قال حمدين صباحي، مرشح الرئاسة المحتمل، إن ما أسماه ب"تحالف 30 يونيو" تفكك بسبب سياسات خاطئة للسلطة وضعف للقوى السياسية، مشيرًا إلى أن أبرز أخطاء ما بعد 30 يونيو كانت غياب العدالة الاجتماعية وقانون التظاهر الذي يضحي بحريات اكتسبها المصريون بنضالهم، على حد قوله. وأضاف صباحي، خلال لقائه على فضائية "الميادين"، أن السلطة افتقدت حاسة الإدراك السياسي، لافتًا إلى أن قانون التظاهر كان ضمن أسباب تفكك حلف 30 يونيو، داعيًا لإسقاط القانون ووضع قانون ينظم ولا يقيد حق التظاهر. وتابع "من أدخل قانون التظاهر حيز التنفيذ هو نفسه من أدخل دومة وماهر وعادل إلى السجن"، لافتًا إلى أن حقوق الإنسان تضررت ضررًا بالغًا، فقانون التظاهر تم استخدامه ضد مواطنين خرجوا ليطالبوا بالعدالة. وأوضح المرشح الرئاسي المحتمل: "أحاسب الحكومة الحالية على ما ارتكبته من أخطاء؛ مثل قانون التظاهر الذي أساء للعلاقة بين السلطة وشباب الثورة"، مشيرًا إلى أن الحضور الأمني تزايد، وهناك غياب تام للسياسة من المجتمع، كما أن القوى السياسية تقاعست عن طرح بديل يحافظ على 25 يناير. وأكد صباحي أنه بعد انتصار 30 يونيو ظهر رموز الفساد بشكل دفع شباب الثورة للتساؤل "إلى أين تمضي مصر"، لافتًا إلى أن "السلطة الانتقالية ثبت أنها ليست على مستوى الحمل ولا الحلم"، مضيفًا أن الثورة ستصل للسلطة بشق مجرى ديمقراطي عبر الانتخابات. وأضاف: "لا أحتكر الثورة لنفسي ولكني مرشح من الثورة وترشحت لأني مؤمن بحق الشعب في أن يصل بثورته إلى السلطة". وقال: "هناك أطراف شاركت في 30 يونيو انتقامًا من 25 يناير ومَن يعتبر ثورة يناير مؤامرة أو 30 يونيو انقلابًا لا يمثلني". وأضاف أن كل مَن يرغب في التقييم الموضوعي سيحمّل عبدالفتاح السيسي أخطاء هذه المرحلة لأنه الرجل القوي في السلطة الحالية. وأشار صباحي، إلى أن "هناك من رأوا ضرورة ترشحي لأني مؤتمن على أهداف الثورة والبعض الآخر يرى في عبدالفتاح السيسي الأولى"، مضيفًا أن "هناك بعض الشرفاء في حملة السيسي ولكن كل رموز الفساد موجودة في حملته وتؤيده". وتساءل المرشح الرئاسي المحتمل: "لماذا لم يتخذ السيسي موقفًا من دعم أنصار النظام القديم له"، مشيرًا إلى أن الثورة لن تكتمل إلا بعد احتشاد كل المؤمنين بالثورة في معسكر واحد، وفق ما ذكر. وأضاف صباحي: "سنكمل المعركة ولن ننسحب منها لأن هذا هو طريق بناء الديمقراطية"، مشددًا على أن الشيء الوحيد الذي يدفعه للانسحاب هو التزوير. وحول عقد مناظرات بين مرشحي الرئاسة، قال: "المناظرة جزء من آليات الديمقراطية وهي حق للشعب"، وأضاف: "أنا مع المناظرة مع أي مرشح للرئاسة ولكن لا أبتز بها أحدًا". وتابع صباحي قائلاً: "أحيي قرار قبول استقالة محافظ الوادي الجديد"، مطالبًا الدولة بالحياد التام بين كل المرشحين، لافتًا إلى أنه ليس مثاليًا ليتصور أن الدولة ستكون محايدة تمامًا، ولكنه أيضًا ليس مثاليًا ليظن أن عدم خوض الانتخابات سيصل بالبلاد إلى الديمقراطية. وحول توكيلات ترشحه، قال: "لا نواجه أزمة في مسألة التوكيلات واقتربنا من إكمالها وسنستكمل الجزء الباقي خلال الأسبوع الحالي". وأضاف المرشح الرئاسي المحتمل: "برنامجنا سيكتمل خلال الأسبوع الحالي ولكن البرنامج سيكون متاحًا للتطوير طوال الحملة الانتخابية من خلال الحوار مع القوى السياسية والاجتماعية". وحول الإرهاب الذي تواجهه الدولة، قال صباحي: "لا يمكن حل مشكلة الإرهاب بالأمن وحده، ولكن يجب طرح حلول سياسية، لافتًا إلى أنه لا يمكن القضاء عليه بدون العدل والخطاب الديني المستنير ومكافحة الفقر". وأضاف: "الداخلية تحتاج لإصلاح وتطوير لكي تنتقل إلى حق المواطن في الأمن لا حق السلطة فقط"، مشددًا على أن هناك حاجة لهيكلة جديدة للداخلية.
