اتهم وزير في حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى اليوم الاثنين، فرنسا، المستعمر السابق للبلاد، بتسليح ميليشيات مسيحية تواجه اتهامات بارتكاب "فظائع" ضد تجمعات سكنية لمسلمين محليين. وفي مقابلة حصرية مع وكالة الأناضول، قال وزير الدولة للأمن اللواء محمد نور الدين آدم إن "الفرنسيين ينحازون الآن إلى جانب مليشيات "مناهضو-بالاكا" المسيحية". واتهم القوات الفرنسية بأنها "تزودهم بالسلاح والغذاء والدواء والزي" لافتا إلى أنهم "يملكون الآن أسلحة جديدة". ورأى الوزير أنه "قبل أن يبعث الفرنسيون قواتهم إلى البلاد، كان هناك استقرار نسبي"، معتبرا أن "كل شيء كان يسير على ما يرام، لكنهم تدخلوا في البلاد". وفي مارس/ آذار الماضي، انحدرت أفريقيا الوسطى -الغنية بثروتها المعدنية- إلى دوامة جديدة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا" الإسلامية بالرئيس فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحو "سيليكا" التي يعتقد أن بعض أعضائها من تشاد والسودان، ومسلحو "مناهضو بالاكا"، ما أسقط 600 قتيل خلال الأسبوعين الماضيين، وفقا لتقديرات وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين. وبموجب تفويض من الأممالمتحدة، أرسلت فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة 1600 جندي إلى البلاد المضطربة في محاولة لوقف العنف المتزايد في إطار ما يعرف بعملية سنغاري "الفراشة الحمراء" لنزع سلاح المجموعات المتقاتلة، تعاونهم قوات الاتحاد الأفريقي التي تتواجد أيضا في البلاد، وتضم قوتها 2500 جندي. وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الميليشيات المسيحية بارتكاب "جرائم وحشية" ضد مسلمين بجمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك حسبما جاء في التقرير الذي خلص إلى أن "'مناهضو بالاكا'، قتلوا عدة مئات من المسلمين، وأحرقوا منازلهم وسرقوا مواشيهم". وأمهل ممثلون للطائفة الإسلامية بجمهورية أفريقيا الوسطى، أمس الأحد، القوات الفرنسية في البلاد أسبوعًا لإنهاء ما وصفوه ب"الدعم الفرنسي للميليشيات المسيحية". وهدد زعيم الجماعة المتمردة السابقة "حركة محررو أفريقيا الوسطى من أجل العدالة"، ووزير السياحة السابق أباكار سابون بأنه "ما لم تتوقف فرنسا عن دعم ميليشيات "مناهضي بالاكا" المسيحية ، سوف "يشنون تمردا ضد الفرنسيين، ويقسمون أفريقيا الوسطى إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي".