قال محمود بدر، المتحدث الإعلامي باسم حملة "تمرد"، إن فكرة الحملة جاءت تمردا علي أوضاع السكون الحالية، موضحا بأن الأحداث خلال الفترة الأخيرة كانت متتابعة ومتلاحقة، وأن معارضة النظام الحاكم كانت شديدة في الفترة الماضية، ولكن كانت معارضة غير منظمة وغير مفعلة علي الأرض، فمثلا كانت المنصورة مشتعلة بالاحتجاجات والقاهرة لا توجد بها أي احتجاجات، لذلك ونظرا لأن الأحداث كانت كبيرة ولكنها لم تكن مترابطة، قررنا أن نتمرد علي هذا الوضع الساكن. وأضاف بدر في حوار خاص ل"النهار": بما أن الأوضاع في مصر وصلت لطريق الحل الوحيد فيه هو الانتخابات الرئاسة المبكرة، سألنا أنفسنا كيف ندعوا لانتخابات رئاسية مبكرة، ففكرنا أن ندشن حملة تجمع القوي السياسية ضد النظام، وتعمل علي سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، مشيرا إلي أن فكرة الحملة تلخصت ببساطة في أن يوقع المواطنون علي إقرار بسحب الشرعية من الرئيس مرسي، باعتبار أن كل مواطن مصري عضو في الجمعية العمومية للشعب المصري. وأوضح المتحدث الإعلامي لحملة "تمرد" أن الفكرة صدرت من مجموعة من اللجنة التنسيقية لحركة كفاية، وسريعا ما تبناها عدد كبير من شباب الثورة عند عرضها عليهم، لافتا إلي أن الاجتماع التأسيسي للحملة حضر فيه 50 ناشطا، ثم سرعان ما تلقف الفكرة معظم شباب الثورة وبدأوا في تشكيل مجموعات في المحافظات، وأصبحت صفحة الحملة علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تزيد بمقدار ألفي شخص في كل يوم. وأكد أن الحملة لم تقم بعمل إحصاء بعد لعدد التوقيعات التي جمعوها علي إقرار سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، إلا أنه يستطيع القول بانه تقدر بعشرات الآلاف، مشيرا إلي أنه بعد فتح باب التوقيع الإلكتروني عبر شبكة الانترنت، تم جمع ما يزيد عن 500 توقيع في ساعة واحدة فقط، فيما يوضح حجم الإقبال علي التوقيع علي استمارات سحب الشرعية، مستطردا أن الإقبال خلال الأيام القليلة الأخيرة كبير جدا، سواء من ناحية التوقيعات أو الانضمام للحملة. وردا علي الحديث عن عدم قانونية جمع التوقيعات لسحب الثقة من الرئيس، لفت بدر إلي أنهم ينطلقون في الحملة من مبدأ السيادة للشعب، وأن الشعب هو صاحب القرار، وذلك مبدأ دستوري أصيل، موضحا أن هناك لجنة قانونية في الحملة تعمل علي هذا الموضوع فيما يتعلق بهذا الشق من الموضوع، وتابع قائلاً: "اللي بيسألنا علي قانونية ما نفعل عليه أولا أن يسأل الرئيس محمد مرسي في قانونية كل ما فعله". وعن سبب دعوتهم لانتخابات رئاسية مبكرة، قال :" أعتقد إننا بدعواتنا لانتخابات رئاسية مبكرة، نحاول إخراج البلد من الأزمة الكبيرة التي تعاني منها، ونحاول ان نعيد سيادة القانون في مصر التي دهسها الرئيس محمد مرسي "، وشدد بدر علي أنهم يطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة يشرف عليها رئيس المحكمة الدستورية العليا، في ظل حكومة ائتلاف وطني، مؤكدا أن ذلك هو السبيل الوحيد لإنقاذ مصر. وفيما يخص التحركات القادمة في الشارع، أكد المتحدث الإعلامي باسم "تمرد" إنهم سينزلون في كل محافظات مصر من خلال مجموعات لحث المواطنين علي التوقيع علي استمارة سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، لافتا إلي أن المئات من المتطوعين انضموا للحملة خلال الفترة الماضية، إلي جانب الآلاف الذين وقعوا علي واستمارة سحب الثقة، ليكونوا فاعلين علي الأرض. وأعرب بدر عن تفاؤله قائلا: "الناس كلها شافت الطوابير اللي كانت واقفة في ميدان التحرير في أول أيام الحملة.. زي ما احنا عندنا طوابير خبز وطوابير بنزين، لأول مرة بتظهر طوابير سحب الثقة من الرئيس"، وأشار إلي أن رد فعل الشارع المصري كان كبيرا مع الحملة، كما كان رد فعل شباب الثورة إيجابيا وكبيرا، موضحا بأن عددا كبيرا جدا من النشطاء السياسيين يعملون معهم في الحملة دون الرجوع