أكد اللواء سمير سيف الليزل الخبير الأمني والاستراتيجي، أن جهاز الأمن الوطني في أي دولة في العالم يمثل ربع قوة الأمن الموجود داخلها، ولا يمكن لأي دولة الاستغناء عنه، مشيرا أن الضمان الوحيد لعدم رجوع الجهاز لتصرفاته القديمة هو الإشراف القضائي على عمل هذا الجهاز، وقال: "محدش يقدر يخطئ، الخطأ القديم". جاء ذلك خلال ندوة نظمتها مؤسسة عالم واحد مساء اليوم الأربعاء تحت عنوان "إعادة هيكلة جهاز الأمن الوطني، بحضور العميد هاني عبد اللطيف مساعد مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، ومحمد زارع مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، والمحامى نجاد البرعي رئيس المجموعة المتحدة للمحامين، بينما اعتذر اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق. وطالب الليزل بعدم التعميم بأن كل أعضاء جهاز أمن الدولة السابق فاسدون، مؤكدا أنه لا يمكن أن ننفي في الوقت نفسه وجود تجاوزات داخل الجهاز، وقال: لا ننكر أن هناك شرخا في العلاقة بين المواطن ورجل الشرطة؛ لكن الشرطة وحدها لن تتمكن من سد هذا الشرخ، بل يجب أن تجد ترحيبًا من المواطنين لمحاسبة المخطئين من الجانبين. وكشف عبد اللطيف عن أن وزارة الداخلية تشهد الآن إعادة هيكلة في جميع أجهزتها لتحقيق هدفها في توفير الأمن للمواطن. وفيما يخص جهاز الأمن الوطني أكد العميد هاني عبد اللطيف أن الجهاز لم يعمل بعد، مشيرا إلى أن الداخلية بصدد صياغة قانون جديد على غرار قانون المخابرات العامة يحدد اختصاصات الجهاز الجديد، خاصة أنه تم الاستغناء عن50% من قيادات الجهاز السابق، في الوقت نفسه فتحت وزارة الداخلية الباب أمام قبول عناصر مدنية من خارج خريجي كليات الشرطة للعمل بالجهاز الجديد. وقال نجاد البرعي: لقد شاهدنا بعد ثورة 25 يناير اختلافا جذريا في أداء رجل الشرطة فلم يعد الحوار بين ضابط الشرطة والمواطن يتم من خلال التقارير بل أصبح يتم الحوار بالمشاركة الفعالة بين الطرفين وهو الهدف المراد تحقيقه من شعار الشرطة في خدمة الشعب. وطالب اللواء هاني عبد اللطيف بأن يتناسب التغيير الذي حدث بعد ثورة يناير في أداء رجل الشرطة مع التضحيات، ويحقق طموح المواطن المصري، مؤكدا أن هذا لن يتم إلا من خلال رجل الشرطة الذي أصبح هدفها الأول والأخير هو أمن المواطن فقط، لا أمن النظام الحاكم، كما كان يحدث سابقا. بينما قال محمد زارع مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي أن جهاز امن الدولة كان طوال الوقت الذراع اليمنى للنظام الحاكم منذ نشأته عام1913، حيث كان يشرف على كل عمليات التعذيب والتزوير في الانتخابات، وزادت قوته في فترة التسعينات على خلفية صراع الجماعات الإسلامية، بينما أصبح هدفه الأساسي في السنوات الأخيرة، هو اكتمال فكرة توريث الحكم. وكشف زارع عن أن جهاز أمن الدولة هو الذي أشرف على عملية تهريب المساجين وإحداث الفراغ الأمني والشغب الذي وقع داخل أقسام الشرطة أثناء ثورة يناير. وقال ياسر أبو المجد مقدم شرطة إن غباء اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، هو سبب نجاح ثورة 25 يناير، مؤكدا أن جهاز الشرطة لم يفعل دوره حتى الآن لوجود بقايا أذناب لحبيب العادلي في أماكنها وهى بطبيعتها لا تريد الإصلاح خوفا على مناصبها.