يحظي عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح الرئاسي السابق بأكبر قدر من المواقف المتناقضة خلال الفترة السابقة، يهاجم الإخوان ويسعي لكسب ودهم، يدعو للثورة ضد نظام"مرسي" ويرفض عزله، أفضل تشبيه لتضارب مواقفه كان علي لسان المشير السيسي الذي وصفه بالشاذ سياسيا، فمن الصعب علي أي سياسي التنبؤ بأي موقف قادم للقيادي السابق بالجماعة المحظورة. خلال الأيام القليلة الماضية ترددت معلومات تفيد بسعي "أبوالفتوح" للتواصل مع قيادات التنظيم الدولي للإخوان لاستشارتهم و طلب دعمهم قبل اتخاذ القرار النهائي بالترشح للرئاسة، وان قيادات التنظيم الدولي أبلغوه بأن قيادات الجماعة بمصر ترفض هذه الخطوة و علي رأسهم خيرت الشاطر الذي يفضل الدفع بالعوا أو الدكتور محمد علي بشر في حال ان قرر الإخوان الدفع بمرشح رئاسي أو تأييد الفريق سامي عنان إذا قرر الترشح أمام السيسي. ولعل رفض قيادات الجماعة بالقاهرة دعم أو تأييد ابنهم السابق يعود لعدة أسباب شخصية ولا علاقة لها بالحفاظ علي التنظيم، فالإعلان عن دعم "أبو الفتوح" يعني تلاعبا واضحا بعقول شباب الجماعة الذين يتصدرون المشهد السياسي في الوقت الحاضر ويقودون مظاهرات الجماعة وهو ما يعني زيادة حدة انشقاقهم عنها. ومع كل هذه التحفظات أكدت مصادر مطلعة أن "أبوالفتوح" عقد عدة اجتماعات سرية مع باكينام الشرقاوي ومحمد علي بشر وعزة الجرف خلال الفترة الماضية وأن اتصالاته بهم كان الهدف منها رسم خارطة عودة الجماعة للحياة السياسية من جديد واتفق معهم علي كافة التفاصيل التي من شأنها عودة التعاطف الشعبي لهم من جديد، كما أن أبوالفتوح اتفق مع قيادات الجماعة علي دعم مظاهرات الطلاب في الجامعات وتعطيل الاستفتاء علي الدستور والدفع بعناصر الإخوان ضمن صفوف حزب مصر القوية. أشار المصدر إلي ان "أبوالفتوح" التقي خلال الأيام الماضية في أحد منازل قيادات الجماعة بمنطقة المقطم ببعض القيادات البعيدة عن أعين الجهات الأمنية قبيل تحديد موقف حزبه من الدستور ، وأن هذا الاجتماع الذي عقد كان من بين حضوره محمد علي بشر وباكينام الشرقاوي، وتم خلاله مناقشة وتنسيق المواقف فيما يخص عملية التصويت علي الدستور من عدمه أو الدعوة للتصويت ب «لا» في الاستفتاء العام، وفي هذا الاجتماع تم تنسيق المواقف بين حزبه وقيادات الجماعة و قيادات تحالف دعم الشرعية ، حيث تم إسناد حسب تأكيد المصادر مهمة متابعة ملف الجامعات والتحرك الطلابي لرفض ما يسمونه الانقلاب علي الشرعية، لباكينام الشرقاوي القيادية بالجماعة والمستشارة السابقة للمتهم المعزول محمد مرسي ، علي أن يتم دعم ذلك ماديا من قبل رجال أعمال بالجماعة، أو التمويل من حساب خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسجون حاليا وذلك عن طريق ابنته. وأضاف المصدر أن "أبوالفتوح" علي اتصال دائم بالتنظيم الدولي للجماعة والمخابرات الأمريكية وهناك تنسيق بينهما من أجل تعطيل خارطة الطريق، بخلاف لجوئه إلي إقامة دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة وطالب فيها بوقف تنفيذ وإلغاء القرار الصادر من رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور بالسماح بتصويت الوافدين من المحافظات في غير موطنهم الانتخابي في الاستفتاء علي مشروع التعديلات الدستورية. وهو الأمر الذي جعل من "أبو الفتوح" مدافعا عن الجماعة في أعقاب عزل مندوبها بقصر الاتحادية، حيث خاطب أنصار الجماعة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا "المصريون الشرفاء ومنهم القضاة يبرؤون من المحاكمة الهزلية لأول رئيس منتخب وأن المتهم محمد مرسي كان مختطفا طوال 4 أشهر جازمًا أن رفض مرسي لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لا يبرر الانقلاب عليه مؤكدا أن طريقة عزل المتخابر محمد مرسي تختلف بشكل كلي عن تنحي حسني مبارك". ما يدعم إمكانية دعم الجماعة للمرشح السابق ما أدلي به محمد السيسي عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة من تصريحات حيث قال «وارد أن ترشح الإخوان أحداً في الانتخابات الرئاسية المقبلة أو تدعم أبوالفتوح، لكن الأمر سابق لأوانه»، مؤكداً أن السياسة ليس بها أي ثوابت، مضيفاً «حين تكون هناك انتخابات رئاسية حقيقية، سنقرر وقتها من نرشحه أو ندعمه». من جانبه كشف الدكتور محمد عثمان، عضو الهيئة العليا لحزب مصر القوية"هناك تواصل معنا من جانب بعض المرشحين المحتملين المحسوبين علي الثورة ونحن لا نغلق الباب أمام أحد،مشيرا إلي أن كل الخيارات متاحة بما في ذلك الدفع بالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أو دعم أي من المرشحين الذين سيطرحون أنفسهم للترشح».