نشر تنظيم داعش فيلم فيديو قصيرا تتوعد فيه الجنود العراقيين الذين لا تزال تحدوهم الرغبة في القتال بأنهم معرضون للاعتقال بشكل جماعي والاعدام. وانتشر مقطع الفيديو ومدته 30 دقيقة خلال عطلة عيد الفطر وهو يلقي الضوء على الخطط التي يرجح أن تتبعها الجماعة المتشددة بينما تتقدم في حملتها العسكرية. وبعد الاستيلاء على بلدة في غارات عسكرية خاطفة يظهر المسلحون في الفيديو وهم يقفون مشرفين على عشرات من الجنود العراقيين المكبلين المذعورين. ويسخر احد المسلحين من جندي عراقي بدا مرتديا ثيابا مدنية فوق بزته العسكرية خوفا من التعرف عليه وقتله. ويبدو الجندي في الفيديو وهو يستجدي الرحمة من دون جدوى. وبعدها يقود المسلحون عشرات الجنود إلى حفرة في الصحراء حيث يعدمونهم واحدا تلو الآخر بأعيرة نارية تنطلق من أسلحة آلية وتستقر في رؤوسهم. وبعد ذلك يتأكد أحد مسلحي داعش من مقتلهم عبر القيام بجولة أخيرة وفتح النار عليهم واحدا واحدا. كما تظهر في الفيديو مجموعة أخرى من الجنود وقد اقتيدت إلى ضفة نهر حيث يعدم كل واحد برصاصة في الرأس من مسدس ثم يلقى به في المياه ويبدو منفذ الإعدام واقفا وسط بركة ضخمة من الدماء. ويبدو القائد وهو يقول لمسلحيه "لقد أعزنا الله حين أذن لنا بالجهاد". ولم يبد واضحا متى أو أين صور الفيديو. وتظهر في الفيديو مشاهد ليلية للمسلحين وهم يدخلون إلى مدينة على متن شاحنات وسيارات الهامفي أمريكية الصنع التي غنموها من الجيش العراقي في الشهر الماضي. وصورت قوافل المتشددين الإسلاميين وهي تنقل دبابات صغيرة ورشاشات ثقيلة على مقطورات. كما يظهر في الفيديو عدد من المسلحين الراجلين يندفعون نحو مبان حكومية على طرق ترابية وبينما تكسب جماعة داعش المعركة تظهر في الفيديو وحدات صغيرة من المسلحين على متن شاحنات وهي تقف بالقرب من سيارات المدنيين في الطرقات في وضح النهار وتطلق النار على السائقين الذين يفقدون السيطرة على مركباتهم. ويتوجه عدد من المسلحين إلى سيارة فان ويفرغون رصاصات رشاشاتهم الكلاشينكوف عبر النوافذ ليتأكدوا من اتمام مهمتهم. بعد ذلك تتركز الكاميرا على رجال امن عراقيين يقفون على أبراج مراقبة حيث يتصيدهم قناصو داعش واحدا تلو الآخر. ويمكن سماع احد المسلحين على الفيديو وهو يبكي من الفرح بينما يعلن أن سامراء وقعت بأيدي المتشددين. وإذ يؤكد سكان سامراء والقوى الأمنية أن الحكومة لا تزال تسيطر على المدينة فمن المحتمل أن تكون المشاهد التي صورت في الفيديو هي صور الاستيلاء على مدينة أو بلدة أخرى. وبعد إظهار مشاهد اعدام الجنود تبدو في الفيديو مشاهد تفجير أضرحة وتسوية مساجد بالأرض فضلا عن مشاهد أخرى لأهالي المدينة وهم يرحبون بدخولهم. وأدى الظهور المفاجئ لجماعة داعش إلى إذكاء التوتر الطائفي بين السنة والشيعة وزاد المخاوف من عودة البلاد إلى الحرب الأهلية التي وصلت ذروتها عامي 2006 و2007.