السابق يكشف ملامح تشكيل الفريق أمام الأهلي    بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الفراخ وكرتونة البيض في الشرقية اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024    أستون فيلا وليفربول بالعلامة الكاملة، ترتيب دوري أبطال أوروبا بعد الجولة الثالثة    تبدأ من 40 دينارا.. أسعار تذاكر حفل أصالة نصري في الكويت    حب وحظ وحسد.. عبير فؤاد تكشف عن أبراج تتغير حياتهم الفترة القادمة (فيديو)    موعد مباراة ريال مدريد القادمة في الدوري الإسباني    خالد الجندى: سيدنا النبى كان يضع التدابير الاحترازية لأى قضية    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواطنين بمدينة نصر    لا توجد ضحايا.. الطيران الأمريكي البريطاني يستهدف مطار الحديدة باليمن    3 عقوبات تنتظرهم.. وليد صلاح يكشف الحكم الذي ينتظر ثلاثي الزمالك بالإمارات (فيديو)    المراجعة الرابعة لبرنامج مصر مع صندوق النقد.. نوفمبر المقبل    محافظ بورسعيد للمعلمين المحالين للمعاش: رسالتكم لم تنتهِ.. وأبناؤكم وأحفادكم أمانة فى أيديكم    قصف مدفعي وسط وشرق مدينة رفح الفلسطينية    وفاة و49 إصابة خطيرة.. اتهام ماكدونالدز أمريكا بتفشي مرض في الوجبات    ناصر القصبي يغازل فتاة روبوت في ثاني حلقات "Arabs Got Talent" (صور وفيديو)    «شكرا أخي الرئيس».. كل الأجيال لن تنسى فضله    «اتصالات النواب» توضح حقيقة رفع أسعار خدمات الإنترنت    ضبط المتهم بواقعة سرقة قرط طفلة بالشرقية    نشرة التوك شو| موعد المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي.. وحقيقة رفع أسعار خدمات الإنترنت    القبض على سائقين قتلا شخصًا في عين شمس    أكروباتية خرافية من هالاند.. سيتي يقسو على سبارتا براج بخماسية في دوري أبطال أوروبا    قصة عجيبة.. سيدة تدعو على أولادها فماتوا.. والإفتاء تحذر الأمهات من ساعة الإجابة    أذكار النوم: راحة البال والطمأنينة الروحية قبل الاستغراق في النوم    منها إجبارهم على شرب مياه ملوّثة .. انتهاكات جديدة بحق المعتقلين بسجن برج العرب    الذكرى ال57 للقوات البحرية| الفريق أشرف عطوة: نسعى دائما لتطوير منظومة التسليح العسكري    حزب مستقبل وطن بالأقصر ينظم قافلة للكشف عن أمراض السكر بمنطقة الكرنك    الأكاديمية الطبية العسكرية تنظّم المؤتمر السنوى ل«الطب النفسي»    جامعة الأزهر تكشف حقيقة شكاوى الطلاب من الوجبات الغذائية    «آركين».. «كل نهاية بداية جديدة»    تهنئة بقدوم شهر جمادى الأولى 1446: فرصة للتوبة والدعاء والبركة    «المصريين الأحرار»: لا يوجد نظام انتخابي مثالي.. والقوائم تتجنب جولات الإعادة    وزير الصحة يبحث دعم خدمات الصحة الإنجابية مع إحدى الشركات الرائدة عالميا    محافظ المنيا: تقديم خدمات طبية ل 1168 مواطناً خلال قافلة بسمالوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قائد الحرس الجمهورى فى عهد مبارك و مرسى يكشف مفاجات جديدة عن المخلوع
نشر في النهار يوم 08 - 08 - 2014

