نجح نادي مانشستر يونايتد في فك عقدة تشيلسي والفشل في تحقيق الفوز عليه على أرضه بستامفورد بريدج منذ 10 سنوات وفاز عليه اليوم 3-2 في قمة مباريات الكرة العالمية والإنجليزية بختام لقاءات الجولة التاسعة من البطولة. مانشستر لم يكن ليستطيع أن يفك هذه العقدة بمفرده واحتاج إلى مساعدات تحكيمية بالجملة لينجح في عبور عقبة تشيلسي والخروج من ملعبه العسير على الجميع بالنقاط الثمينة ، فلولا حكم اللقاء مارك كلاتينبيرج لكان التعادل هو النتيجة الأقرب وربما كان الفوز حليفا للبلوز الذين استحقوه ما عملوا كل ما يمكن عمله من أجل الوصول إليه ولكن مارك كان له رأي آخر.
وبعيدا عن الأداء التحكيمي الكارثي والذي يعد وصمة عار على الكرة الإنجليزية أن يكون بتلك الطريقة في مباراة من هذا العيار ، فقد كان اللقاء في مجمله رائعا ومثيرا وحافلا بالندية والإثارة والقتال من قبل الفريقين تفوق اليونايتد في بدايته وأبدع تشيلسي في منتصفه وأفسده الحكم مع النهايات.
دخل الفريقان في صلب الموضوع مباشرة ولم يمنح أي منهما الفرصة للآخر من أجل جس النبض وضغط تشيلسي فور انطلاق اللقاء ولكن رد مانشستر جاء عنيفا للغاية ومن أول هجمة سريعة للفريق في الدقيقة الرابعة ينجح في افتتاح النتيجة بطريقة مثيرة بعد هجمة سريعة انطلقت من الجبهة اليمنى وحولها روني عرضية أرضية يطلقها فان بيرسي صاروخية في المرمى ولكنها ارتدت من القائم الأيسر لتعود وترتطم بظهر المدافع دافيد لويز تعاود طريقها مرة أخرى إلى الشباك مهدية الضيوف أول أهداف المباراة.
لم يتأثر لاعبو البلوز بالتأخر المبكر والسيناريو الأسوأ الذي وجدوا أنفسهم فيه وانطلقوا مجددا نحو الهجوم ومرة أخرى وبهجمة صورة طبق الأصل من سابقتها في الدقيقة 12 ينطلق فالنسيا من الجبهة اليمنى ويرسل عرضية أرضية مطابقة للماضية ولكن فان بيرسي أتقن الزوايا هذه المرة ووضع الكرة من المرة الأولى داخل المرمى مسجلا الهدف الثاني لفريقه وسط ذهول كل من في الملعب من الطريق الذي سار به اللقاء.
الجميع توقع أن الهدفان المبكران بمثابة إعلان إنهيار تشيلسي لاسيما في غياب قائديه المخضرمين جون تيري وفرانك لامبارد بسبب الإيقاف والإصابة على التوالي وعدم وجود الخبرة اللازمة لمثل هذه الظروف لدى نجومه الجدد والذين يلعبون الكلاسيكو الأول في تاريخهم وأبرزهم هازارد وأوسكار.
ولكن شخصية الفريق الأزرق ظهرت بشكل طاغي في الربع ساعة الأخير من الشوط الأول وهاجم الفريق هجوم شرس ووصل لمرمى دي خيا من كل حد وصوب ، وتهاطلت الهجمات على مرمى مانشستر ولم يستطع مدافعو الضيوف أن يقفوا أمام هذا المد الهجومي المذهل لتشيلسي.
وبالفعل ينجح تشيلسي في تقليص الفارق قبل انتهاء الشوط وبالتحديد في الدقيقة 44 عن طريق ركلة حرة مباشرة من أمام منطقة الجزاء ينفذها ماتا ببراعة في الزاوية البعيدة لمرمى مواطنه دي خيا.
هدف تقليص الفارق جدد آمال البلوز في العودة بالمباراة لذا دخل اللاعبون الشوط الثاني بعزيمة أكبر من أجل التعديل واستمر الهجوم الرهيب الذي أسفر عن هدف ثاني مستحق في الدقيقة 53 عن طريق راميريز بعد سلسلة من المحاولات أنهاها أوسكار بعرضية لراميزيز وضعها برأسه في المرمى.
تشيلسي كان قريبا للغاية من إضافة المزيد من الأهداف وتوترت أعصاب لاعبو مانشستر وعاد معظمهم للدفاع وظهر الخوف من الهزيمة على أدائهم بشكل كبير.
وعلى عكس سير المباراة وفي الدقيقة 63 يرسل فان بيرسي بينية لأشلي يونج الذي حاول الإنفراد إلا أنه تعرض للعرقلة من إيفانوفيتش ليخرج الحكم في وجهه البطاقة الحمراء مباشرة في منعطف هام باللقاء.
المنعطف الأكثر خطورة والأكثر غرابة في المباراة كان بعد ذلك ب5 دقائق وبالتحديد في الدقيقة 68 عندما انطلق فرناندو توريس في هجمة مرتدة بمفرده وحين حاول مراوغة المدافع إيفانز من أجل الانفراد بالمرمى تعرض لعرقلة واضحة أكدتها الإعادة التليفزيونية كان تستلزم حصول المدافع الأيرلندي الشمالي على الطرد أو الإنذار على أقل تقدير إلا أن المفاجآة كانت من كلاتينبيرج بإشهاره الورقة الحمراء في وجه توريس "المجني عليه" بداعي الإنذار الثاني معتبره حاول التمثيل ليتحول تشيلسي في دقائق قليلة من فريق قاب قوسين أو أدنى من الانتصار إلى فريق من 9 لاعبين يمني النفس بالخروج من اللقاء متعادلا.
كلاتينبيرج لم يكتف بهذا الأمر ولكنه واصل كوارثه التي كانت جميعها ضد الفريق الأزرق وبعد مجموعة من القرارات العكسية يقوم باحتساب الهدف الثالث لمانشستر يونايتد وهدف الفوز في الدقيقة 75.
سيناريو الهدف بدأ بتسديدة أرضية قوية من فان بيرسي تصدى لها بيتر تشيك في مرة أولى ثم أنقذها بطريقة إعجازية في مرة ثانية من على خط المرمى لتعود الكرة لفالنسيا الذي أطلقها عرضية أرضية داخل منطقة الجزاء للمهاجم البديل تشيتشاريتو والتي أكدت جميع الإعادات التليفزيونية أنه يقف في موقف تسلل لا شك فيه ووضع الكرة في الشباك واحتسب الحكم الهدف.
لم يستطع تشيلسي ب9 لاعبين أن يعود مرة أخرى في اللقاء ومرت الدقائق المتبقية ببعض المحاولات لمانشستر لإضافة هدفا رابعا لم يأت ليحصل مانشستر يونايتد على ثلاث نقاط ثمينة وغير مستحقة ويتجرع تشيلسي مرارة الهزيمة الأولى في الدوري هذا الموسم وأول هزيمة من مان يونايتد على أرضه منذ 10 سنوات.
بهذه الخسارة استمر تشيلسي على الصدارة ولكن توقف رصيده عند 22 نقطة بفارق نقطة واحدة عن مانشستر الذي استعاد الوصافة من جاره سيتي ولكل منهما 21 نقطة.
وفي مباراة سابقة لهذه اللقاء حقق توتنهام فوزا ثمينا خارج أرضه على ساوثهامبتون بهدف لاثنين وهي نفس النتيجة التي فاز بها نيوكاسل على ضيفه وست بروميتش ألبيون.