شهدت الاسواق المصرية خلال الايام الماضية تزايد الطلبات على شراء غلايات المياه الكهربائية، وكانت قد تصاعدت الدعوات عبر صفحات الشبكات الاجتماعية لشراء غلايات الشاي، وذلك بعد تصريح وزارة الكهرباء انها السبب وراء الانقطاع اليومي للكهرباء، حيث استقبل المصريين هذه التصريحات بالسخرية والتهكم، في حين قام اخرون بشراء الغلايات وذلك للمساهمة في استهلاك الكهرباء وكيدا في الحكومة التي جاءت عبر انقلاب عسكري على اول رئيس منتخب شرعي. كما دشن نشطاء حملة عبر الفيس بوك لشراء الغلايات وعمل الشاي والقهوة عليها مبررين ذلك بأن الحكومة تطالب الشعب بالتقشف في حين تشغل التكيفيات بشكل مستمر في الصيف والشتاء وتستعمل احدث السيارات المصفحة للتنقل، وتشتري افخم الاثاث داخل مكاتب الوزراء والمسئولين، في حين تستكثر على باقي الشعب المتطليات الضرورية لحياته. وقد كشف مصدر خاص لوكالة اخبار ليل ونهار، عن سر زيادة استيراد كميات كبيرة من غلايات الكهربائية خلال الشهور القليلة الماضية، حيث ان سبب زيادة استعمال المصريين لغلايات المياه الكهربائية مؤخرا يرجع في الاصل الى اشتعال ازمة انابيب الغاز، وارتفاع اسعار الانابيب، مما ادى الى قيام المصريين باستعمال الغلاية في عمل الشاي والقهوة بدلا من استعمال انبوبة الغاز لتوفيرها. وكان قد صرح الدكتور أكثم أبو العلا وكيل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والمتحدث باسم الوزارة، إن 8 ملايين غلاية لتسخين مياه الشاي والقهوة «بويلر»، تحرم المواطن في مصر من حوالي ألفي ميجاوات كهرباء عندما تقرر مليون أسرة فقط شرب الشاي. وأوضح وكيل وزارة الكهرباء أن الإحصاءات تشير إلى أنه تم خلال الثلاثة أعوام الماضية استيراد حوالي 8 ملايين غلاية مياه لأعراض إعداد الشاي والقهوة، مشيرا إلى أن قدرة الغلاية الواحدة 2000 وات، أي ما يساوي استهلاك جهاز تكييف قدرة 3 حصان. ونوه إلى أن ما يضيع من كهرباء على تسخين مياه شرب الشاي والقهوة يعادل تقريبا ما ينتجه السد العالي من كهرباء، مشيرا إلى أنه لا يوجد علاج لهذه المشكلة بعد أن انتشرت ثقافة «البويلر» في مصر واستيراد أكثر من 8 ملايين منها خلال الأعوام الثلاثة الماضية بخلاف ما يتم انتاجه محليا.