فى أبريل 2009 اختير اللواء نجيب عبدالسلام قائداً للحرس الجمهورى فى عهدى الرئيسين المخلوع حسنى مبارك والمعزول محمد مرسى، وشهد الأحداث ووجه النصائح، ولكن أحداً لم يسمع ولم يتحرك. تابع اللواء عبدالسلام أحداث الثورة منذ انطلاقها وحتى رحيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى الحادى عشر من فبراير 2011، وخلال هذه الفترة كان شاهداً على وقائع ما جرى من خلف ستار. وبعد رحيل مبارك عن الحكم، ظل قائداً للحرس الجمهورى حتى أبعده الرئيس المعزول محمد مرسى عن موقعه، فى الثامن من أغسطس 2012 وتحديداً بعد حادث رفح الذى راح ضحيته 16 شهيداً فى الخامس من أغسطس 2012. اللواء نجيب عبدالسلام خرج عن صمته وتحدث إلى وسيلة إعلامية للمرة الأولى، وأدلى بحديث مطوّل على عدة حلقات للزميل الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، تجرى إذاعتها فى برنامج «حقائق وأسرار» على قناة صدى البلد. فى الحلقة الأولى يتحدث اللواء نجيب عبدالسلام عن تفاصيل ما جرى قبل وأثناء ثورة 25 يناير 2011 ويشير إلى أن مخطط التوريث وتزوير انتخابات مجلس الشعب وانتشار الفساد واستغلال النفوذ فى البلاد كانت من العوامل التى دفعت الشعب المصرى إلى الثورة. وإلى نص الحلقة الأولى من الحوار:
■ فى أبريل 2009 توليتم منصب قائد الحرس الجمهورى.. ما أسباب اختياركم لهذا المنصب تحديداً؟
- هذا منصب رفيع يتمناه أى قائد فى القوات المسلحة، وهذا الترشيح يجرى بواسطة القائد العام للقوات المسلحة، المشير طنطاوى فى هذا الوقت، وأيضاً لا بد أن يحظى بموافقة السيد رئيس الجمهورية، وحين يجرى الترشيح من الجهة المختصة يجب أن تكون هناك مواصفات للشخص الذى يجرى اختياره، بأن يكون مثلاً قائداً لجيش تعبوى، وسبق له أن قام بأعمال بارزة فى مهام عمله. وبالنسبة لى جرى إسناد مهمة قيادة تحرير الرهائن الألمان والإيطاليين الذين جرى خطفهم فى هذا الوقت، وجرى بالفعل تحرير الرهائن دون أى خسائر بشرية فى هذا الوقت. اللواء عبد السلام خلال حواره مع مصطفى بكرى
■ ماذا حدث فى هذه الواقعة تحديداً؟
- كانت هناك مجموعة من السائحين الألمان والإيطاليين بصحبة مجموعة من المرشدين المصريين والمرافقين لهم فى المنطقة الحدودية المشتركة بين مصر وتشاد والسودان، واستطاعت مجموعة إرهابية أن تتسلل وتخطف السياح فى هذا الوقت، وكانت لهم مطالب مادية ضخمة، وأخذنا على عاتقنا بما أن الواقعة على أرض مصرية فالجيش المصرى قادر فعلاً على تحرير المختطفين من خلال القوات الخاصة، فضلاً عن تعاون جهاز المخابرات العامة المصرية وبعض أجهزة المخابرات الأجنبية معنا لإنهاء هذه الأزمة. وخلال 17 يوماً تمكنا من حصارهم وإبقائهم فى هذا المثلث المشترك بين تشاد والسودان من جهة، والأراضى المصرية من جهة أخرى، ونتيجة التنسيق المشترك مع السودان وتشاد نجحنا فى تحرير الرهائن، بعد أن أطلق الإرهابيون سراحهم، وكانت لحظة فارقة فى تاريخ مصر، أسعد هذا الخبر الرئيس مبارك والقيادة العامة للقوات المسلحة، وكنت فى هذا الوقت قائداً للمنطقة الجنوبية، وكان لهذه العملية دور كبير فى رفع أسهم مصر لدى الرأى العام العالمى، وكانت من أهم الأسباب التى دفعت القيادة ترشيحى لمنصب قائد قوات الحرس الجمهورى. جمال مبارك كان يتصرف كرئيس دولة والآخرون كانوا يعاملونه كذلك
■ وماذا جرى فى اليوم الأول لتوليك هذا المنصب ودخولك إلى قيادة الحرس الجمهورى؟
- بالقطع حدثت المقابلة مع السيد رئيس الجمهورية، وهو أمر طبيعى، والحرس الجمهورى هو فرع من أفرع القوات المسلحة، ولكن لديه تشكيلاته الخاصة التى لها مهام معينة، وتتلقى الأوامر من جهات محددة، من رئيس الجمهورية بشكل مباشر، خصوصاً فى أوقات السلم، ولكن فى ظل وجود أوضاع استثنائية أو خاصة كما حدث فى 25 يناير 2011، هنا يكون دور الحرس الجمهورى ضمن منظومة القوات المسلحة، ومن هنا فإن تولى هذا المنصب الرفيع يستلزم أن يكون هناك إلمام بالأوضاع السياسية والاستراتيجية للدولة، فضلاً عن مهمة تأمين رؤساء وملوك الدول المستضافة لدينا.
