قالت صحيفة "الوطن" الاماراتية في افتتاحيتها اليوم إن مصر دولة محورية بالنسبة للقضية الفلسطينية يتأكد مركزها بقوة المنطق والواقع في العلاقة مع فلسطين شعبا وقضية..ولذلك فإن أي تدهور في العلاقة بين شعب مصر وحركة حماس ستكون له آثار على الحركة بأكبر مما يتصوره البعض الآن وربما يظهر ذلك بعد انتهاء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية في مصر خلال الأشهر القليلة المقبلة . وتحت عنوان "حركة حماس تخسر مصر"، أوضحت الصحيفة أن "حماس" التي تعرف رسميا بحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين خسرت العلاقة مع مصر بقرار محكمة يحظر نشاطها وحظر الجمعيات والجماعات والمنظمات والمؤسسات التي تتفرع منها أو تتلقى منها دعما ماليا أو أي نوع من أنواع الدعم، كما أمرت المحكمة بغلق مكاتبها في القاهرة على خلفية دعوى تذكر أن حماس نشأت كحركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي لكنها تحولت لمنظمة إرهابية، واتهمها مقيم الدعوى بارتكاب جرائم في مصر من بينها اقتحام عدد من أعضاء حماس للحدود المصرية عام 2008 وتورط عناصرها في اقتحام سجون مصرية إبان الانتفاضة الشعبية عام 2011. وأشارت الصحيفة إلى أن الدعوى القضائية تأتي في مناخ اشتد فيه الغضب من حركة حماس لارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وفي دول عربية وغير عربية عديدة مما انحرف بها عن مسارها الطبيعي المحدد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة نحو التدخل في شؤون الدول وسيادتها وقراراتها. وأكدت أنه بهذا القرار القضائي الذي صدر في مناخ ليس في صالح "حماس" تكون هذه الحركة خسرت كثيرا بل خسرت أهم جبهة كانت تشكل لها منفذا للعالم..وهذا الخسران سيؤدي إلى تأثيرات هائلة على بناء الحركة وقواعدها وشعبيتها في قطاع غزة الذي يعاني الأمرين وجود احتلال يتحكم في حياة أهل القطاع وحكومة مقالة ومحاصرة فقدت كل شرعية يمكن أن تدير بها القطاع . ورأت "الوطن" أن "حماس" لم تتعلم من تاريخ المقاومة الفلسطينية ولا من حركات التحرر العالمية التي ظلت تسعى نحو علاقات متينة مع كافة العواصم والشعوب الحرة التي تتعاطف مع قضاياها .