عادت من جديد أزمة انقطاع الكهرباء، الأمر الذى أثار استياء المواطنين، وزاد من حجم الانتقادات التى وجهت للمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء خاصة فى ظل تجاهله التام لهذه الأزمة وعدم وضع تلك الأزمة ضمن أولوياته. فأزمة انقطاع الكهرباء باتت من الأزمات التى تؤرق حياة المواطنين خلال هذه الفترة، إذ باتت تمتد ساعات الانقطاع لثلاث وأربع ساعات، الامر الذى اثار استياء الكثير من المواطنين وجعلهم يفكرون كيف سيكون الوضع خلال موسم الصيف، بل فى ايام كثيرة باتت تتكرر فترات الانقطاع ، الامر الذى يؤثر بالسلب على تحصيل الطلاب لدروسهم كما يلحق خسائر فادحة لكافة المصانع. واللافت للانتباه أن محلب فى ظل تجاهله حل أزمة انقطاع الكهرباء عن الشعب المصرى ، فوجئ الجميع بإصداره قراراً بعدم قطع الكهرباء نهائيا عن المدن السياحية خاصة شرم الشيخ والغردقة، كما قرر عدم رفع عداد الكهرباء من أى منشأة سياحية، سواء فندقاً أو شركة أو مطعماً، وطالب بالتحقيق الفورى مع أى موظف يخالف تلك التعليمات، الامر الذى أثار سلسلة من الانتقادات ضده خاصة فى ظل تفضيله للبعض وتجاهل البعض الآخر.. تفاقم الأزمة فى البداية أكد الدكتور كمال القزاز، الخبير الاقتصادى وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائى عن الشعب المصرى خلال هذه الايام يعد من أكبر أخطاء الحكومة الحالية، خاصة أنها لم تعد الشعب المصرى بسرعة حلها وحتى هذه اللحظة لم تضعها ضمن أولوياتها، الأمر الذى يثير الانتقادات ضدها.. وأضاف القزاز أن تفاقم أزمة الكهرباء ونحن فى موسم الشتاء، يؤكد أن الشعب المصرى سيكون فى تحد كبير لزيادة الانقطاع فى موسم الصيف الذى يزيد فيه حجم الاستهلاك اليومى للكهرباء، مرجعاً السبب الحقيقى وراء هذه الأزمة إلى الأحمال كبيرة للغاية هذا بجانب تزايد استهلاك الكهرباء فى المنازل وكذلك المصانع كثيفة استهلاك الطاقة، الأمر الذى جعل شركات الكهرباء تعمل على سد الاحتياجات اليومية من الكهرباء وبالتالى تفاقمت الأزمة أكثر مما كانت عليه من قبل. لا حلول بينما ترى الدكتورة سعاد كامل، خبيرة الاقتصاد وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن أزمة انقطاع الكهرباء ستعد من أبرز الأزمات التى ستظل قائمة خلال الفترة المقبلة ، إذ إنها دائما ما تظهر فى موسم الصيف، ولكن الغريب هذا العام هو استمرارها وظهورها بشكل كبير فى موسم الشتاء ، إذ إنها تفاقمت بشكل كبير للغاية بعد استقالة الدكتور حازم الببلاوى الأمر الذى يزيد من الاتهامات الموجهة للمهندس إبراهيم محلب حيث يوجد تقصير من قبل وزارة الكهرباء فى حل هذه الأزمة، والدليل على ذلك هو عدم البحث عن حلول لها. وأوضحت كامل أن استمرار أزمة انقطاع الكهرباء ستنجم عنه خسائر اقتصادية فادحة خلال الفترة المقبلة، خاصة أن انقطاعها يتسبب فى توقف الكثير من المصانع عن العمل كما أنه يلحق خسائر فادحة بالنسبة للكثير من المحال التجارية والورش، حيث تتوقف حركة البيع والشتاء، وكذلك مزارع الدواجن إذ تزداد معدلات النفوق جراء انقطاع الكهرباء الأمر الذى يزيد من ارتفاع درجات الحرارة ، إذ إن هذا الأمر سيؤثر بالسلب على الأسعار وسيعيد موجة ارتفاع الأسعار مرة اخري، لافتة إلى أن اهتمام محلب بقطاع السياحة وتحذيره من انقطاع الكهرباء عن الفنادق والمناطق السياحية يعكس تفضيله لقطاع السياحة عن القطاع الصناعى الذى يدر للدولة مليارات الجنيهات. ارتفاع الفواتير بينما ترى الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بتجارة عين شمس، أن استمرار أزمة انقطاع الكهرباء حتى بعد استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوى يعكس فشل حكومة إبراهيم محلب الجديدة فى حلها ، ويزيد من حجم الانتقادات الموجهة لديها، خاصة أن محلب أول توليه منصب رئاسة الوزراء أكد أن المصارحة والمكاشفة ستكون المبدأ الذى سيتعامل به مع الشعب المصرى وحتى هذه اللحظة لم يلق الضوء نحو إيجاد حلول لهذه الأزمة.. واضافت الحماقى أن أزمة انقطاع الكهرباء سرعان ما تبعها ارتفاع فى فواتير الكهرباء، الأمر الذى تسبب فى ارتفاع معدل التضخم، لذا لابد للحكومة الجديدة أن تستغل المصادر الأخرى للطاقة كالطاقة الشمسية لحل أزمة الكهرباء وتوفير الغاز الطبيعى اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء.. وقدمت الحماقى اقتراحاً لوزارة الكهرباء، بضرورة أن يكون الاستهلاك المنزلى للمواطنين حتى 50 كيلو مجانياً وان المحاسبة بعد ذلك طبقا للاستهلاك الأمر الذى سيدفع المواطنين لتخفيف الأحمال الكهربائية وترشيد الاستهلاك، موضحة أن الأزمة الحقيقية تتلخص فى سرقة التيار الكهربائى فإذا استطاعت الوزارة التخلص من هذه الأزمة فهذا الامر سيساعد وزارة الكهرباء فى عدم قطع التيار الكهربائى أو تقليل انقطاعه بشكل كبير للغاية، خاصة أن الانقطاع المتكرر للكهرباء يتسبب فى تلف الاجهزة الكهربائية بالمنازل وتوقف العمل بالمصانع والشركات.