■ والأوامر التى صدرت إليكم خلال أحداث الثورة فى 25 يناير 2011، هل كانت من رئيس الجمهورية أم من القائد العام للقوات المسلحة؟
- لو عدنا بالأحداث إلى الخلف قليلاً، فإن العبء كان كبيراً على القوات المسلحة فى تأمين الدولة وحدودها الخارجية المختلفة، والأصل فى ذلك أن الحرس الجمهورى هو العنصر القتالى فى تأمين رئاسة الجمهورية، ويتلقى تعليماته وأوامره من رئيس الجمهورية مباشرة، ولكن إذا ما تحدثنا عن الشرعية الدستورية ومفهومها فنحن ندخل هنا فى إطار منظومة القوات المسلحة.
■ وماذا عن موقف زكريا عزمى؟
- توقع انقلاب الأوضاع، وربما كان هو الوحيد الذى اجتاحه القلق، وقال تحديداً بعد حادث إحراق المواطن لنفسه أمام مجلس الشعب «يا جماعة الموضوع الذى حدث فى تونس سينتقل إلى مصر ولازم نكون جاهزين وعلينا أن نسأل أنفسنا من الآن ماذا سنفعل»، وفى هذا الوقت سألنى زكريا عزمى: «إذا حدث هذا كيف سنتصرف؟» فقلت له بتلقائية شديدة: «نحن بالأساس مهمتنا هى حماية شعبنا وأرضنا»، ثم سأل عمر سليمان، فلم يجب عمر سليمان عن السؤال وهز رأسه فقط فى إشارة تعكس إحساسه بخطورة الوضع، وبعد عودتنا إلى القاهرة تزايدت حدة القلق لدينا، لكن وزير الداخلية حبيب العادلى بأسلوبه المنفر للشعب هو الذى أوصل الأمور إلى هذا الحد، وكنا نتمنى بالفعل أن تحدث تغييرات معبرة عن آمال الشعب، وأن يجرى القضاء على الفساد وأن يعرف الناس حقوقهم وواجباتهم، وعلى المستوى الشخصى كنت آمل فى حدوث هذا التغيير وإلا فلماذا نحن موجودون؟ فنحن جميعاً دون الشعب لا نساوى شيئاً. «مبارك» سجل خطاب 1 فبراير 11 صباحاً ولم يذع الخطاب إلا 11 مساء
■ وهل تعتقد أن تزوير انتخابات مجلس الشعب لعام 2010 كان السبب الحقيقى وراء هذا الانفجار الكبير؟
- هذا أمر لا شك فيه، لقد شعرنا جميعاً بالعار من جراء هذا التزوير، فالأمور كانت واضحة تماماً، لدرجة أن بعض القادة داخل مؤسسة الرئاسة طلبوا عدم ترشيح فتحى سرور لرئاسة مجلس الشعب فى هذا الوقت، ولكن كان هناك تصميم على الخطأ، ما أوصل المواطنين إلى درجة الغليان، لأن الدولة ليست ملكاً لشخص أو لمجموعة أشخاص بل هى ملك للشعب بالأساس.
