صرح الدكتور يحيى الجمل، الفقيه الدستوري والنائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء، بأن الدولة بكل مؤسساتها لا تحرص على تعيين الأقباط في المواقع القيادية، وتساءل الجمل: "كم وزير مسيحي وكم محافظ؟، لا بد من الوقوف على مثل هذه الأفعال". وأكد الجمل - في كلمته التي ألقاها، اليوم الاثنين، في مؤتمر "هجرة المسيحيين إلى الدول العربية" - أن العلاقات الإنسانية عظيمة، ترتقي بالإنسان إلى أعلى المراتب الخلقية والنفسية، فقد كانت تجمعني علاقة قوية بالبابا الراحل شنودة الثالث، وهو رجل عظيم وصورة مشرفة لمصر ولكل المصريين، وكانت آخر كلماته لي قبل رحيله بيومين - أثناء اتصالي الهاتفي به - "لك محبتي". واستطرد الدكتور يحيى الجمل قائلًا: "إن هناك عيوبًا في العقل تدل على منتهى التخلف، وهو التعصب، ولا بد من محاربته في الكنائس والجوامع وكل مكان، فإن تخلصنا من هذا المرض العقلي تقدمت بلادنا ونهضت، وتخلصت من الذين يخططون لكسر مصر، وهم: أمريكا وإسرائيل وتوابعهما، وهؤلاء الخونة المتحدثين باسم الدين، جماعة الإخوان الإرهابية التي حكمت مصر لمدة عام لصالح أمريكا وإسرائيل، وهاجمت كل من كان يحرص على مصلحة الوطن واستهدفت الاقتصاد المصري بكل طاقتها". وقال الجمل، إن رجل الأعمال القبطي المهندس نجيب ساويرس، كان مستثمراً عصاميّاً وعمل ثروته من لا شيء، واجتهد كثيرًا حتى يصنع كل جنيه، كما أن يسرية لوزا، والدة نجيب، هي سيدة أقل ما يُقال عنها إنها "ملاك"، وقد حرصت الجماعة على القضاء على هذا الرمز العصامي، وحاربته على أساس الهوية الدينية، وأردف النائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء: "لا بدّ أن نذكر أنه لم تذكر سيدة في القرآن مثلما ذكرت السيدة مريم أم سيدنا عيسى، فالأديان رسخت مبدأ السبيكة في القرآن والإنجيل، فلماذا نتمسك بأفكار أبعد ما تكون عن العقل والدين، فأنا متمسك بمصطلح "سبيكة"، والذي لا بد أن ينطبق على أبناء الوطن الواحد، ويجب السير بجدية نحو دولة المواطنة، وكل تنكر للمواطنة هو تخلف". واختتم الدكتور يحيى الجمل تصريحه قائلًا: "احتفظوا بمصر في قلوبكم وعيونكم، حافظوا على السبيكة، أكبر قصر سيكون في الجنة هو قصر ل "غاندي"، وهو أقرب إلى الله من الظلمة والخونة الذين ادعوا أنهم يعرفون الدين، فالدين محبة والحفاظ على السبيكة من المحبة".