اهتمت صحيفة الإندبندنت البريطانية بالصراع الحالي بين الأكراد وحكومة المالكي العراقية موضحة أن الاتهامات المتبادلة بين الطرفين تقوض فرصهما للتعاون لمواجهة مسلحي داعش. وأشارت إلى أنه من المثير للأسى أن تترك الدولة خطرا إرهابيا خارجيا يواجهها ويهددها بالدمار وتتجه للنزاعات الداخلية على كرسي السلطة التي تودي في النهاية لهلاك الجميع. وأوضح الكاتب البريطاني باتريك كوبين أن الاتهامات التي وجهها القادة الأكراد إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بكونه مريض نفسي وغير متزن عندما قال إن العاصمة الكردية أربيل أصبحت معقلا للمتطرفين لا تترك مجالا لتعاون مستقبلي بين الطرفين. وأضاف كوبيين أن عددا من الوزراء الأكراد قاطعوا جلسات الحكومة في بغداد احتجاجا على تصريحات المالكي بالتوازي مع تعليق رحلات الطائرات بين العاصمة العراقية ومدينتي أربيل والسليمانية في المناطق التي يسيطر عليها أكراد العراق. وشدد على أن تصاعد النزاع بين الطرفين يعني انعدام قدرتهما على إجراء تنسيقات مشتركة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" على الرغم من أنه يهددهما سويا، مشيرا لأن بدء الغضب جاء عقب اتهام المالكي للاكراد بالتعاون مع داعش وغيرها من الجماعات المعادية للجيش العراقي. ويوضح الكاتب أن الطرق البرية بين بغداد وكردستان مقطوعة أيضا من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية وأنصارها من مسلحي العشائر وهذه كلها أسباب تمنع امكانية التعاون بين الطرفين في توجيه ضربة انتقامية للمسلحين السنة.