تستأنف مصر مجددا مشاركتها القوية فى القمة الافريقية التى تستضيفها العاصمة الغينية الاستوائية مالابو ، بعد قرار مجلس السلم والامن الافريقى باعادة ممارسة انشطة مصر التى كانت مجمدة منذ ثورة 30 يونيو ، وجاء هذا القرار ليشكل انطلاقة جديدة واعترافا بارادة الشعب المصرى فى اسقاط نظام الاخوان الفاشل . ومن المقرر أن يلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة امام القمة التى يشارك فيها للمرة الأولى بعد انتخابه رئيسا للبلاد تؤكد حرص مصر على عمقها الافريقى وعلاقاتها الاستراتيجية مع دول القارة السمراء ، وضرورة مواصلة الجهود من اجل اطلاق المشروعات التنموية العملاقة التى تحقق مصالح الدول الافريقية وترسخ التعاون المصرى مع دول القارة على المستوى الثنائى والجماعي. ووفق مصادر ل"النهار" سيتطرق السيسى الى ضرورة العمل سويا من اجل انهاء النزاعات والصراعات وكافة اشكال الارهاب فى العديد من دول القارة بما يسهم فى تحقيق السلم والأمن والاستقرار. وسيتطرق السيسى الى ملف مياه نهر النيل مؤكدا حرص مصر على تحقيق مصالح دول حوض النيل رافضا فى الوقت ذاته عدم المساس بالأمن المائى المصرى باعتبار نهر النيل يشكل شريان حياة المصريين . وفيما يخص أزمة سد النهضة سوف يؤكد السيسى مجددا حرص مصر على انهاء كافة المشكلات الخاصة فى هذا الشأن مع الجانب الإثيوبى وفق الحوار البناء والسياسة الهادئة ،وفى هذا الاطار سيلتقى السيسى عددا من المسئولين الاثيوبيين لاجراء مباحثات فى هذا الشأن وتحقيق المزيد من التفاهمات بين مصر واثيوبيا ودول حوض النيل فيما يخص ملف المياه ، ومن المتوقع أن يطرح السيسى حلولا ومبادرات جديدة خلال القمة الافريقية لاعادة العلاقات القوية المصرية الافريقية وتعزيز افاقها والانطلاق بها نحو مشروعات عملاقة تحقق التنمية وتطلعات الشعوب وانهاء كافة الخلافات. وكان وزير الخارجية سامح شكرى قد توجه خلال اليومين الماضيين إلى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، حيث ترأس وفد مصر فى اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقى والتى انطلقت الاثنين للتحضير لاجتماعات القمة . وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن القمة الإفريقية الحالية ستعقد تحت شعار "الزراعة والأمن الغذائى فى إفريقيا"، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لتدشين برنامج التنمية الزراعى الشامل فى إفريقيا، وهو أحد المشروعات الرائدة التى تم إطلاقها فى إطار مبادرة النيباد التى تعد مصر إحدى الدول الإفريقية الخمس المؤسسة لها. كما تتناول القمة واجتماعاتها التحضيرية على المستوى الوزارى ومستوى كبار المسئولين العديد من الموضوعات الهامة المطروحة على الأجندة الإفريقية والدولية، مثل موضوع إصلاح وتوسيع مجلس الأمن، وحالة السلم والأمن فى إفريقيا، وأجندة التنمية لما بعد 2015، وموضوعات التغير المناخى، وإستراتيجية الاتحاد الإفريقى 2063، وميزانية الاتحاد الإفريقى لعام 2015، والتقارير المقدمة من أجهزة الاتحاد الإفريقى المختلفة حول أنشطتها. وقال المتحدث إنه سيعقد اليوم على هامش القمة اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات لتوجيه النيباد، وقمة آلية مراجعة النظراء الإفريقية، كما تشارك مصر فى الجلسة المفتوحة التى سيعقدها مجلس السلم والأمن الإفريقى بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشائه، وأضاف أنه من المنتظر أن يجرى الوزير شكرى سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من المسئولين الأفارقة على هامش اجتماعات وزراء الخارجية.