تبدأ اليوم فى القاهرة، الجولة الأولى من مفاوضات وفد الفصائل الفلسطينية الموحد، بشأن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد تأكيدات فلسطينية بوصول الوفد، فيما انهارت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين جيش الاحتلال والمقاومة، وتبادل الطرفان الاتهامات باختراق اتفاق التهدئة. وأعلن الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم «صحة غزة»، استشهاد 40 فلسطينياً على الأقل خلال ساعتين من الإخلال بالتهدئة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلى أسر أحد جنوده فى غزة. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إن الأسير هو ملازم ثانٍ فى لواء «جفعاتى» الذى يتولى تأمين معبر «كرم أبوسالم»، وارتفع قتلى جيش الاحتلال إلى 71. من جانبه، أكد ياسر أبوسيدو، مفوض العلاقات الخارجية بحركة فتح بالقاهرة، أن الوفد الفلسطينى سيصل القاهرة اليوم بكامل هيئته. وأوضح مصدر رئاسى أنه كان من المقرر أن تُجرى مصر مفاوضات غير مباشرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية من ناحية والوفد الإسرائيلى من ناحية أخرى، فى إطار المبادرة المصرية. وقالت مصادر مطلعة إن مصر رفضت ضغوطاً أمريكية لضم قطر وتركيا إلى مفاوضات القاهرة. وقال جمال الشوبكى سفير فلسطين فى القاهرة، إن الوفد سيصل القاهرة اليوم، سواء حضر الوفد الإسرائيلى أم لا، وأوضح فى مكالمة هاتفية من رام الله عقب انتهاء اجتماع عصر أمس، بمشاركة الرئيس محمود عباس أبومازن، أن الوفد موحّد وسيتحدث باسم الشعب كله. وكشف مصدر دبلوماسى عربى عن زيارة سرية قام بها مبعوث تركى إلى إسرائيل أمس الأول لإجراء مفاوضات مع الجانب الإسرائيلى حول الهدنة، فى الوقت الذى طلب فيه خالد الحمد، وزير الخارجية القطرى، من الرئيس الفلسطينى إرسال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، إلى الدوحة منذ يومين من أجل التشاور. من ناحية أخرى، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن الوزارة تلقت تقارير تفيد أن الضابط الإسرائيلى الذى أسرته حركة «حماس» وتسبب فى انهيار الهدنة الإنسانية فى غزة يحمل الجنسية البريطانية. وذكرت القناة «الرابعة» البريطانية أن المخطوف هو هادار جولدن «إسرائيلى- بريطانى» قريب من وزير الدفاع الإسرائيلى، موشيه يعلون. وقال مصدر دبلوماسى فلسطينى إن الوفد الفلسطينى سيُجرى مباحثات مكثّفة اليوم (السبت) مع الجانب المصرى، على أن تبدأ المباحثات مع الجانب الإسرائيلى غداً (الأحد). وكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن كواليس مكالمات هاتفية بين «كيرى» ومبعوث الأممالمتحدة فى غزة، روبرت سرى، وقطر، لدفع جميع الأطراف إلى التوجه للمفاوضات فى القاهرة. وقالت «مساء الاثنين، بدأ (كيرى) الاتصالات ب(نتنياهو)، وعرض تجديد الوساطة القطرية والمصرية لوقف إطلاق النار، وكان يقطع حديثه معه للاتصال بوزير الخارجية القطرى خالد العطية، للاطلاع على شروط حركة حماس، وبدءاً من مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء، حاول (كيرى) و(سرى) الضغط على الجانبين لدفعهما نحو التفاوض، وطلب (كيرى) من قطر الضغط على (حماس) لتغيير موقفها، وهو ما فعلته الدوحة بالفعل». من جانبه، أدان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، العمليات الإرهابية التى تنفذها جماعات باسم الدين، منتقداً فى الوقت نفسه الصمت الدولى تجاه «المجازر» الإسرائيلية فى قطاع غزة. وقال فى كلمة، أمس: دماء أشقائنا فى فلسطين تُسفك فى مجازر جماعية، لم تستثنِ أحداً، وجرائم حرب ضد الإنسانية، حتى أصبحت للإرهاب أشكال مختلفة، سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول، وهى الأخطر، بإمكاناتها ونواياها ومكائدها». وقالت مصادر إخوانية، إن التنظيم الدولى، طالب حركة حماس بالثبات على موقفها، ورفض المبادرة المصرية لوقف العدوان الإسرائيلى، مقابل ضخ أموال ل«حماس» لإعادة تسليحها.