الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق ينتوى كتابة مذكراته حول تاريخه العسكرى منذ تخرجه من الكلية الحربية فى ستينيات القرن الماضى حتى خروجه من الخدمة بقرار من الرئيس محمد مرسى فى 12 أغسطس 2012 بعد حادث الاعتداء على الجنود المصريين فى سيناء. فيما أكدت مصادر مقربة من الفريق عنان أنه طالب الجيش بتسجيلات فيديوهات اجتماعاته مع قادة الإخوان فيما ترددت أنباء عن تحفظ الاتحادية نظرا لوجود تسجيلات لمرسى خلال مشاركته بوصفه ممثلا لحزب الحرية والعدالة فى ذلك الوقت. وكشفت المصادر أن الفريق عنان طلب تسجيلات اجتماعاته مع القوى السياسية خلال فترة إدارته للحوار معها عندما كان يشغل منصب نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويدير بشكل مباشر المفاوضات مع جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، مؤكدة أن الفريق لم يتلق حتى الآن ردا واضحا من جانب القوات المسلحة، التى يتولى أمرها اللواء أركان حرب محمود حجازى أحد أعضاء المجلس العسكرى السابق. وأشارت المصادر إلى أن عدم السماح بخروج تسجيلات الفريق سامى عنان مع القوى السياسية حتى الآن ربما يعود إلى وجود الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فى تلك الاجتماعات بصفته ممثلا لحزب الحرية والعدالة خلال تلك الفترة، الأمر الذى يجعل رئاسة الجمهورية طرفا أصيلا فى تلك المذكرات، ويجب أن توافق عليها قبل عرضها على الرأى العام وتنقية ما قد يتعارض فيها مع توجهات الرئيس مرسى. وأكدت المصادر أن الفريق عنان يستهدف من تلك المذكرات فى المقام الأول درء جميع الأقاويل والشائعات التى ترددت خلال الفترة الماضية، حول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، والصفقات التى عقدها مع ذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة» من أجل ضمان خروجه الأمن من المجلس العسكرى، وأوضحت المصادر أن رئيس الأركان السابق سوف يثبت من تسجيلات الاجتماعات رفضه كل ممارسات جماعة الإخوان المسلمين خلال المرحلة الانتقالية التى تولى المجلس العسكرى خلالها إدارة شؤون البلاد، وعدم وجود أى صفقات أو اتفاقات مسبقة مع الإخوان المسلمين خلال تلك المرحلة. ومن المنتظر أن تحمل تسجيلات الاجتماعات التى دارت بين الفريق سامى عنان والقوى السياسية مفاجآت عديدة، سوف يكشفها رئيس الأركان السابق عبر مذكراته. وأكدت المصادر أن الفريق سامى عنان سوف يرصد فى مذكراته أيضا تفاصيل الاتصالات الهاتفية التى كان يجريها مع جماعة الإخوان المسمين ورموزها بما فيها اتصالاته مع الدكتور محمد مرسى الذى كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة فى تلك الفترة، وكذلك علاقته بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والمقربين له من بينهم، بما فيهم المشير حسين طنطاوى القائد العام السابق للقوات المسلحة، والفريق أول عبدالفتاح السيسى، الذى كان يشغل منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة الفريق عبدالعزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوى السابق، والفريق مهاب مميش قائد القوات البحرية السابق، والفريق سامى حافظ قائد القوات الجوية السابق، حيث كانت تجمعه علاقة طيبة بهم، باعتبارهم الأقرب إليه سنا ومكانة خلال فترة حكم المجلس العسكرى للبلاد. وقالت المصادر إن الفريق سامى عنان ليس القائد العسكرى الوحيد فى مصر الذى قرر كتابة مذكراته وتاريخه العسكرى والسياسى، فهناك الفريق سعد الدين الشاذلى، الذى سجل مذكراته عبر تاريخ الطويل مع الحروب التى شارك فيها ووجهة نظر فى إدارة الرئيس أنور السادات للبلاد، وكذلك معظم قادة ثورة يوليو 1952، والمشير محمد عبدالغنى الجمسى، الذى كتب مذكراته بعد خروجه من الخدمة العسكرية بسنوات طويلة.
