أنهى آرسنال 9 سنوات من الغياب عن الألقاب، بتتويجه بطلاً لكأس الاتحاد الإنجليزي، بعدما نجح في تحويل تأخره أمام هال سيتي بهدفين لفوز 3/2 بعد امتداد المباراة التي جمعت بينهما على ملعب "ويمبلي" إلى الحصص الإضافية، التي حسم خلالها آرسنال اللقب بفضل هدف من آرون رامسي. ظهر التوتر على لاعبي آرسنال في بداية المباراة بسبب الضغط الذي كان عليهم لفك النحس الذي لازم النادي منذ أن توج بنفس البطولة بركلات الترجيح على حساب مانشستر يونايتد 2005، في حين بدأ مدرب هال سيتي المباراة بتشكيل متحفظ بالاعتماد على 6 لاعبين دفعة واحدة في خط الوسط مع وجود ماتي فرايت كمهاجم وحيد. المباراة لم تشهد فترة جس النبض الروتينية التي تسبق المباريات النهائية، حيث دخل هال سيتي في صلب الموضوع بهدف أول بعد 4 دقائق فقط، عندما نفذت ركلة ركنية لخارج منطقة الجزاء، حاول توم هادلستون تصويبها من لمسة واحدة، لتصل تسديدته لجيمس شيستير الذي تابعها من لمسة واحدة داخل شباك الحارس البولندي لوكاس فابيانسكي. لم يكد آرسنال آن يستفيق من صدمة الهدف الأول المبكر، حتى باغته هال سيتي بهدف ثان عن طريق كورتيس ديفيز بعد مرور 4 دقائق فقط من الهدف الأول، بعد كرة عرضية لعبها ميلر وسددها فرايت بضربة رأس اصطدمت بالقائم، لكن ديفيز تابعها داخل الشباك بنجاح. أثار الهدف الثاني حفيظة آرسنال الذي حاول الاستفاقة من هذا "الواقع الكارثي" ومحاولة تقليص النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، وهو ما حدث في الدقيقة 17 بهدف رائع عبر الإسباني سانتي كاثورلا الذي أطلق تصويبة ولا أروع من ركلة حرة مباشرة استقرت في المقص الأيسر لمرمى الحارس آلان ماكجريجور. شدد آرسنال من ضغطه وسط تراجع للاعبي هال سيتي، وبالدقيقة 23 لعب الألماني بودولسكي كرة عرضية أرضية لمواطنه مسعود أوزيل داخل منطقة الجزاء، لكن الكرة مرت من أمام الأخير، فيما وصلت لجيرو كرة عن طريق الخطأ من دفاعات هال سيتي وهو داخل منطقة الجزاء. وبالدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للشوط الأول، أبعد الظهير الأيمن المصري لنادي هال سيتي أحمد المحمدي كرة عرضية خطيرة من جيرو كادت أن تُشكل خطورة على مرمى فريقه، لتنتهي الحصة الأول بتقدم هال سيتي بهدفين مقابل هدف. ومع مطلع الشوط الثاني، دفع مدرب آرسنال آرسين فينجر بمهاجمه الفرنسي يايا سانوجو على حساب الألماني لوكاس بودولسكي لتنشيط النواحي الهجومية، وبالدقيقة 64 تغاضى حكم المباراة عن احتساب ركلة جزاء صحيحة وواضحة لآرسنال بعد أن أبعد لاعب هال سيتي روزينور كرة عرضية من ركلة ركنية بكلتا يديه لخارج الملعب. كما عاد حكم المباراة لي بروبرت في الدقيقة 69 ليرفض احتساب ركلة جزاء أخرى لصالح سانتي كاثورلا الذي راوغ داخل المنطقة مدافع هال سيتي ديفيز، حيث قام الأخير باعتراضه، لكن بروبرت أشار باستمرار اللعب وسط اعتراض فينجر من خارج الخطوط. وجاءت الدقيقة 71 ليبتسم القدر لآرسنال الذي نجح في إدراك التعادل عبر مدافع الفرنسي لوران كوسيلني، إثر كرة عرضية حاول سانيا متابعتها برأسية لكنها وصلت في الأخير لمواطنه كوسيلني الذي أسكنها الشباك رغم أن ظهره كان للمرمى، ليتنفس فينجر الصعداء. آرسنال كاد أن يقلب الأمور رأسًا على عقب، لولاً أن أهدر مدافعه الشاب كيران جيبس فرصة ولا أسهل بمنتهى الغرابة كادت أن تُنهي المباراة لصالح فريقه قبل 10 دقائق على النهائية، بعد مجهود رائع من البديل سانوجو الذي قاتل وتحصل على كرة داخل منطقة الجزاء، ثم مررها لجيبس الذي كان في مواجهة مرمى هال سيتي تمامًا، لكنه سدد بمنتهى الرعونة فوق العارضة، ليُهدر فرصة ثمينة على فريقة. لم يتوقف المد الهجومي لآرسنال في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني، وأطلق جيرو تصويبة بوجه قدمه من على حدود منطقة الجزاء أبعدها الحارس ماكجريجور بصعوبة إلى ركلة ركنية في الدقيقة 82، فيما كاد سانوجو أن ينجح في ما فشل فيه مواطنه بتصويبة قوية، لكن لسوء طالعه مرت بجوار القائم ببضعة سنتيمترات في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة، ليلجأ الفريقين للأشواط الإضافية. وآنابت العارضة عن الحارس ماكجريجور ووقفت في وجه ضربة رأس من جيرو بعد مرور 3 دقائق على بداية الشوط الإضافي الأول، لكن ماكجريجور عاد وتصدى لتسديدة أرضية قوية أطلقها رامسي من مسافة بعيدة على مرتين. ولأن الإلحاح وراء الهدف يعد نصف المهمة، تقمص النجم الويلزي آرون رامسي دور "الرامبو" كما هو لقبه ومنح آرسنال هدفًا بمعيار "الذهب" في الدقيقة السادسة من الوقت الإضافي الثاني، بعد كرة رائعة من جيرو بكعب القدم، سددها رامسي من لمسة واحدة في الزاوية الضيفة للحارس ماكجريجور الذي فشل في منعها من الدخول في شباكه. وقبل 6 دقائق على نهاية الحصة الإضافية الثانية، كاد النيجيري سوني ألوكو مهاجم هال سيتي البديل يُعيد المباراة لنقطة الصفر بفرصة لا تضيع، عندما تخطى الحارس فابيانسكي الذي خرج من مرماه، ثم حاول التسديد في مرمى آرسنال من حارسه، لكن لسوء طالعه مرت الكرة بمحاذاة القائم، وسط حسرة المدرب ستيف بروس، في المقابل تنفس فينجر الصعداء بالعودة لمنصات التتويج التي غاب عنها، وتأمين مستقبله أيضًا مع النادي.
