لم تكن الثورة التى اشعلها الشياب فى يوم الخامس والعشرين من شهر يناير كغيرها من الثورات التى حدثت عبر التاريخ لم تكن تمردا او انقلابا عسكريا او مظاهرة فئوية بل كانت ثوره حقيقية بكل ما تحمله الكلمه من معنى وكما كانت حرب اكتوبر عام 1973 نموذجا فريدا يحتذى به ويدرس بالمعاهد والمراكز العسكريه الغربيه الى الآن ، فسوف تكون باذن الله هذه الثورة نموذجا يحتذى به للثورات البيضاء ذات المفاجأت غير المتوقعة وليس فقط مفاجأة القيادات السالفة التى كنا نعرف عنها قبضتها الحديديه التى كنا نظنها لا تخترق لدرجة جعلت مدير الCIA يتعرض لمسائله قانونية من مجلس الشيوخ الامريكى لقصور جهازه فى رصد قدرة المصريين على الثورة التى اطاحت بشريك اساسى لامريكا لتنفيذ سياساتها فى الشرق الاوسط . لم تكن مفاجاة شباب مصر للعالم ان الثورة شارك بها كل اطياف المجتمع نساءا ورجالا شيوخا وشبابا مسلمين وأقباط بل كانت المفاجاة فى قدرة الشعب المصرى على الاحتشاد وقتما يشاء وكشفت عن ثائر جديد لايحمل مسدسا او سكينا ويكره العنف واراقة الدماءكشفت عن ثائر يكشر عن انيابه ويطالب بحقوقه دون ان يخرب اى شئ او يريق نقطه دم واحده او يطلق رصاصة واحده فأستطاع بصبره وعزيمته ان يسقط نظام اجرامى كامل بكل الياته وخير ما قاله قادة العالم وتعبيرهم عن اندهاشهم بان تكون اول ثورة فى العالم هى ثورة 25 يناير تنظف مكان ثورتهم بعد سقوط الطاغية ومطالبة رئيس ورزاء بريطانيا بتدريس الثورة الشعبية المصرية بالمناهج البريطانية و تمنى أوباما ان يتربى اولاد الامريكان من المصريين . ومن المفاجات المثيرة التى اكتشفها العالم (لكننا كنا نعرفها جيدا) ان المصريون بكل طوائفهم يحبون بعضهم فكنا نرى المسيحى والمسلم يدا واحده فى ميدان التحرير وكنا نرى المسيحى يحمى اخوه المسلم فى اوقات الصلاة من بطش العساكر واجمل المواقف ما سرده بلال فضل انه راى موقف يجب ان يكتب بتاريخ الثورة انه كان هناك احد الشباب يتوضأ وكانت من تسكب له الماء احدى الفتيات المسيحيات وكانوا يقتسمون الخبز فى ميدان التحرير فى اشد اوقات الجوع التى مروا بها ، اكتشف المصريون ان الفتنه الطائفيه (المزعومه ) التى كان يزعمها البعض ماهى الا لعبه حقيره قام بها كلاب الرئيس المخلوع ........... ومن المفاجات التى اذهلت العالم ايضا قدرة و عزيمة وصبر و اصرار المصريين على تحقيق مطالبهم المشروعة وأثق كل الثقه فى ان المسئولين السابقين يسئلون انفسهم حتى الآن اين؟ وكيف؟ومتى؟ حدث هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لقد فاجأ المصريون العالم بحبهم الشديد لمصروالذى لا يضاهيه اى شئ فحب المصرى لبلده لا يساويه مال ولا جاه ولا سلطان وقد عرف العالم ان مفهوم المواطنه متغلغل من اعماق المصريين واثبت المصريون انهم رمزا فريدا فى الرقى والتحضر .... كانت ارواح المصريين الطاهره اكبر دليل على حب بلادهم فقدموا لبلدهم اكثر من 500 شهيد من خيرة شباب مصر الذين استحقوا ان يقدم لهم الجيش تعظيم سلام الى ارواحهم الطاهرة المتواجده بيننا الآن ... اود ان اقول للشهداء ان شعب مصر لن ينساكم ولن يهدأ الا اذا تمت محاكمة كل شخص شارك فى قتلكم وأولهم حبيب العادلى الذى قام كلابه بضرب شعب مصر بلا هواده او شفقه ظنا منه انه بذلك يحمى منصبه ولكنه وجد ان شعب مصر اصلب من الفولاذ و اثبت من الجبال صمودا هذه طبيعه شعبنا المصرى ومهما مرت به المحن فهو اقوى من المحن واصلب من الشدائد ..... وفى النهاية اود ان اقول لشهادئنا الابرار:لقد منحتونا شرفا نتمنى ان نستحقه وستبقى ذكراكم نباسا يضئ لنا الطريق على مستقبل مشرق فقد كتبتم بدمائكم المجد لبلدكم . والسوال المهم هل سنظل محافظين على هذه الروح ام ستفقدها لنا الايام ام ستصير سلوك فينا لا نتخلى عنه ابدا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