ماجدة الرومي إنتهي فعليا وعمليا موسم الغناء الصيفى بكل ما يحمله من سلبيات وايجابيات. الأهم فى هذا الموسم ان المياه الراكدة تحركت بطرح مجموعة لا بأس بها من الألبومات.. صحيح حركة البيع والشراء مازالت تسجل مستوى متدنيا من المبيعات وهو ما جعلنا نقول ان هذه السوق ماتت اكلينيكيا. لكن مجرد طرح المطربين لأغانٍ يجعلنا نتفاءل بأن القادم قد يكون أفضل وأن الصناعة قد تعود إلى ربيعها لو ان الدولة تحركت فى اتجاه قانون يجرم القرصنة بشكل قوى وكذلك اعترافها بأن الأغنية صناعة شأنها شأن أى صناعة أخرى. من ايجابيات موسم الصيف انه شهد وجود أسماء كبيرة من فئة الرموز من مصر مثلا محمد منير ومن لبنان ماجدة الرومى والجميل ان كليهما صنع عملا مختلفا يضاف إلى رصيدهما. منير قدم مفاهيم جديدة فى الغناء لأن العمل يضم أغانى تنتمى إلى ثلاثة أجيال. الأول هو جيل الرواد المتمثل فى أغنية «حارة السقايين» ألحان منير مراد، وكلمات حسين السيد «زمان» كلمات عبدالرحيم منصور وألحان عبدالعظيم عويضة، و«يا أبوالطاقية» وهى من التراث الجعفرى. والجيل الثانى تمثل فى أغنية «عيون» ألحان الموسيقار الكبير عمار الشريعى، وكلمات سيد حجاب. وهناك أغانٍ جمعت بين جيلين مثل «قلبى ما يشبهنيش» كلمات عبدالرحمن الأبنودى وألحان محمد رحيم، و«يا حمام» لنفس المؤلف والملحن. وأغنية «السلام» كلمات نبيل خلف وألحان أحمد منيب. وهناك أغانٍ أخرى تنتمى لجيل واحد مثل «ليالى» كلمات كوثر مصطفى وألحان زياد الطويل.. و«يا رمان» كلمات عادل سلامة، وألحان أحمد محيى. الألبوم كان للتوزيع فيه دور كبير فى تحويل كثير من الأغانى التى طرحت فى عصور سابقة إلى لغة العصر الذى نعيشه. لذلك وجدنا القيمة فى اللحن، والكلمة والروح التى يعيشها الشباب والذى بطبعه يريد ان يعيش حياة التمرد فى كل شىء. ماجدة الرومى قدمت نفس مفاهيم منير ولكن بلغتها الغنائية التى اعتدنا عليها منها فى البومها «غزل» حيث قدمت النموذج الراقى لكل المطربات العرب فى الاختيار والأداء ولم تسع إلى الموضة الغنائية بقدر تقديمها لشخصيتها الغنائية التى قامت ببنائها عبر مشوار طويل. فى «غزل» قدمت انماطا مختلفة من الغناء الكلاسيكى الموزع اوركستراليا يجعلك تسبح فى الخيال مثل، «وعدتك» لنزار قبانى وموسيقى كاظم الساهر. وتواصل ارتداء ثوب الرومانسية بكلماتها «بس قولك حبيبى» هذه الأغنية للحن الموسيقى الشهير للعمل التليفزيونى الشهير «تشارلى تشابلن» للموسيقى جيفرى بارسنزا. ومرة أخرى، تعود بنا الرومى إلى الأجواء الحالمة، راقصة على الحان الفالس العالمية، للموسيقى الروسى ديمترى شوستاكوفيتش، فتقول لحبيبها «العالم إلنا»، فى أغنية أخرى من تأليفها. تواصل الرومى تنقلها فتعيدنا إلى الزمن الجميل زمن والدها، لتغنى رائعته الموسيقية «سلونا» من شعر الأخوين رحبانى. والجميل هو وجود صوته معها وكأنها تقول له بعد الرحيل عد والدى لتكون بجوارى وانا أعيد رائعتك. ثم تنتقل إلى منطقة أخرى فى الغناء إلى لحن أكثر سرعة وحيوية غنت الرومى على أنغام الجاز لحنا للفنان د. عبدالرب إدريس، ومن كلماتها الخاصة تراقص صوتها بأغنية «متغير ومحيرنى» بعتب حميم، لتواصل ممارسة رومانسيتها، ولكن بصخب أكبر والعمل ينتمى إلى موسيقى الجاز وربما هذه المنطقة تدخلها ماجدة بشكل وبإصرار يؤكد قدرتها على التحرك بحرية بين اشكال مختلفة من الغناء. ثم انتقلت إلى لحن آخر راقص «لا ما تقولى حبينا» ألحان جان مارى رياشى وكلماتها أيضا، وكأنها تقول ها انا احلق فى كل الساحات كالفراشة لا يعصى على أى شكل من الألحان ولكن وفقا لمنهجى. الحزن لا يفارق الرومى فى أغانيها، فنجدها تغنى من ألحان مروان خورى «لا ما رح ازعل ع شى».. وتواصل عتبها بلحن أكثر سرعة، الجملة الموسيقية قصيرة ومتتابعة، كتبه على كلماتها طارق أبوجودة، فتغنى: «لو تعرف شو بحبك لو، لو حاسس بقلبى لو.. كنت بقلك تعا...». ولا يمضى البوم الرومى دون أن تغنى فيه للوطن، فتختتمه بأغنيتين للوطن، تغنى لوطنها «لبنان» من المسرحية الشعرية «قدموس» لسعيد عقل، وبنص فرنسى من وحى «قدموس» لإلكسندر نجار، تغنيه بمرافقة يوسو ندور على ألحان جوزيف خليفة وجان مارى رياشى. ومن ألحان وكلمات إيلى شويرى تغنى «نشيد الشهدا»، تنادى فيها للحرية والسلام والمحبة. من ايجابيات هذا الموسم عودة غادة رجب فى نسختها التركية وكأنها أرادت ان تقول سوف اهاجر بصوتى إلى من يستغل قدراتى حتى لو فى تركيا ولما لا وهم هنا يسرقونهم ليل نهار وفى هذه الحالة الهجرة مشروعة. فإذا بها تقدم 6 أغانٍ من هذا الفصيل. «ياما زن» الحان ايمان بشقل وتوزيع سميح اردوغان و«تعرف ليه» الحان وتوزيع على طوفان قراج و«دايما معاك» الحان سلامه شاهين وتوزيع سليم شالدران «وكله من ده» الحان عبدالرحمن قزلاى، و«صورتى» سلامة شاهين. وهدية الالبوم كلارنيت حسنو وهو يؤدى موسيقى صورتى. هناك أعمال أخرى طرحت مثل حماقى ورغم ما يقال انه حقق مبيعات وانه متصدر لكل السباقات منذ طرحه الا أنه فى «من قلبى بغنى» مازال يدور فى فلك أعماله السابقة. ربما يعود هذا إلى اختياراته أو إلى آراء المحيطين وربما لأنه يخاطب شريحة واحدة. أصالة فى «شخصية عنيدة» ربما تفكر بمنطق نجمات أخريات مثل أنغام وشيرين وهو الاستماع إلى ما يأتى إليها من الحان لا تبحث عما يناسبها رغم انها وصلت إلى مرحلة من النضج تجعلها أكثر حرية فى الاختيار تعطى للجماهير خلاصة تجاربها لكن يبدو انها فضلت الاستسهال. اليسا أيضا وضعت لنفسها إطارا منذ نجاح البومها «عيشالك» فى 2002 إلى أن وصلت إلى البوم «اسعد واحدة» وهى تفكر بنفس المنطق. لذلك لم تعد البوماتها تحقق صدى سوى فى الاخبار التى تنتشر من وقت لآخر عن حصولها لمركز متقدم فى سباق أفضل أغنية. ومع هذه الالبومات التى ذكرناها هناك البومات أخرى صدرت للعسيلى وساموزين ووائل كفورى.