تستعد الدراما الرمضانية على أن تحزم حقائبها وتلملم أوراقها تمهيدا لأن ترحل بعد موسم مثير للجدل تابع الجمهور خلاله عشرات المسلسلات التليفزيونية والإذاعية والبرامج الحوارية والمسرحيات الجماهيرية .. موسم هو الأول بعد الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من الحكم والتخلص من الفاشية الدينية التى كادت أن تطغى على كل مناحى الحياة، وهو الأول بعد شهر من انتخاب المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية .. لذا جاء الموسم محملا برياح المعارك السياسية وغبار الأحداث الواقعية التى ألمت بالوطن فى الأعوام الثلاثة الأخيرة، ولم يستطع صناع الدراما التخلص من سطوة الوقوع فريسة التعبير عن آلام وأوجاع الناس التى ألمت بهم الفترة الماضية من جانب، كما وقع صناع الدراما ضحية الانهيار الأخلاقى الذى أصاب المجتمع من جانب آخر، بينما اختفى دور وزارة الثقافة من التأثير فى رمضان ومواجهة ما يقدمه القطاع الخاص من أعمال مسفة .. ورغم استحالة متابعة جميع الأعمال الدرامية المعروضة أو حتى نصفها بل ومن الصعب أيضا أن يتابع ربع المعروض من المسلسلات التى تجاوزت أربعين مسلسلا تليفزيونيا وإذاعيا وعشرات البرامج والمواد الإعلامية التى تقدم من وقت انطلاق مدفع الإفطار وتستمر على مدار اليوم.. وبالتالى فمن الصعب على النقاد والمتابعين أن يقيموا الدراما تقييما حقيقيا وأن يرصدوا إيجابياتها ومسالبها رصدا موضوعيا وأن يصدروا أحكاما قطعية على ما تضمنته من مسلسلات .. ولكن هذا الواقع لا يمنع المتابع وحتى المشاهد العادى أن يرصد بسهولة عددا من الملاحظات المبدئية على دراما 2014، "النهار" تقدم من خلال هذا الملف ما يشبه كشف حساب للدراما والمسرح والفنون الأخرى فى رمضان.. المسلسلات الحصري.. سقوط حصري كان واضحا للعيان سقوط نجوم المسلسلات التى عرضت بشكل حصرى على القنوات الفضائية عدا الزعيم عادل إمام الذى احتفظ بنسبة مشاهدة معقولة لمسلسل "صاحب السعادة" رغم عدم جودة المسلسل وخروجه فى حالة يرثى لها، وكأنه مسلسل لشخص من الهواه، لم يبذل فيه جهدا ما سوى الاستظراف وتكرار نفس الإفيهات المعادة والمحروقة والمشاهد الأحداث المجانية، دون هدف أو مضمون، فضلا عن تشابه أحداثه مع عدد من الأعمال السابقة للزعيم مثل فيلم "عريس من جهة أمنية" ولكن بتصرف فعندما كان يقوم شريف منير بحكم سلطته بحل المشاكل التى كان يضعها عادل إمام لعرقلة زواجه من ابنته يحدث حاليا فى أحداث مسلسل عادل إمام نفس الحيل، ولكن بالعكس بمعنى أن وزير الداخلية خالد زكى يحاول بشتى الطرق وباستخدام سلطته أن يمنع ابنه من الزواج من ابنة عادل إمام ويضع العراقيل مستخدما سلطته فى إتمام عملية الزواج . وبخلاف الزعيم فقد سقط الفخرانى فى دهشته التى لم يشاهدها أحد رغم أنه مسلسل يحمل مقومات النجاح ومتعة الصورة وجمال الحكمة التى تقطر من النص. أيضا سقط أحمد عز فى مسلسل "الإكسلانس" حيث ظهر فى العمل مرتبكا على مستوى الأداء، فسيناريو المسلسل يصوره كأنه الفتى الأول "المعشوق" الذى تتهافت عليه الصبايا ويقعن فى غرامه من أول نظرة وكذلك سقطت المسلسلات التى أذيعت بشكل حصرى على بعض القنوات. وكذلك سقط مسلسل "الحكر" الذى أذيع فى التليفزيون المصرى بشكل حصرى ولم يتابعه حتى أبطال المسلسل صناعه فما بالنا بالمشاهد العادى الذى حذف من قاموسه مصطلح التليفزيون المصرى الرسمى واتجه اتجاها كاملا إلى الفضائيات الخاصة؟!