للكيانات التي ينتمون إليها، معتبرا ذلك نجاح لهم في توحيد كل شباب الثورة علي هدف واحد وعلي طريق واحد، هو إسقاط هذا النظام من خلال سحب شرعية الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وكشف بدر عن انتشار الحملة في 19 محافظة، وأشار إلي أن الحملة تستكمل في الوقت الحالي تشكيل مجموعات في باقي المحافظات، كما أوضح انتشار الحملة خارجيا، حيث أكد أن للحملة مجموعات في عدد كبير من الدول منها علي سبيل المثال لا الحصر انجلترا، وسويسرا، والكويت، والإمارات، والسعودية، ولفت إلي أن هناك اتصالات كثيرة تتلقاها الحملة في الوقت الحالي من مصريين بالخارج في دول عديدة للانضمام لهم وتشكيل محموعات تجمع توقيعات سحب الثقة من الرئيس في الدول التي يعملون فيها. وردا علي الأصوات التي تقول بأن الحملة ستفشل، قال محمود بدر: حملة "تمرد" نجحت قبل ما تبدأ، نجحت من استقبال الناس ليها، نجحت من قرية البرامون دقهلية اللي جمعتنلنا 3 آلاف توقيع في يومين بس.. نجحت في احد شبابنا في الشرقية اللي نجح بمفرده في انه يجمع في يوم واحد 350 توقيع.. نجحت من استقبال الناس ليها في ميدان التحرير، والآلاف اللي وقعوا علي الاقرار في اليوم الأول.. نجحت في مئات المتطوعين اللي انضموا ليها في أول ساعة نزلت فيها الشارع.. نجحت في سرعة تشكيل مكاتب ليها في كل محافظة من ال 19 محافظة اللي إحنا موجودين فيها حاليا في وقت قصير". وأضاف أن الحملة ستنجح في هدفها وفي يوم 30 يونيو الشعب المصري كله سيكون مستعد لأنه يفرض إرادته وإنه يسحب الثقة من الرئيس الذي خالف كل الوعود التي وعد بها، وحنث بالقسم الذي أقسمه أمام الشعب المصري، مشيرا إلي دعوتهم المواطنين النزول في يوم 30 يونيو - ذكري تنصيب مرسي - إلي يوم التمرد في مصر أمام قصر الاتحادية، تتزامن معه وقفات احتجاجية أمام كل السفارات المصرية بالدول التي بها مجموعات للحملة، وأردف قائلاً: "احنا بندعو الشعب المصري كله يكون معانا .. وينزل يدافع كل واحد وقع استمارة انه ينزل يدافع عن هذه الاستمارة وحقه كمواطن مصري في سحب الثقة والشرعية من الرئيس". وطالب المتحدث الإعلامي لحملة "تمرد" الرئيس محمد مرسي لو يثق في قدرته، ويثق هو وجماعته - الإخوان المسلمين - أن الشارع معهم، أن يريح الشعب ويدعو لانتخابات رئاسية مبكرة ويقوم بالترشح فيها، ويري ماذا سيحدث، وعقب قائلا: "اتحداه يجيب الخمسة مليون اللي جابهم في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الماضية". وأوضح بدر أن مؤسسي الحملة يرون أن شرعية الرئيس محمد مرسي سقطت وانتهت تماما يوم أن سقط الشهيد جابر صلاح، ويوم أن الشهيد الحسيني أبو ضيف، وسالت دماء المصريين أمام قصر الاتحادية، ويوم أن أصدر إعلان دستوري مخالفا لليمين الذي أقسمه، كما سقطت شرعيته عندما خالف برنامجه الانتخابي الذي وعد الشعب بأن ينفذه ، مستطردا: اعتقد أن شرعية مرسي عندنا سقطت من زمان، وكنا بنحاول إننا نديلو فرصة لكن للأسف الشديد هو اجبرنا للتفكير في الانتخابات الرئاسية المبكرة لإنه ثبت في النهاية أن مصر أكبر من محمد مرسي بكتير". في ختام حواره مع "النهار"، وجه المتحدث الإعلامي لحملة "تمرد" رسالة للرئيس محمد مرسي، قال فيها : "لا تكثر من العناد مثل سابقك وانحني سريعا لإرادة الشعب المصري ودعنا للانتخابات الرئاسية المبكرة"، كما قال إلي الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين: "لا تكابروا ولا تعاندوا فالشعب أقوي كثيرا من جماعتكم.. وأتمني أن تشير علي رئيسك بأن يترك السلطة". فيما قال للشعب المصري: "انتم الي عملتوا ثورة يناير وانتم اللي نجحتوها وانتم اللي وقفتوا في ضهر الشباب عشان خاطر الثورة دي تنجح.. بندعوكم مرة تانية عشان تقفوا في ضهرنا عشان نقدر ننضف بلدنا بجد نقدر نطهر بلدنا بجد .. نقدر نحققلكوا عدالة اجتماعية حقيقية .. نقدر نقف في وش غلاء الاسعار".