صورة أرشيفية إستنكر الأزهر الشريف والطرق الصوفية ونقابة الاشراف هدم الأضرحة والمقابر في ليبيا وأكد الأزهر أنه وقد صدمه كثيرًا ما توافرت به وسائل الإعلام من عمليات الهدم والتعدِّي على أضرحة ومقامات وزوايا العلماء وأولياء الله في ليبيا، والمدارس والكليات الدينية - يستنكر تدمير المباني العلمية والأثرية والثقافية والحضارية، ويعتبر نبش مقابر المسلمين والموقوفة على أصحابها شرعًا، وإهانتهم بحمل رفاتهم في أكياس القمامة، ودفنها في أماكن مجهولة، بحجَّة التوحيد المزعوم، والخوف من الشرك الموهوم، أمرًا مستهجنًا وجريمة بشعة تُنافي الشرائع السماوية، والأعراف والمواثيق الدولية، والأخلاق السوية. والأزهر الشريف يدعو الشعب الليبي المؤمن والغيور على دينه ومؤسساته أن يهبَّ لمنع التخريب الذي تقوم به هذه الفئة المنحرفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل. ومن جانبها، استنكرت نقابة الأشراف بجمهورية مصر العربية ، ما وصفته، بالأفعال الشيطانية والممارسات التخريبية التي قام بها شُذّاذ الآفاق وكلاب النار، في اعتدائهم الأثيم على ضريح سيدي الإمام العارف عبد السلام الأسمر الحسني المالكي؛ سليل بيت النبوة كما تستنكر النقابة ما فعله أولئك المجرمون الخوارج من التعرض بالهدم لضريح سيدي الإمام العارف أحمد زرُّوق المالكي بمصراتة. فيما تلقت مشيخة الطرق الصوفية ببالغ الاستنكار والأسى خبر اعتداء مجموعة من المجرمين البُغَاة على ضريحي شيخي الإسلام سيدي أحمد زروق وسيدي عبد السلام الأسمر في ليبيا، مع تحريق مكتبة سيدي عبد السلام الأسمر الأثرية بما فيها من مخطوطات وكتب إسلامية تراثية نادرة، وهذا كله من الأعمال الإجرامية، ومن السعي في الأرض بالفساد؛ فإن الإسلام حرَّم انتهاك حرمة الأموات وجعل حرمة الميت كحرمة الحي، فإذا كان صاحب القبر من أولياء الله الصالحين فإن الاعتداء عليه بنبش قبره أو إزالته أشد حرمة وأعظم جُرْمًا، فضلًا عن تهديمه أو تفجيره كما فعل هؤلاء المفسدون المجرمون؛ فإن الأولياء هم موضع نظر الله تعالى، ومن نالهم بسوء أو أذى فقد تعرض لحرب الله عز وجل، كما جاء في الحديث القدسي: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وهذان الإمامان العالمان والوليان الصالحان هما من أكابر علماء المالكية في المغرب العربي، وكانا من كبار أولياء الله الصالحين، وكُمَّل العارفين، وسيدي عبد السلام الأسمر ينتمي إلى الدوحة الطاهرة والذرية الشريفة العاطرة؛ فهو مِن نسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الكرام؛ حيث ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي؛ ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتعدي على ضريحيهما بهذا التصرف الفاجر الذي جَرُؤَ عليه هؤلاء الآثمون -ولم تجرؤ على فعله قوى الاستعمار التي احتلت بلاد المسلمين على مدى عقود من الزمان- ما هو إلا اعتداء سافر على رموز الإسلام، وحرب قذرة على أولياء الله الصالحين، وانتهاك لقدسية آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار، وتطاول يندى له جبين المؤمنين في كل العالم، وانتهاك لحرمة المرجعيات الدينية التي اتفق العقلاء من كل الأمم على احترامها وتقديرها. ومشيخة الطرق الصوفية إذ تستنكر هذه الأفعال الإجرامية فإنها تحذر المسلمين من هذا الفكر المنحرف الذي دأب على انتهاك حرمات الأولياء والصالحين وآل البيت الطاهرين، متهمًا علماء الأمة وصالحيها وسوادها الأعظم وسلفها وخلفها بالشرك والكفر إلا من كان على مثل باطله ومشربه الفاسد، من غير أن يبالي أصحابه بأمة ولا وحدة ولا وطنية، أو يرقبوا في مؤمن إلاًّ ولا ذمة! فحسبنا الله ونعم الوكيل! كما نناشد أهل ليبيا الذين كانوا أُسُودًا في طرد المستعمرين وإسقاط الطغاة أن يقفوا يدًا واحدة ضد هؤلاء الخوارج المفسدين والطغمة المجرمين، وأن يتصدوا بكل قوة وحسم لهذه الأيدي الآثمة التي تحاول إسقاط البلاد الليبية في حمأة الفتن الطائفية والحروب الأهلية؛ عبثًا بمقدرات ذلك الوطن الغالي من أوطان المسلمين، وجرًّا له إلى النزاعات والصراعات التي تشغله عما هو فيه من إعادة البناء والأمن والاقتصاد.