أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن إدانتها البالغة لاستخدام الشرطة العسكرية القوة المفرطة أمس الأربعاء أثناء فض اعتصام طلبة كلية الأعلام بجامعة القاهرة، الأمر الذي أسفر عن إصابة 7 طلبة، مطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتحقيق الفوري في الواقعة وسرعة محاسبة مرتكبيها وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام . ووفقاً للمعلومات التي تلقتاها المنظمة المصرية أن الطلبة قد تجمهروا أمس الأربعاء في تمام الثانية عشر ظهرا أمام قاعة المؤتمرات بالدور الرابع بالكلية أثناء انعقاد مجلس الكلية وافترشوا السلالم للمطالبة بإقالة العميد،مؤكدين أنهم لن يسمحوا له بالخروج لحين الاستقالة،وبعد ذلك قام العميد وعدد من الأساتذة المؤيدين له باستدعاء الجيش لحل الأزمة، وعلى إثر ذلك،قال الجيش للطلبة المعتصمين أن العميد قدم استقالته للمجلس العسكري، وأن المجلس يدرسها فطالبوا بالإطلاع على صورة من الاستقالة لكنه رفض، فعرضوا إرسال وفد منهم للمجلس للإطلاع على الاستقالة وبمجرد عودتهم يتم فض الاعتصام، فرفض الجيش، وبعدها بدأ فض الاعتصام بالقوة . وجاء في شهادة عيان للواقعة ( أن الشرطة العسكرية قد طاردت الطلبة مساء أمس حتى أبواب الجامعة و في الشوارع الجانبية مستخدمة العصي المكهربة لتفريق المعتصمين،وقد أصيب جراء هذه الأحداث 7 طلاب من بينهم 5 طالبات بجروح وإصابات وهم " الزهراء مجدي،شيماء جابر ، ولاء فتحي ، زينب رضا، نهال عبد الفتاح ، وائل عبد الحفيظ ، محمود سعيد")،وتم نقلهم إلى مستشفى الطلبة، وقد خرجوا من المستشفى بعد علاجهم، كما تم احتجاز بعض الأساتذة لنحو ساعة ومن بينهم د. محمود خليل ود. شريف درويش ود. أشرف صالح. ومن جانبه أدان حافظ أبو سعده رئيس المنظمة المصرية هذا الأسلوب في فض اعتصام طلبة كلية الإعلام ، مؤكداً أنه كان ينبغي التحاور بأسلوب ديمقراطي متحضر مع هؤلاء الطلبة الذين عبروا عن آرائهم بحرية كاملة وبطرق مشروعة وسلمية في صورة تتفق مع مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير وانسجاماً مع حقهم في حرية الرأي والتعبير المكفول بمقتضى الدستور والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان،مناشداً سيادة المشير محمد حسين طنطاوي بالتحقيق الفوري في واقعة فض الاعتصام بالقوة وسرعة القبض على مرتكبيها وسرعة محاسبتهم،ولاسيما وأن هذه التصرفات الفردية لبعض ضباط الشرطة العسكرية تتناقض مع قيام الجيش بتوفير الحماية لمتظاهري الثورة من قبل المعتدين والبلطجية، وتعتبر بمثابة خروجاً عن المبادئ العامة التي التزام بها الجيش في أوقات الثورة المختلفة. وشدد أبو سعده على ضرورة استقلال الجامعات المصرية وإرساء مبادئ الديمقراطية الداخلية ومن بينها كلية الإعلام باعتبارها أحد منابر صوت الحرية والديمقراطية وولادة لأجيال شابة جديدة ذي كفاءات صحفية وإعلامية متميزة, وتطهيرها من رموز الفساد وأعوان النظام السابق، حفاظاً على مكتسبات ثورة 25 يناير باعتبار تفشي الفساد أحد مسبباتها. يذكر أن طلبة كلية إعلام قد دخلوا في اعتصام لمدة 15 يوما أمام الكلية من دون أن يتدخل أحد المسئولين لبحث مطالبهم, مما دفعهم للدخول في إضراب عن الطعام منذ يوم الخميس 17/3/2011، وقد سبق وأن ناشد رئيس المنظمة المصرية الطلبة بفض الاعتصام خوفاً على حياتهم من الخطر . يذكر أن اعتصام طلاب الكلية استمر لمدة ثمانية عشر يوما، وكانوا يبيتون أمام مقر الكلية، كما أضرب 5 منهم عن الطعام الخميس الماضي، وارتفع الأسبوع الحالي عدد المضربين إلى 20 طالبا أكدوا أنهم لينهوا إضرابهم قبل رحيل العميد، ولكن الشرطة العسكرية تدخلت اليوم وأنهت تواجد طلاب الكلية بالجامعة، نهائيا. وكان عشرات الطلاب المتظاهرين يحتجزون الدكتور سامي عبد العزيز عميد الكلية داخل قاعة المؤتمرات، رافضين خروجه عقب مجلس الكلية وطالبوه بالاستقالة.