■ ألم يجرؤ أحد على تحذير الرئيس مبارك فى هذه الفترة من خطورة تزوير انتخابات مجلس الشعب وتردى الأوضاع فى البلاد؟
- بالنسبة لى فعلت ذلك، حاولت أن أوضح الأمر لرئيس الجمهورية، وقلت له إن انتخابات مجلس الشعب كان فيها نوع من الالتواء كثيراً وفساد أيضاً، والحقيقة أن الرئيس مبارك لم يعطنى فرصة لأن أكمل، واعتبرت أن قصده هو أنه ليس من مسئوليتى أن أتحدث فى السياسة لأننى رجل عسكرى ولى مهمة محددة، ولكن رأيى كان بوازع وطنى، وبعدها شعرت بسعادة نفسية لأننى قلت رأيى بصراحة فى هذا الوقت.
■ هناك من قال إن الرئيس مبارك لم يعد يهتم بشئون الحكم بعد وفاة حفيده «محمد» ما رأيك فى ذلك؟
- هذه الفترة لم أحضرها كاملة، ولكن بحكم الاطلاع على الأوضاع، كان هذا الوقت هو أفضل وقت يعتزل فيه الرئيس مبارك الحياة السياسية ويتركها لمسئولين آخرين، بما يرضى الشعب ويرضى الدولة لكى تكون قوية وعظيمة وحرة، ولكن بالفعل كان «وهن» الرئيس وضعفه فى هذه الفترة هو الباب الذى دخل منه مجموعة من الأشخاص كانت لهم مآرب وتطلعات شخصية، وكانت الطامة الكبرى وبداية فتح أبواب الفساد.
■ توليتم منصبكم فى 9 أبريل 2009، وأوباما جاء إلى القاهرة فى مايو 2009، بداية لماذا لم يذهب معه الرئيس مبارك إلى جامعة القاهرة؟
- زيارة الرئيس الأمريكى أوباما كانت مهمة جداً بالنسبة لنا، فهى لم تكن زيارة رسمية وإنما زيارة شبه خاصة، وفى هذا الوقت حين حضر أوباما قال لنا الرئيس مبارك «لن أذهب معه لأنى أريده أن يرى مصر دون أن يرشده أحد عن شىء أو يملى عليه شىء».
■ ولكن الرئيس مبارك كان فى هذا الوقت يعانى من حالة إعياء شديدة بسبب المرض؟
- كانت حالة الإعياء واضحة بالفعل، ولكن الزيارة مرت بسلام، وعلى الرغم من أننا كنا نتوقع أن يثير الرئيس الأمريكى أوباما مسألة التوريث، ولكن يبدو أنه شعر بالإحراج فى أول زيارة له إلى مصر، فضلاً عن الإعياء الذى كان واضحاً على الرئيس.
■ وكيف كنت ترى مظاهر التوريث فى هذا الوقت؟
- كنا بدأنا نشعر أن الوضع فى مصر أصبح مهلهلاً، وأن الفساد بدأ يتغلغل بشدة، وأن صانعى القرار كانوا يتحركون بعصبية وبتوتر فى صنع القرار، وكانوا يتحركون فى اتجاه توريث الحكم لمصلحتهم هم قبل مصلحة البلاد.
■ وماذا عن موقف عمر سليمان والمشير طنطاوى من ملف التوريث؟
- كانا يرفضان التوريث بالقطع، بل إن جميعنا كان يرفض ذلك، صحيح لم يكن هناك تصريح مباشر بذلك من السيد عمر سليمان أو المشير طنطاوى، ولكن كانت هناك تصرفات منهما تستطيع من خلالها أن تدرك رفضهما الكامل لمسألة التوريث. جمال مبارك
■ وهل صحيح ما يردده البعض من أن مبارك كان رافضاً لتوريث نجله أيضاً؟
- مبارك كان يتابع ويراقب الأحداث ليرى رد فعل الشعب والقيادات المختلفة ولم تمهله الأيام.
■ ولكن جمال مبارك كان فى هذا الوقت يقوم بدور أشبه بدور مدير مكتب الرئيس؟
- ليس إلى هذا الحد، ولكن كان له رأيه فى بعض الأمور باعتبار أنه فى يوم من الأيام سيصبح رئيس دولة.
