أكد صابر عرب وزير الثقافة خلال إفتتاحه جدارية الثورة بأننا بالفعل قد بدأنا فى جنى ثمار ثورة 25 يناير فناً ، حيث تمثل هذه الجدارية الرائعة التى أعدها الفنان طه القرنى تجسد المشهد الحقيقى فى الفن الراقى بالألوان وبالخيال وبالصورة الحالة منذ يومها الأول وحتى أن اكتملت الثورة ، مشيراً بأن هذه الجدارية عمل جديد يحدث لأول مرة فى توثيق الحالة الثورية ،متمنياُ بالايتوقف ،لانه يسجل مشهد تاريخى توثيقى فنى رائع لفنان كان لديه الاصرارعلى أن يصنع عملاً فنياً لهذا الحدث ليسجل فيه أحداث الثورة يوماً بيوم ، متمنياً أن تُعبر الثورة عن نفسها ليس فقط فى مجال الفن التشكيلى ، وإنما فى السينما والأدب وكافة الفنون الراقية ، مؤكداً بأن اللوحات جميعها تشكل صورة فنية متكاملة لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى ، حتى لاتحدث ارتباك فى الفهم ، فلا نجد صورة أقل أهمية من الأخرى،فكل الصور تتكامل وتشكل صورة 25 ينايرفى هذه الجدارية ، وأشار بأننا نعلن للمجتمع وللعالم بأننا قد بدأنا فى استعادة روحنا ، وهذا أعظم ما يمكن أن يُنجم عن الثورة المصرية التى استطاعت انت تعبر نفسها فى الادب والفن وهذا معناه انها حققت نصيب كبير من نجاحتها وأحداث حالة من الحالات الانسانية هدوءاً واستقراراً وتواصلاً مع المستقبل. وقرر عرب أن تجوب " جدارية الثورة" القاهرة الكبرى وجميع المحافظات الأخرى من الاسكندرية والمنيا واسيوط وسوهاج وطنطا ...ألخ ، كما ابدى استعدادات وزارة الثقافة المساهمة فى انجاح هذه التجربة ، جاء ذلك خلال مشاهدة وزير الثقافة ود. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة" لجدارية الثورة" للفنان طه القرنى بميدان العباسية ، كما طالب د. صابر عرب من القرنى أن يرسل صور هذه الجدارية لدار الكتب والوثائق القومية التى تقوم بوثيق الثورة منذ ستة أشهر للاستعانة بها فى التوثيق ،وقد تم الاتفاق على أن يكون المعرض الثانى لهذه الجدارية بميدان التحرير ثم ينتقل بعد ذلك للأوبرا لمدة عشرة أيام ، حضر الافتتاح د.صلاح المليجى رئيس الفنون التشكيلية ، أحمد عبد الفتاح رئيس الادارة المركزية للمتاحف والمعارض ، إلى جانب نخبة كبيرة من المهتمين بالحركة التشكيلية وحشود من أهالى العباسية ولفيف من الاعلامين والصحفيين . كما وجه د. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة الشكر للفنان طه قرنى على انجاز هذه الجدارية الرائعة داعياً الجميع من أبناء الشعب المصرى أطفال وكبار أن يأتوا لمشاهدة هذا العمل العبقرى الذى يرصد من خلاله الفنان حكايات الثورة المصرية والخطوات التى مرت بها الثورة والمرحلة الإنتقالية التى نمر بها ، مضيفاً بأن هذه الجدارية سوف يتم عرضها فى ميدان التحرير وفى ساحة دار الأوبرا وفى المحافظات الأخرى ، مشيراً باعجابه الشديد بجميع اللوحات المعروضة التى كان أكثرها تأثيراً على نفسه هى تلك اللوحة التى يعبر فيها الفنان عن موقعة الجمل حيث عكست بوضوح حقيقة الحدث الذى عشناه جميعاً فى هذا اليوم . وأكد عبد القوى بأنه لا توجد أى مخاوف فى عرض الجدارية وسط منطقة العباسية والدليل على ذلك أننا فى وسط أهالى العباسية ومواطنيها يجمعنا الحب والود ، ومهما كان الخلاف والإختلاف سيظل شعب مصر وحدة واحدة لن ينفصل ولن يتجزأ أبداً. وأوضح د. صلاح المليجى بان أعمال الفنان طه القرنى فى " جدارية الثورة " جزء من فعاليات حقيقية عاشها الفنان بمشاركته فى مظاهرات واحداث ثورة 25 يناير بميدان التحرير وفى الاحداث التى توالت بعد ذلك ، فهى جزء من نسيج أحداث حقيقية تظهر طاقة وحماس الشباب المصرى والثقافة حول الجيش ، وإبراز الروح الوطنية التىتجلت فى وقوف العديد من الرجال والنساء والشباب حول العلم المصرى وانتشار فن الجرافيتى على الحوائط كنوع من التعبير عن الذات المصرية ورغبة فى إيصال رسالتهم التى تحمل مضمون عيش حرية عدالة إجتماعية ، كما إحتوت الجدارية على كثير من المشاهد التى تجمع طوائف الشعب، نفذت هذه الجدارية من 16 لوحة بإمتداد 44 م زيت على أبلكاش ، مساحة اللوحة الواحدة 2,45 ×1,45 ، وقد تبنى قطاع الفنون التشكيلية هذا العمل من حيث الاعداد والتنفيذ والطباعة. وقد قرر طه القرنى عرض هذه الجدارية بميدان العباسية بمناسبة سقوط أخر شهيد فى العباسية ، وتحية لشهداء ثورة 25 يناير جميعاً ، فهذا أول معرض يحصل فيه الفنانين التشكيلين على أكثر من مكسب من أرضية الشارع المصرى للتعامل مع الجمهور ، مؤكداً بأنه يجب أن يتفاعل الفن مع الشارع فى آلامه و أفراحه وثوراته ، فهذا الافتتاح لهذه الجدارية شهد أول مكسب للفن التشكيلى من خلال أرضية لجمهور جديد على الساحة التشكيلية مابين العامل والفلاح والمترجل العادى والشباب الصغير والكبير حتى عامل النظافة والموظف والمثقف هؤلاء أصبحوا الآن والآن فقط من جمهور الفن التشكيلى ، وأكد قرنى بأن المعرض هو توثيق يحسب لوزير الثقافةهذا المثقف لدرجة فنان لأنه وافق على إختراق مساحة لأرضيه الفن التشكيلى لم تكن موجودة من قبل ، فكل التحية والتقدير له.