ربما يكون بطلا فى عمل فنى، وربما يكون وسيلة لجذب الأنظار، بينما يلجأ إليه آخرون ليسجلوا على أجسادهم كلمات أو رسومات تحمل دلالات خاصة بهم. لكن «التاتو» أو الوشم بالنسبة لأسامة أيوب هو السلعة التى يبيعها للزبائن، والسعر وفقا للحجم. لم يكن أسامة يتصور عندما قرر أن يفتح محلا للتاتو أنه سيجد زبائن كما هو الحال فى محال التاتو فى الخارج، لكن إقبال الزبائن عليه فاجأه. يقول أسامة: «عندما بدأت العمل فى هذا المجال، لم أكن أتوقع أن ثقافة رسم الوشم منتشرة فى مصر إلى هذا الحد، على الرغم من كون (التاتو) معروفا فى مصر منذ قرون لكن بأسماء مختلفة مثل دق العصافير أو دق الصلبان». الفنانون هم أهم دعاية لسلعة «أيوب»، كما يقول، فوشم الفنان عمرو دياب والفنانتين غادة عبدالرازق وهيفاء وهبى ومؤخرا وشم الفنان خالد الصاوى في فيلم «الفيل الأزرق» دفعت بمعجبي هؤلاء الفنانين إلى محله لتقليدهم ورسم «تاتو». وبخلاف من يرسمونه لتقليد أهم الفنانين أو ك«موضة»، هناك من يرسم سره على جسده من خلال التاتو، حيث يقول أسامة: «بعض الزبائن يرسمون كلمات لا يفهمها أحد سواهم ليحتفظوا بالمعنى لأنفسهم، والبعض يكتب بلغات مختلفة كالصينية، بينما يفضل آخرون أن يرسموا التاتو فى أماكن لا يراها أحد». أسعار «التاتو» في متجر أسامة تبدأ من 200 جنيه وقد تصل إلى 15 ألف جنيه أو أكثر، حيث يقول أيوب: «السعر يقدر حسب مساحة الرسمة وما تحتاجه من وقت وجهد»، ويؤكد أن سبب تكلفتها العالية يرجع إلى تكاليف شراء الأدوات المستخدمة فى صناعتها من الخارج، بالإضافة إلى تكاليف الشحن والجمارك. مشهد الرسم المؤلم يغيب عن متجره، حيث يستخدم أسامة بنجا موضعيا لتخدير الزبون وعدم شعوره بالألم. ما بين مئات «التاتوهات» التى رسمها، لم ينس أسامة عَلَم مصر الذى رسمه لشاب خلال أيام ثورة يناير، وتحديدا يوم 29 يناير، على ذراعه، والذى قال عنه: «أكتر واحد جه حسيت انه عارف قيمة التاتو».