■ مع بدايات الثورة، كيف كنت ترى الأوضاع داخل الحرس الجمهورى؟
- كان مفهوماً فى هذا الوقت أن وزير الداخلية لديه القدرة على فض المظاهرات فى أى مكان مهما كان حجمها، وبالتالى كانت هناك ثقة فى الرئاسة فى قدرته على فض المظاهرات، حتى إننا جميعاً كنا نظن أن ما حدث فى 25 يناير مظاهرة مثل أى مظاهرة أخرى، ولم يتوقع أحد أنها سوف تصل إلى درجة الثورة، ولذلك لم يكن هناك استعداد كامل للتعامل مع هذا الحدث المهم. الرئيس الأسبق عرض على «طنطاوى» تولى منصب «النائب».. ولكن «المشير» رفض لقناعته بأنه جزء من منظومة القوات المسلحة واستكمال دوره للسيطرة على مقاليد الأمور
■ فى آخر لقاء للرئيس بالمثقفين فى معرض الكتاب كانت لديه ثقة كبيرة فى استقرار الأوضاع، من أين جاءته هذه الثقة فى وقت كانت البلاد تموج باحتجاجات عديدة؟
- بحكم قربى من مؤسسة الرئاسة أستطيع القول إن هناك سببين وراء ذلك. الأول، ثقته الكبيرة جداً فى وزير الداخلية حبيب العادلى وقدرته على التعامل مع هذه الأحداث وفض المظاهرات أو أى شغب ينجم فى البلاد. والثانى، رهانه على الشعب وثقته بأن الشعب سيقف إلى جانبه، وهذا بسبب التقارير المضللة التى كانت تصل إليه.
■ بالعودة إلى ما حدث فى الخامس والعشرين من يناير هل كان الرئيس على علم بالتقارير التى كانت ترصد الدعوة التى انطلقت على «فيس بوك» للتظاهر؟
- كانت التقارير التى تصل إلى الرئيس تؤكد أنها مظاهرات عادية مثل سابقتها ولا تأثير لها، وأن الأمور سوف تكون مستقرة، ولكن ما حدث كان شيئاً آخر، لقد تسارعت الأحداث وبدت غير واضحة، ولم تكن هناك متابعة على الأرض إلا لرجال وزارة الداخلية، باعتبار أن هذا من مهام عمل الوزارة فى السيطرة على الأمور والحيلولة دون تفاقم الأوضاع.
■ بحكم وجودكم كقائد للحرس الجمهورى، كيف اتخذ قرار نزول الجيش إلى الشارع؟
- يوم 28 يناير بالتحديد، شعرت بارتباك شديد فى كل أجهزة الدولة وعدم قدرتها على متابعة الأحداث بشكل قوى وفاعل، إلى أن فوجئت باتصال من الرئيس مبارك فى الخامسة إلا ربع مساء نفس اليوم، وطلب منى أن أؤمن مبنى الإذاعة والتليفزيون، وهذا من مهام الحرس الجمهورى فى حال وجود أى تهديد مباشر للمبنى، وفى نفس الوقت صدرت الأوامر للقوات المسلحة بتأمين المؤسسات والمنشآت العامة والأهداف الحيوية على مستوى الدولة، وكان المخطط هو أن يجرى تأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون خلال 17 دقيقة من صدور الأوامر، خصوصاً بعد اختراق العديد من المبانى القريبة للمبنى، واستطعنا والحمد لله تأمين المبنى خلال 12 دقيقة فقط، ولو كنا تأخرنا دقيقة ونصف الدقيقة عن ذلك لاحترق المبنى عن آخره. فالمبنى كان سيجرى احتلاله، كما أكد وزير الداخلية، وحين وصلنا إلى هناك كان هناك 32 شخصاً ومعهم زجاجات المولوتوف ويستعدون لحرق المبنى، بعد أن دخلوا إلى فنائه، فألقينا القبض عليهم، وجرى تسليمهم للجهات المعنية، خصوصاً أن الداخلية كانت قد انهارت تماماً وفقدت القدرة على السيطرة.
