وجه الصحفي الشاب إبراهيم الجارحي رسالة قاسية للصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى ، والذي خاطبه فيها كأستاذ عمل معه وتعلم على يديه في جريدة الدستور قبل أن ينتقل وعدد كبير من فريق العمل الخاص به إلى جريدة التحرير ، متهما إياه بأنه لا يطبق مبدأ العدالة الاجتماعية الذي كان ينادي به طيلة عمله كأبرز معارض لنظام مبارك ، وكذلك للظلم والقمع الذي تصدى لهما في عهد مرسي . وقال الجارحي في مقال له أنه اختار ألا يسكت عن الظلم الذي يلاقيه زملائه في جريدة التحرير وأنه رفض أن يكتب خبراً مجهلاً لأن الدفاع عن حقوق زملاء وأصدقاء لا يحتاج للتخفي أو الخجل ، حيث يتعرض زملائه الصحفيين في جريدة التحرير الذي يرأس تحريرها الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى لظلم شديد ومهانة وإذلال، وأن إدارة الجريدة تساومهم، بعد أن خفضت رواتبهم بنسبة 30 % و"مفيش قبض غير نص المرتب، واللي مش عاجبه يقدم استقالته أو يشرب من البحر" . وأضاف الجارحي في مقاله : "وصل الأمر أن زميلاً لم أشرف يوما بزمالته، كتب على حسابه الشخصي ما كتب، فكان جزاؤه الإيقاف عن العمل ووقف المرتب والتحقيق، والحمد الله أن أمراً لم يصدر بشنقة على باب شارع سوريا حيث مقر الجريدة الجديد . ، وبلغت المهانة ذروتها عندما طلب الصحفيون من رئيس التحرير التدخل فرفض، فذهبوا للقاء العضو المنتدب الأستاذة إنجي حداد، فتركتهم وذهبت لتلعب مع كلبها ! وأوضح : جريدة التحرير ( أول جريدة بعد الثورة ) لمن لا يعرف مملوكة لرجل الأعمال ( أكمل قرطام ) عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني دورة 2010 ونشاط البيزنيس الأساسي له في قطاع البترول، يحاول منذ زمن أن يكون له نفوذ مثل خاله صلاح دياب ( مالك المصري اليوم )، أنفق ملايين الجنيهات بلغت منذ شراء الجريدة حتى الآن 18 مليون جنيه تقريباً ! ، وأضاف : ترك رئيس التحرير الصحفيين ليواجهوا الإدارة التي أنفقت ببذخ على كل شئ إلا الصحفيين، بل وصرفت رواتب القيادات العليا كاملة وتركت الصحفيين ليواجهوا الإهانة والذل واللي مش عاجبه يمشي! وكشف الجارحي أن توضيب المقر الجديد في شارع سوريا بالمهندسين وحده تكلف مليون جنيه، بعيداً عن الإيجار، ده غير 2 مليون جنيه تم إنفاقها على الموقع الإلكتروني، و100 ألف جنيه دعاية للإذاعة على الإنترنت، ميزانية الأجور وحدها حوالي 300 الف جنيه منها 200 ألف جنيه للقيادات بإدارة التحرير و100 ألف جنيه للمحررين ! قائلا : هل لك أن تتخيل؟؟ هناك صحفيون يتقاضون 400 جنيه وهناك من يتقاضى 120 ألف جنيه! ووجه الصحفي الشاب رسالته إلى عيسى قائلا : أقول لأستاذي الذي تتلمذت على يديه، الأستاذ إبراهيم عيسى، اسمع لتلاميذك، امنح الصحفيين حقوقهم، لا تهنهم أكثر من ذلك، ولا تتركهم لإدارة تهينهم، العدالة الإجتماعية التي كنت تنادي بها، طبقها في المكان، حتى يستطيع هؤلاء الصحفيون أن يدافعوا عن حقوق الآخرين. يا أستاذ إبراهيم قم بالتأمين على الصحفيين، فعيب جداً في حقك وفي حق كل حر أن يزور موظف التأمينات الجريدة، فيهرب الصحفيون بل وقيادات بالجريدة إلى الكافيتريا لأنهم غير معينين وبالتالي لم تؤمن عليهم ! هذه مهانة يا أستاذ إبراهيم، فحق الصحفي في التعيين والتأمين ودخول النقابة حق أصيل وليس منة ولا منحة من أحد. يا أستاذ إبراهيم، اعط الصحفيين رواتبهم كاملة، وإلا ما يسري على الصغير يسري على الكبير، فكيف يقبل المدير أن يقبض راتبه كاملاً ومن يعملون معه يقبضون نصف الراتب؟ كيف يرفع عينه فيهم أو يطلب منهم خبراً ؟؟ يا أستاذ إبراهيم، لا تهن تاريخك، ولا تفقد مزيداً من تلاميذك، فالصحفى وغير الصحفي لن يعطي طالما يشعر بالظلم، لن يعطي طالما هناك محسوبية، وعدالة غائبة. يا أستاذ إبراهيم، توقف عن عقاب الصحفيين بسبب ما يكتبونه على حساباتهم الشخصية، على فيس بوك وتوتير، فهذا ليس عيباً في ذاتك، بل هي حريتهم، عصر الخوف والتخويف انتهى، الجيل لم يعد كجيلك يا أستاذ إبراهيم، شوية العيال دول مش هيخافوا من عقابك، وهيطلع كل شوية واحد فيهم يقولك مع السلامة، حريتي أهم من شغلي، ورزقي بإيد ربنا مش بإيدك، مش ح أسمح لك بالإهانة تاني ! أعرف يا أستاذ إبراهيم أن أرقام التوزيع ضعيفة، وأعرف نزيف الخسارة اليومية للجريدة، لكن حل أزمة التحرير وأزمة مصر، هي العدل ثم العدل ثم العدل.. العدل يا أستاذ إبراهيم. واختتم قائلا : ملحوظة علشان الأخوة المزايدين : تركت العمل في جريدة التحرير عام 2011 بكامل رغبتي ودون أي مشكلة شخصية تخصني، بل من أجل مبادئ أؤمن بها، وقدمت استقالتي منها وليس بيني وبين من يديرونها أي خصومة ولو تكرر الموقف مئة مرة سأدافع عن حق زملائي وحق أي شخص مظلوم.