■ وهل كان لدى رئيس الدولة فى هذا الوقت قناعة بأن تنظيم الإخوان من يقف وراء هذه الأحداث؟
- نعم، هو قال إن ما يجرى من أحداث فى هذا الوقت هو من صنيعة جماعة الإخوان والجماعات الأخرى المتعاونة معها، لكن كان هناك فقدان للسيطرة على الأمور التى كانت تتسارع بشدة، وكانت القوة الوحيدة على الأرض هى القوات المسلحة.
■ فى هذا اليوم ألقى الرئيس مبارك خطاباً قال فيه إنه سيشكل حكومة جديدة ويعين نائباً للرئيس، ماذا جرى فى هذا الوقت؟
- كانت الأزمة السياسية تزداد تفاقماً، وكان هناك بطء فى اتخاذ القرار، حتى إن الرئيس سجل خطابه يوم 1 فبراير فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً ولم يذع الحديث إلا فى الحادية عشرة مساءً، وعلى الرغم من الإيجابية التى خلّفها الخطاب، وبدء الجماهير فى الانصراف والعودة إلى بيوتها، فإن الشارع فوجئ بموقعة الجمل، فعادت الجماهير مرة أخرى بسبب بطء اتخاذ القرار وعدم القدرة على التعامل سريعاً مع الأحداث بشكل ينهى الأزمات ولا يعقدها.
■ وهل عرض مبارك على المشير طنطاوى أن يكون نائباً له؟
- هذا حدث بالفعل حين عرض عليه الرئيس مبارك تولى هذا المنصب، إلا أن المشير طنطاوى يعتبر نفسه جزءاً من منظومة القوات المسلحة، وكان على قناعة بأنه يجب أن يكمل دور القوات المسلحة فى السيطرة على مقاليد الأمور، ويتفرغ لها للعبور بالدولة إلى بر الأمان.
■ فى تقديرك لماذا زار الرئيس مبارك ومعه النائب عمر سليمان وجمال مبارك مركز عمليات القوات المسلحة فى وزارة الدفاع يوم 30 يناير 2011؟ - هذا ظرف استثنائى، والزيارة تكون طبيعية فى هذا الوقت، خصوصاً أن الرئيس سعى لأن يطمئن بنفسه على أوضاع البلاد.
■ لكن لماذا اصطحب الرئيس معه نجله جمال مبارك؟ ألم يكن ذلك مستفزاً فى هذا الوقت؟
- كانت هناك بعض الأمور خارج السيطرة، وكان جمال مبارك يشارك فى لقاءات كثيرة دون أى صفة، وتعوّد الجميع على ذلك فى مثل هذه الأمور وفى هذه الأماكن، وكان ذلك يحدث دون تخطيط أو التزام، مع الوضع فى الاعتبار أن مسألة «التوريث» كانت ثابتة فى أذهان البعض ويجرى التعامل معها على أنها حقيقة ستحدث فى المستقبل.
■ ألم يشعر الرئيس أن ذلك يستفز الناس؟
- وجهة نظر الرئيس وقتها أن الناس مشغولة فى أحداث الثورة والمظاهرات، وتناسى الجميع ما يحدث فى البلاد وضرورة التركيز للبحث عن حلول تضمن كيفية العبور من هذه الأزمة.
■ طالب الفريق سامى عنان، المشير طنطاوى بالانقلاب فى 29 يناير 2011، إلا أن المشير رفض ذلك، هل كانت لديكم معلومات عن هذا الأمر؟
- لم تصلنا وقتها أى معلومات عن احتمال حدوث انقلاب من الجيش، والقوات المسلحة ليس فى عقيدتها التغيير عن طريق الانقلابات إلا فى الظروف القسرية، أو أن الشعب هو الذى يطلب منها ذلك، والشعب لا يطلب انقلاباً وإنما انحيازاً من القوات المسلحة لتقف جانبه وتدعم مطالبه المشروعة، ذلك أن الشرعية الحقيقية والأصيلة هى للشعب بالأساس، من هنا كان موقف القوات المسلحة جنباً إلى جنب مع الشعب وتحقيقاً لمطالبه المشروعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.